عود ثقاب “حزب الله” لا يلغي ورقة أزعور

عود ثقاب “حزب الله” لا يلغي ورقة أزعور

عود ثقاب “حزب الله” لا يلغي ورقة أزعور

الكاتب: مجد بو مجاهد | المصدر: النهار

31 ايار 2023


لا تتفاءل القراءات المعبَّر عنها على نطاق مجالس سياسية بتطورات نوعية في الامكان انبثاقها قريباً على مستوى استحقاق رئاسة الجمهورية، استناداً إلى ما تظهّر من محاولة “حزب الله” المباشرة لإحراق “ورقة ترشيح” وزير المال السابق جهاد أزعور التي لا تزال في إطار صياغة تفاصيلها.


وقد بدت المؤشرات واضحة في تصريح النائب محمد رعد الذي اعتبر أن المرشح المتداول باسمه هو مرشح مناورة مهمّته مواجهة مرشح “الممانعة” وإسقاطه. ورمى رعد “عود ثقاب” على ورقة جهاد أزعور الرئاسية مستنكراً الأصوات المرتفعة لترشيح ما نعتهم بـ”مثل هؤلاء ليصلوا الى قصر بعبدا” وبـ”المرشّحين البدل عن ضائع”. وتقرأ أوساط سياسية معارِضة لـ”حزب الله” في موقف رعد محاولة تظهير صورة مؤشرة إلى انتصار محوره على مستوى الداخل اللبناني بعد الاتفاق السعودي الايراني، في وقت تدلّ الممارسات المسلحة والاستعراضات العسكرية التي يقوم بها على ايحاءات يراد منها الزعم بغياب التحولات على المستوى اللبناني وحصرها بالمسألة اليمنية.


ولكن، بحسب قوى المعارضة فإن “عود الثقاب” الذي أطلقه “حزب الله” لا يلغي ورقة أزعور. ويمكن أن تؤدي المسارات النهائية للوصول إلى مرشح ثالث. وتتصاعد الترجيحات على نطاق المجالس السياسية حول ما يمكن أن يتظهّر في المرحلة المقبلة إذا بقيت موازين القوى النيابية خارج إطار القدرة على تأمين 65 صوتاً بالحدّ الأدنى لأيّ من المرشحين المتأهلين إلى مراحل متقدّمة بما يشمل الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور. وإذا كانت انطلاقة عدد النواب المسيحيين المؤيّدين لوصول فرنجية إلى الرئاسة الأولى تشمل أربعة من “التكتل الوطنيّ المستقل” فحسب، فإنّ العدد الاجمالي للأصوات التي يمكن أن ينالها فرنجية تتقارب مع أصوات أزعور عددياُ لناحية ما يقارب 50 صوتاً.


ويؤشر هذا الواقع بالنسبة إلى مصادر قيادية في حزب “القوات اللبنانية” إلى استمرار واقع المراوحة على قاعدة مشروعين كيانيين أساسيين يتصارعان على النطاق اللبناني. وتعبّر المصادر عن مخاوف قائمة حول امكان اختلاق محور “الممانعة” بلبلة قائمة على أساس فوضى شارعية من خلال تحريك جماعات تحدث ما يشبه اهتزازات أمنية، طالما أنه يعبّر عن عدم ارتياحه للتوافق الممكن بين القوى المعارضة و”التيار الوطني الحرّ” على اسم رئاسي ما يؤشر إلى عدم ترجيح انعقاد جلسة نيابية في القريب العاجل. ولكن، وعلى تنوع الأساليب المتبعة، فإن تصعيد “حزب الله” يشكّل بالنسبة إلى نواب معارضين أشبه بموقف ضعيف وإشارة إلى غياب قدرة حصول مرشّحه على 65 صوتاً أو نيله الدعم المسيحي الضروري.


وهناك من بدأ يتلقّف هجوماً على جهاد أزعور تحت راية ناشطين في المجتمع المدني، ما من شأنه أن يطرح علامات استفهام حول تزامن ذلك مع تقدّم بعض مؤشّرات وزير المال السابق رئاسياً وما إذا كانت هذه الشرارات مرتبطة برفض مسبق له. وهناك من يرجّح الوصول أخيراً إلى توازن قوى بين أصوات أزعور وفرنجية، على أن يكون قائد الجيش العماد جوزف عون المرشّح النهائي القادر على الوصول إلى القصر الجمهوري. ولا توقعات ملحوظة حول الوقت الذي يمكن أن يُستغرق حتى الانتقال إلى صيغة حلّ في موضوع استحقاق الرئاسة.


وفي غضون ذلك، علمت “النهار” أن بعض النواب المستقلين وفي طليعتهم النائب غسان سكاف يستنهضون حراكاً هادفاً للدفع باتجاه تزخيم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور والذهاب إلى تزكية اسمه أو فتح باب البرلمان باتجاه التنافس الديموقراطي بين مرشحين أو أكثر. وقد حرّكت المبادرة الرئاسية الركود الحاصل وساهمت في كسر الحواجز الموجودة بين مكونات المعارضة. وتستمر المساعي القائمة خلال الأسابيع المقبلة على نطاق نواب سيضطلعون بأدوار هادفة إلى الجمع وتقريب وجهات النظر بين المكونات كافة، ومن بينهم النائب سكاف الذي يعتزم طرح مقاربة عنوانها ضرورة تأمين نصاب الجلسة الرئاسية للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية على أن يصل إلى القصر الرئاسي المرشح الفائز بالعدد المطلوب من الأصوات النيابية.


وينطلق عنوان المبادرة التي يتحضر سكاف للمباشرة بها في غضون أسابيع من الوصول إلى سبل اكتمال تفاصيل الصورة الديموقراطية إذا كان في الاستطاعة الوصول إلى صيغة تزكية أو تنافس طبيعي على حدّ سواء. وليس في الامكان الاستمرار في وتيرة تعطيل الجلسات الرئاسية، ما يشكّل شغوراً قاتلاً يستدرج المزيد من الفراغ في مواقع أخرى. وقد استطاع أزعور جمع الأفرقاء حول اسمه كشخص وحيد تأكّدت قدرته على حشد العدد الأكبر من الأصوات في غياب المؤشرات التعطيلية الوازنة من دون إغفال الحاجة إلى كشف النوايا أولاً. ومن هنا، تفيد المعلومات أن سكاف سيفعّل جولة مباحثاته مع فريق “الممانعة” بهدف وضع المسائل في نصابها الصحيح والتوصل إلى اهتمام أكبر للتحرك داخلياً، بغية الوصول إلى مقاربة واضحة متماشية مع تشجيع الدول لانتاج رئيس على مستوى الداخل كخطوة أولى تضاف إلى الاصلاحات المنشودة، حتى تتبلور بداية الدعم من الدول المانحة والجهات المشجّعة على السير في انتخابات رئاسية ولبننة الاستحقاق.