لبنان في قلب المتغيرات العربية فهل سيستفيد منها؟؟؟ ميسم حمزة

لبنان في قلب المتغيرات العربية فهل سيستفيد منها؟؟؟ ميسم حمزة

لبنان في قلب المتغيرات العربية فهل سيستفيد منها؟؟؟ ميسم حمزة


لبنان بازمته المتعددة الجوانب والتي وصلت الى حد الاختناق والانفجار نتيجة حصار كبير تعرض له مع العديد من الدول العربية في اطار نظرة اميركية وغربية باعادة تكوين المنطقة وفق رؤية تنسجم ومصالح هذه القوى منهين بذلك الوظيفة التي كان يحتلها لبنان سابقا، ليس لان دول عديدة ورثت هذه الوظائف بل لان لبنان اعطى نموذجا متقدما في مواجهة التحديات الصهيونية عبر عمل مقاوم ، واسقط اتفاق 17 ايار، فلبنان اصبح محطة من محطات الممانعة للمشروع الاميركي الصهيوني بل اصبح محركا للعديد من الملفات .

 فازمة لبنان اليوم هي نتاج كافة هذه العناوين ساعد في اشتداد ازمة لبنان النظام السياسي الطائفي الذي يقوم عليه هذا البلد المتعدد في مكوناته الوطنية فبدل ان يصهر هذه الطاقات والمكونات في رؤية وطنية موحدة ابقى لبنان المؤقت في اتفاق الطائف نظاما دائما وتجاوز عن البنود الاصلاحية في هذا الاتفاق التي كانت من الممكن ان تنقل لبنان الى رحاب الوحدة الوطنية بديلا عن صيغة التعايش بين مكونات اصطنع لها ثقافات وارتباطات تزيد من تعميق التباعد الوطني والانسجام بين مكونات الوطن الواحد.

اما اليوم، فما يجري في الاقليم من متغيرات وتفاهمات بظل صراع دولي محتدم يرسم معالم العلاقات الدولية وتأثيراتها على القرارات الاقليمية كان دافعا لحدوث هذه التقاربات والتفاهمات التي نشهدها اليوم وهي تشير الى مرحلة جديدة في العلاقات الاقليمية وتحديدا داخل النظام الرسمي العربي ودول الجوار الاسلامي لان كل نزاع في الاقليم وبين مكونات الامة قد ينعكس سلبا على المنطقة وعلى قدرة المناطق الاقليمية في مواجهة ارتدادات الصراعات الدولية ، فتصفير المشكلات هو خطوة موفقة للاهتمام بالشؤون الداخلية وتحصينها تجاه المتغيرات الدولية

والخطاب الجديد المعتمد من بعض دول الاقليم وخاصة من المملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان يعطي بارقة امل نحو معالجة المشكلات التي يعاني منها لبنان والتي كانت على الدوام ينظر اليها كارتدادا للصراعات الاقليمية، فهذه فرصة للبنان واللبنانيين للاستفادة من التقارب الايجابي والعلاقات الاقليمية التي من الممكن ان تشكل المدماك الاساسي في استعادة لبنان لعافيته وانتظام الحياة العامة فيه ، فلبنان ليس اقليما مستقلا وانما هو وطن تتفاعل فيه قيم وافكار متعددة بفعل ما كان يشهده الاقليم من تناقضات ولدت صراعات داخل المكون اللبناني

اليوم وبظل هذه التقاربات والمتغيرات العربية، وعودة الشقيق السوري الى جامعة الدول العربية والتقارب السعودي -الايراني ، والانفتاح السعودي على الدول العربية، علينا ان نغلب ثقافة المواطنة بعيدا عن اي خصوصيات او انقسامات مجتمعية لنعيد بناء وحدة وطنية حقيقية تؤسس لوطن جديد وهو ما ينتظره الاقليم من هذا الوطن الذي كان منارة للثقافة والاعلام الحر والقدرات البشرية عالية الكفاءة، فاذا ما اختار اللبنانيين ثقافة المواطنة سيعود لبنان كومبة الشرق واللؤلؤة المضيئة في الاقليم.

ولكن السؤال هل سيستفيد اللبنانيين من تلك المناخات ام سيبقى البعض مرتبط بالاجندات الاجنبية التي لا تريد للبنان الاستقرار والانفتاح العربي والازدهار؟؟؟ فلبنان في قلب المتغيرات العربية فهل سيستفيد منها؟؟؟

تساؤل برسم اللبنانيين الاحرار