ترشيح فرنجية بين «الدعم» و«الحرق».. ومصادر: الرياح الرئاسية باتجاه قائد الجيش

ترشيح فرنجية بين «الدعم» و«الحرق».. ومصادر: الرياح الرئاسية باتجاه قائد الجيش

الكاتب: عمر حبنجر | المصدر: الانباء الكويتية

8 آذار 2023

قالها الأمين العام ل‍حزب الله بصراحة ووضوح: المرشح الذي ندعمه للرئاسة، هو الوزير السابق سليمان فرنجية. لكنه لم يقل نرشحه، او نتبنى ترشيحه، كما فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري، انما استخدم عبارة «ندعمه»، حتى لا يحمله وزر احتسابه عليه، تجاه الفرقاء الآخرين.

وثمة سؤال يطرح نفسه في هذا السياق: ما الفرق بين ان يكون فرنجية مرشح حزب الله، وبين ان يكون مدعوما من الحزب كما أعلن السيد نصر الله؟.

د.جورج يزبك، يجيب عن هذا السؤال عبر اذاعة «صوت لبنان» بالقول إن الفارق كبير للغاية، لكن النتيجة واحدة، فالأمين العام للحزب دعم مرشحا لم يرشح نفسه رسميا بعد، وهو اي المرشح مستفيد بأنه ليس مرشحا مستقلا مدعوما من فريق سياسي، مما يسهل عليه السعي لاستقطاب أصوات نيابية من خارج الثنائي الممانع.

وحزب الله مستفيد بدوره، لأن خسارة فرنجية لن تكون خسارة له، وكذلك التوافق على غير فرنجية، بعدما استبدل ترشيحه له بدعم هذا الترشيح. وتبقى النتيجة واحدة، فلا فرنجية قادر على الخروج من عباءة حزب الله ولا الحزب يسمح بذلك، وبالتالي لن يكون قادرا على اي اختراق لصفوف الداخل اللبناني المعارض، ولا الخارج العربي الرافض.

لكن مصدرا سياسيا متابعا، قرأ في موقف السيد نصرالله وقبله الرئيس بري، حرقا لاسم سليمان فرنجية، كمرشح توافقي او معتدل، او يمكن ان يكون كذلك، لولا الدعم الذي أعلن له من جانب فريق الممانعة.

واستبعد المصدر، موافقة رئيس التيار الحر جبران باسيل على انتخاب فرنجية، بمعزل عن الإغراءات، متوقعا ان يحشر باسيل الجميع، بالهروب الى ترشيح نفسه.

وخلافا لما أشار إليه السيد حسن نصر الله مستبعدا دور الخارج، فإن المصدر المتابع أكد على دور الخارج في ترتيبات الداخل اللبناني، منذ الاستقلال الأول عام 1943، معتبرا لـ «الانباء» ان الرياح الرئاسية عادت تهب لصالح قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي يتعرض منذ فترة لحملة سياسية يقودها باسيل ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، ويتولاها وزير الدفاع موريس سليم، لكن ثمة من أبلغ المعنيين بالأمر، ان الجيش اللبناني خط أحمر، وان القرار للقائد.

وكان بوصعب اتهم قائد الجيش بتجاوز القانون، والتصرف كأنه الآمر الناهي، وصولا الى اتهامه بـ«السلبطة» على وزارة الدفاع.

في غضون ذلك، بدأ السفير السعودي وليد البخاري اعتبارا من أمس حراكا سياسيا يشمل قادة الأحزاب والتيارات والكتل النيابية والمرجعيات الدينية، وقد استهل حركته بلقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، حيث قال له البخاري، بحسب وليد غياض المستشار الإعلامي للبطريرك: إن المملكة لا تتدخل بالأسماء، إنما هي مع رئيس إنقاذي غير متورط بالفساد، مشيرا إلى توافق المملكة وبكركي على المواصفات التي يجب ان يتحلى بها الرئيس.

من جهته، قال السفير البخاري في تغريدة: «ظاهرة التقاء الساكنين في الاستحقاقات البنيوية تقتضي التأمل لتكرارها نطقا وإعرابا، وخلاصة القول هنا: إذا التقى ساكنان فيتم التخلص من أولهما، إما حذفا إذا كان معتلا، أو بتحريك أحدهما إن كان الساكن صحيحا».

وذكر البطريرك أن الإنسان يدير الأحداث وليس العكس. وتشمل جولة البخاري الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط وسمير جعجع وسامي الجميل وغيرهم.

وعلى صعيد ردود الفعل على خطاب نصرالله ايضا، قال النائب أشرف ريفي عبر «تويتر»: منذ الجلسة الأولى كان لنا مرشح نال دعمنا وتبنينا ترشيحه علنا وبفخر، ولم ننتظر إشارة أو تسمية من أحد. أنت وبعد تعطيل 11 جلسة ومضي خمسة أشهر أعلنت دعمك لمرشح، وتقول انك تدعمه وانه ليس مرشحك. السيادي الحر هو الذي يقرر منذ اللحظة الأولى مرشحه، ويتبنى علنا ترشيحه. جربنا خيارك، فكانت النتيجة جهنم. علمتنا أدياننا أن نستقيم ونصلي لنتجنب جهنم، ونحن على قناعة وإيمان بأن أدياننا على حق.

بدوره، قال عضو اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة: مادام فرنجية مرشح فريق واحد معروفة ارتباطاته، السياسية والثقافية وسيطرته على قرار الحرب والسلم والمرافئ والمرافق، لن يكون هناك اهتمام عربي بلبنان. وإلا فإن عليه ان يقدم «مهرا معجلا» للفريق السيادي، بإعلان التزامه بالسيادة الوطنية. وقال: اذا جاء فرنجية رئيسا رغما عن الجزء الكبير من المعارضة، فكأنه لم يصبح رئيسا، اما اذا جاء ومعه المعارضون، فسيصبح امبراطورا على لبنان!.

حمادة الذي كان يتحدث الى قناة «الجديد»، حذر من مخطط، لتهجير فلسطينيي الداخل.