حزب الله يحدد مواصفات الرئيس.. و«القوات» لن تقبل بمن يكمل مسيرة عون

حزب الله يحدد مواصفات الرئيس.. و«القوات» لن تقبل بمن يكمل مسيرة عون

بيروت ـ عمر حبنجر

الانباء

لا إجازة في السياسة، وإذا تعطلت اللقاءات فخطوط الاتصالات مفتوحة، لتدوين مواعيد ما بعد عطلة نهاية السنة، حيث تدق ساعة المبادرات الموعودة.


ويكاد رئيس التيار الحر جبران باسيل ان يكون الأكثر انشغالا خلال العطلة الميلادية، وقد حفل جدول مواعيده بأكثر من لقاء معلن، كما لقاؤه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وغير معلن كما في لقائه الثاني مع الأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصر الله، والتقى الوزير السابق سليمان فرنجية مجددا. وحرص على المشاركة في قداس الميلاد في بكركي، ومعه الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون الذي تقدم الحضور، جالسا على المقعد الرئاسي الشاغر، في رسالة متعددة العناوين، يبقى عنوانها الأبرز، معراب، التي رفض زعيمها سمير جعجع التجاوب مع المساعي الهادفة الى جمعه مع باسيل مجددا، الى حد مشاركته في قداس الميلاد مع زوجته النائبة ستريدا في بلدتهما بشري بدلا من بكركي، حيث القداس الرئيسي الذي رأسه البطريرك بشارة الراعي، مرددا القول المأثور: «من جرب المجرب كان عقله مخرب».


وعزف باسيل على وتر العلاقة بين بكركي ومعراب، من خلفية امتناع سمير جعجع عن الاستجابة لمسعى جمعه مع باسيل، وربما هذا ما قصده البطريرك الراعي بحديثه عن «الكبرياء الذي يمنع السياسيين من التلاقي والتحاور»، ثم وسع باسيل مروحة لقاءاته واتصالاته، ليظهر الى حليفه حزب الله، انه في تحالفه معه «عايز ومستغني..» حتى كان اعلانه عن مبادرة الاسبوع الاول من السنة الجديدة.


عن أهداف المبادرة الباسيلية، تقول قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله، ان باسيل عمل ويعمل على بلورة تصور رئاسي، كان بدأ عرضه مع أطراف داخلية وخارجية، يقوم باستكمال الدورة السياسية من أجل رسم مسار الاستحقاق مع الأطراف السياسية، ساعيا لعرض ورقة تتضمن طريقا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي عبر مسار يؤدي الى تحديد الشخصية المطلوبة لتولي المنصب.


وتضيف «المنار» ان باسيل يضع لائحة اسماء، مرتبة حسب متطلبات المرحلة، وهذه الورقة الرئاسية، او ما سمي بالمبادرة، تأتي ربطا ببرنامج اقتصادي إنقاذي، سيقدم باسيل عناوينه وكيفية تحقيقه بشكل واضح.


على ان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم رأى أن انتخاب رئيس الجمهورية له مواصفات، وقال في حديث لإذاعة «النور» نحن نريد رئيسا مجربا بالسياسة، قادرا على التواصل مع الجميع داخليا وخارجيا أولويته الإنقاذ الاقتصادي لا ينحاز ولا يستفز ولا يخضع للإملاءات الخارجية وهذه الصفات نستطيع أن نبني عليها.


وأضاف: الخيار الداخلي لانتخاب الرئيس له أولوية وهو المرجح وبالتالي طابع الانتخابات داخلي أكثر منه خارجي.


وتابع: نحن نسعى لأن يكون هناك رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وليس صحيحا اننا نبني على ان الشغور هو الأصل، لكن التنوع في المجلس النيابي يجعل انتخاب الرئيس يتطلب دقة واتفاقا بين الكتل النيابية، لا أكثرية ثابتة وكل موقف يحتاج الى تقاطع في القناعات، وانتخاب رئيس للجمهورية يحتاج الى نقاش وتوافق مع الكتل السياسية في المجلس النيابي.


ونفى أن تكون هناك علاقة لملف استخراج النفط، بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، قائلا: حزب الله يراقب الأمور ويواكب التطورات ونحن الآن في مسار الاستخراج والشركة المعنية بدأت في الخطوات المطلوبة.


ويفهم من كلام الشيخ قاسم، ان ثمة شخصية معينة رسا عليها التفاهم كرئيس للجمهورية، من خارج قناة الحزب، بدليل حديثه عن الخبرة والتجربة والقدرة على التواصل مع الجميع. وفي نفس الخانة تقريبا، تقع مبادرة باسيل الموعودة الهادفة الى وضع تصور رئاسي، ولائحة اسماء رئاسية.


وبيت القصيد في هذه الملحمة السياسية، هو إعاقة وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون الى بعبدا، او ايصاله مرهقا بالشروط والتعهدات على الأقل، لكن المصادر المتابعة أبلغت «الأنباء» بأن هذا الأمر بات محسوما لصالح قائد الجيش على المستويين الدولي والعربي، ويبقى النقاش بين المعنيين راهنا حول التوقيت. فمنهم من يراه في غضون شهر على الأبعد، والبطريرك الراعي، يسعى بحسب اذاعة «صوت لبنان» الى ان يجري انتخاب الرئيس في أول جلسة يعقدها مجلس النواب بعد عطلة الأعياد، والتي ستحمل الرقم 11.


وقال الراعي: تلقيت اتصال معايدة من الرئيس نبيه بري وقلت له كنت أنتظر منك معايدة ألا وهي انتخاب رئيس للجمهورية.


فرد رئيس مجلس النواب: دعوتهم الى الحوار مرتين ولم يلبوا. فكرر البطريرك: أجبت ما نريده اليوم رئيس للجمهورية.


من جهته، النائب اللواء اشرف ريفي، اعتبر ان الحل يبدأ بانتخاب الرئيس في أي وقت، اما القوات اللبنانية فقد اعتبرت مصادرها ان هناك من يسعى لاستمرارية العهد السابق، في اشارة الى مساعي باسيل، وقالت: لن نرضخ لمفاعيل العهد السابق، ولن نقبل برئيس يكمل مسيرة عون.