بين أزعور وفرنجية… من الجدّي ومن المناور؟

بين أزعور وفرنجية… من الجدّي ومن المناور؟

بين أزعور وفرنجية… من الجدّي ومن المناور؟

الكاتب: ألان سركيس | المصدر: نداء الوطن

14 حزيران 2023


يواصل «حزب الله» وحركة «أمل» هجومهما الصاعق على مرشح تقاطع المعارضة و»التيار الوطني الحرّ» الوزير السابق جهاد أزعور قبل جلسة اليوم. ويتخوّف «الثنائي الشيعي» من «فلتِةْ شوط» قد تسمح لأزعور بالفوز في الدورة الثانية، لذلك سيلجأ حتماً إلى لعبة تعطيل النصاب.


منذ خروج العماد ميشال عون من قصر بعبدا، يؤكد «حزب الله» أنّ مرشحه رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية هو المرشح الجدّي الوحيد، بينما مرشح القوى السيادية رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوض هو مرشح مناورة. وبعد التقاطع بين المعارضة و»التيار الوطني الحرّ» على اسم أزعور إنقلب المشهد الإنتخابي وصار هناك واقع جديد أثار غضب «الثنائي الشيعي» وأظهر فلتان اللعبة من بين يديه. وهنا تؤكد المعارضة قدرتها على جمع أكثر من 60 صوتاً لأزعور، مقابل عدم قدرة مرشح «حزب الله» على تخطّي عتبة الـ50 صوتاً في أحسن الظروف. وتعمل المعارضة و»التيار» على رص الصفوف وعدم السماح بتحقيق خرق فيها كما يشيع «الحزب» ورئيس مجلس النواب نبيه برّي.


وستكون جلسة اليوم مفصلية، فإذا لجأ «الثنائي الشيعي» إلى تعطيل النصاب، يعني ذلك عدم وصول كلمة السرّ الرئاسية وعدم الإحتكام إلى اللعبة الديموقراطية. وسيتمدّد الفراغ أكثر، ومن الممكن فرض عقوبات على المعطّلين. وأمام تمسك «الثنائي الشيعي» بترشيح فرنجية واعتباره المرشح الجدّي الوحيد، وترشيح أزعور هو المناورة، يمكن رصد أمور عدّة تدحض إدعاءات «الحزب» و»الحركة».


وفي لغة الحسابات السياسية والأرقام على الأرض، يتمتع أزعور بأوسع إتفاق مسيحي على اسمه، إذ تدعمه كتل «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» و»الكتائب اللبنانية» و»حركة الإستقلال» وكوكبة واسعة من النواب المسيحيين المستقلّين والتغييريين، في حين يفتقد فرنجية الغطاء المسيحي، فأي رئيس يمكن أن يصل إلى بعبدا بلا غطاء مسيحي؟ وكيف سيحكم؟ ومن سيدعمه إذا كان المكوّن الأول المعني بالإستحقاق الرئاسي ضدّه؟ فهل يتجرّأ «حزب الله» على إيصال رئيسٍ بيئته ضدّه؟ أما في المعركة البرلمانية، فقد تأمَن لأزعور حتى الساعة 60 صوتاً والرقم سيرتفع حتماً بعد حسم عدد من النواب والكتل موقفهم. وبالطبع سيرتفع هذا الرقم في الدورة الثانية ويتخطّى عتبة الـ65 صوتاً بسهولة، في حين أنَ الأصوات المضمونة لفرنجية لا تتخطّى الـ44 صوتاً، وقد ترتفع بـ»الاستمالة» إلى 50 صوتاً، من هنا، من يكون المرشح الجدّي أزعور أو فرنجية؟


وبالنسبة إلى المراجع الروحية وعلى رأسها البطريركية المارونية، فقد حضر اسم أزعور في لوائح بكركي التوافقية منذ البداية، ويبارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذا الإجماع، في حين سيشكل إنتخاب فرنجية بالطريقة التي تحصل، إنكساراً مسيحياً لا تستطيع بكركي تغطيته، لذلك سيواجه فرنجية حملة شرسة داخل بيئته ستمنعه من الحكم.


أما إقليمياً ودولياً، وهنا بيت القصيد، فلم تمانع المملكة العربية السعودية في انتخاب أزعور، بينما لم تضغط لانتخاب فرنجية، وأكدت للحلفاء كما الخصوم أنها لا تضع «فيتو» على أحد «لكن أحسِنوا الإختيار»، ولو كان فرنجية يتمتع بدعم سعودي وإقليمي لكان وصل إلى الرئاسة، وبالتالي يشكّل إنتخاب رئيس لا يرضى عنه المجتمع الدولي والعرب، نكسة كبيرة للشعب اللبناني ويمدّد الأزمة.


والأهم من هذا كله، إفتقاد فرنجية أي برنامج وخطة عمل، فيما أدرج رجال أعمال مقربون منه على لوائح العقوبات الأميركية، في حين يأتي أزعور من خلفية مالية إقتصادية في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان، ويستطيع التفاوض مع صندوق النقد الدولي والأميركيين والعرب، بينما لا يستطيع فرنجية التواصل سوى مع دمشق وطهران وحليف «الممانعة» الجديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.


إذاً، تُظهر كل هذه العوامل من هو المرشح الجدّي ومن لا يملك الحظوظ للوصول إلى الرئاسة، لذلك تدعو المعارضة إلى إلتقاط اللحظة ودعم ترشيح أزعور وعدم المناورة لأنّ فرصة الإنقاذ متاحة، إلا إذا كان هناك مخطط لإسقاط كل مؤسسات البلد.