"الإعتدال" يبادر رئاسيّاً... وآخر من يسمي
يترقّب اللبنانيون إستئناف النواب دورهم وتحمّل مسؤوليتهم في إنهاء الشغور في سدّة الرئاسة الأولى مع بداية العام الجديد، بعدما أُسدل الستار على الحلقات «الهزليّة» العشر التي طبعت هذا الإستحقاق خلال العام المنصرم. ويترافق ذلك مع إنطلاق مروحة كبيرة من الإتصالات الداخليّة والإقليميّة الهادفة إلى تحقيق خرق إيجابي يبعد شبح التعطيل المتمادي عن الجلسات التي شهدتها ساحة النجمة جرّاء الإنقسام العمودي بين «الحلفاء» المفترضين، وسقوط المبادرات الرئاسيّة كما الحوارية الهادفة إلى إيجاد مخرجٍ لهذا الإستحقاق الدستوري.
وفي هذا الإطار، تستعيد المبادرات الرئاسيّة زخمها مع بداية العام، أو المحاولات المحليّة لـ»لبننة» هذا الإستحقاق بإنتظار نضوج التوقيت الخارجي للإفراج عن الرئيس العتيد، وذلك عبر إعتماد مقاربات مختلفة تبعد عن «اللاعبين» أي النواب، التبعات السلبيّة للمراوحة المملة لمشاركتهم في تفريغ هذا الإستحقاق الديمقراطي عبر الإقتراع بشعارات ورسائل تلاقي فريق «الأوراق البيضاء» في التعطيل.
ومع تشديد بعض النواب على أنّ الإفراج عن الإستحقاق الرئاسي مرتبط بحسم بعض الملفات الإقليمية، إنضم «تكتل الإعتدال الوطني» إلى المبادرين لتحقيق الخرق المطلوب بين القوى السياسيّة والدفع بإتجاه التوافق على إنهاء الشغور في سدّة الرئاسة، وفق ما أوضح النائب أحمد الخير لـ»نداء الوطن».
وإذ يتريّث الخير في وضع المساعي التي يقوم بها في خانة المبادرة الرئاسيّة، يشدد على أنّ نجاح أي مسعى يتطلب أن يحظى بقبول جميع الأطراف بالإنفتاح والحوار ورفع الحواجز وإزالة المتاريس السياسيّة في ما بينهم، قبل البحث عن الجهة التي تقوم بهذا المسعى أو المبادرة، مؤكداً أنّ جوهر المسعى الذي يقوم به لا ينطلق من طرح أسماء معينّة بقدر ما يهدف إلى تأمين نصاب الثلثين لإنعقاد جلسات الإنتخاب بالدرجة الأولى، وتالياً تأمين 65 صوتاً لأيٍّ من المرشحين، ما يتطلب فتح قنوات التشاور والحوار بين جميع الأفرقاء والجلوس حول طاولة واحدة.
وعن إمكانية الإنتقال من التصويت بعبارة «لبنان الجديد» إلى أيٍّ من المرشحين الفعليين، ربط إمكانيّة إنضمامهم إلى الفريق المؤيّد لوصول ميشال معوض بقدرتهم على إختيار مرشحٍ قادرٍ على تحقيق خرقٍ إيجابي بين القوى السياسيّة، ويسمح بإطلاق المساعي بين النواب من أجل تأمين التوافق المطلوب لإنتخابه، مؤكداً في السياق عدم وجود عائقٍ يحول دون تصويتهم لأيٍّ من المرشحين المعلنين، منهم معوض في حال جرى تأمين نصاب الثلثين في دورة الإنتخاب الثانية، وذلك بعيداً عن التصعيد في المواجهة والدخول في لعبة الأرقام.
وعن قدرة «التكتل» على تحقيق الخرق المطلوب بعد سقوط محاولة رئيس مجلس النواب نبيه بري في جمع القوى السياسية حول طاولة واحدة، وضع الحراك الذي يقوم به في إطار المشاورات الإستباقيّة لأي تحرّك أو مبادرة تدفع القوى السياسيّة إلى الإنفتاح على بعضها البعض، ورفع الحواجز بين فريقيّ الموالاة اللذين يجدان في الورقة البيضاء مخرجاً لعدم إظهار الإنقسام ضمن الفريق الواحد، كما المعارضة المشتتة على أكثر من جبهة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن مبادرتهم تهدف إلى ملاقاة مبادرة بري الحواريّة.
وينطلق «التكتل»، وفق ما أوضح النائب أحمد الخير، من المساحة الوسطيّة التي رافقت تصويتهم باسم «لبنان الجديد»، والتي أبقت خطوط الإتصال والتواصل قائمة مع معظم الكتل النيابيّة كما مع النواب المستقلين، لافتاً في السياق نفسه، إلى إنفتاح الكتل النيابيّة المعارضة التي التقاها على أيّ طرحٍ يؤدي إلى تمتين وتطوير آفاق التعاون المشترك، مجدداً التأكيد على أن المسعى الذي يقوم به «التكتل» ينطلق من البحث في كيفيّة إنتخاب رئيس الجمهورية بعيداً عن الدخول في طرح الأسماء وحرقها أو تأمين المزيد من الأصوات لأيٍ من المرشحين، وذلك إنطلاقاً من القرار الذي سبق واتخذه «التكتل» بأنه «أكثر من يحاور ويشاور ويفاوض... وآخر من يسمي».
طوني كرم نداء الوطن