بعد 14 حزيران: who’s next؟

بعد 14 حزيران: who’s next؟

بعد 14 حزيران: who’s next؟

الكاتب: ملاك عقيل | المصدر: اساس ميديا

14 حزيران 2023


يطلق الأميركيون اسم “الثلاثاء الكبير” على أحد أيّام الثلاثاء من شهرَي شباط وآذار في العام الذي يسبق الانتخابات الرئاسية. وهو يوم يشهد الانتخابات المفصلية داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاختيار مرشّح الحزب لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية.

في الاقتباس اللبناني للتجربة الأميركية اليومُ هو “الأربعاء الكبير” الذي سيحدّد مصير المرشّحَين من المحورَين وسيجيب على سؤال يبحث عن أجوبة: هل يستمرّ سليمان فرنجية وجهاد أزعور بالترشّح للمعركة الرئاسية أم يفتح هذا اليوم باب البحث عن خيار آخر؟


أدلى النائب جبران باسيل بمرافعته الرئاسية أمس بعد “يللي ضَرب ضَرب ويلّلي هَرب هَرب” إن في داخل تكتّله أو على خطّ العلاقة مع الحزب أو على مساحة القاعة العامّة لمجلس النواب التي ستشهد أهمّ منازلة انتخابية منذ 29 أيلول الماضي، تاريخ قصّ شريط أولى جلسات انتخاب رئيس الجمهورية.

باسيل الخاسر معركته بوجه “المتمرّدين” داخل بيته الحزبي وخاسر التحالف مع الحزب بعدما اتّهمته قناة “المنار” مباشرة قبل أيام من جلسة الانتخاب بـ “تحوُّله إلى أداة” في معركة التعطيل وكسر مرشّح المقاومة، تجاوَبَ بـ “إيجابية كبيرة”، وفق مصادر مطّلعة، مع التدخّل السريع للواء عباس إبراهيم لتهدئة الجبهات المفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الثنائي الشيعي. وسرى التجاوب الفوري أيضاً على إعلام الحزب وقياديّيه، إذ سُجّل انخفاض في مستوى التخاطب الحادّ بين الطرفين.

بعدما تضاربت التسريبات حول فحوى اللقاء بين باسيل وإبراهيم والحديث عن دخول الأخير على خطّ التفاوض الرئاسي، قال إبراهيم لـ “أساس”: “أنا لم أدخل على خطّ الرئاسة بل على خطّ التوتّر القائم على مواقع التواصل الاجتماعي بين الشيعة والمسيحيين بعدما شعرت أنّه يمكن أن يقود إلى مشاكل على الأرض. بادرت والتقيت باسيل وكان إيجابياً إذ أعطى تعليمات لإعلامه بعدم مهاجمة أحد. كذلك تكلّمت مع الطرف الثاني، أي الحزب، ولاقيت التجاوب نفسه. ما أقوم به يدخل في إطار حماية الأمن السياسي كي لا تخرج الأمور عن حدّها”.


هذا وعَلم “أساس” أنّ إبراهيم سيستأنف مسعاه بعد عودته من النروج حيث يُشارك في “منتدى أوسلو الدولي”. وتتحدّث معلومات عن رغبة لدى باسيل بكسر حدّة الصدام مع الحزب بمحاولة إقناعه بعد محطة 14 حزيران بمحاولة التوافق على مرشّح ثالث قد يشكّل تقاطعاً مع قوى المعارضة أيضاً، “وعندها معارضة القوات لن يكون لها تأثير على النتيجة”.

لكنّ مطّلعين يشكّكون في “حصول تقارب متجدّد بين التيار والحزب على اعتبار أنّه حين تأتي التسوية لن يكون باسيل من ضمن صانعيها بل مجرّد طرف يجلس إلى الطاولة، وقبوله بها أو رفضه لها لن يمنع حصولها أو تنفيذها”، فيما أوحى كلام باسيل أمس أنّ “المشكل” الداخلي والرئاسي مع الحزب كبير وحدوده “ما حدا بيقدر يتخطّى المكوّن المسيحي”.


خسارة جماعيّة

ستخرج جميع القوى السياسية تقريباً، وعلى رأسها التيار الوطني الحر، خاسرة من حلبة الملاكمة الرئاسية باستثناء من ينتظر على الكوع “تصفية” مرشّحَي المواجهة أحدهما للآخر كي يُقدّم على طاولة الخاسرين “طبقاً ثالثاً” بمكوّنات التوافق والتسوية وفرض الحلّ. اسمان تتمحور حولهما مفاوضات مرحلة ما بعد 14 حزيران: قائد الجيش العماد جوزف عون والوزير السابق زياد بارود.


فرنجيّة ثابت؟

لكنّ معطيات الساعات الأخيرة لا توحي بتنازلات تعقب جلسة الصدام الرئاسي. فالثنائي الشيعي يتصرّف على أساس أنّ الثابت هو سليمان فرنجية و”المتحرّك” بدأ بميشال معوّض ثمّ جهاد أزعور، وربّما مرشّح آخر من مقلب المعارضة و”التغييريين”.

اللافت في هذا السياق تقصّد أوساط عين التينة والحزب إزالة الالتباس حول أيّ إحراج مُرتبط بالرقم الذي قد يحصل عليه فرنجية في مواجهة أزعور، “فالأرقام لن تكون الحاسمة ولن تنهي ترشيح فرنجية، لذلك هناك في الدستور دورات اقتراع متتالية”.

الرئيس بري أعلنها صراحة في حديث إلى “الأخبار” قائلاً: “التأثير معنوي أكثر منه حسّيّاً بحيث لن يبدّل في مسار الجلسة وفي مسار الاستحقاق بالذات. الرئيس لن ينتخَب إلا بالثلثين في الدورة الأولى وبالأكثرية المطلقة في الدورة الثانية وبنصاب 86 نائباً مكتملاً في القاعة”.


محاولات تأجيل الجلسة

وفق المعلومات، حصلت مساعٍ حثيثة لتأجيل جلسة المواجهة الكبرى بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، وبقي هذا الاحتمال قائماً حتى الساعات الفاصلة عن الجلسة، فيما لم تستجب بكركي لرسالة برّي في شأن تأجيله الجلسة “إذا طلب البطريرك الراعي ذلك”.


تقول أوساط بكركي لـ “أساس”: “البطريرك الراعي هو أكثر من يضغط لعقد جلسات انتخاب رئاسية مفتوحة بغية أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها وينتخَب رئيس فوراً، لذلك لن يكون المبادر إلى طلب التأجيل”.


جولات تخوين

في الساعات الفاصلة عن جلسة اليوم تقدّمت جوقة تخوين “القوات” لبعض نواب التغيير والمستقلّين ممّن سيلتزمون بالورقة البيضاء على جوقة التخوين المتبادل بين التيار الوطني الحر والحزب. تحدّث نواب معراب عن وجود “خيخنة”، فيما صنّف “موقف اليوم” الحزبي في “القوات” نواب الـ “لا موقف” بأنّهم “يخدمون الحزب ومع الباطل ضدّ الحق”.


بوانتاج

بلغة الأرقام، ووفق مصدر معنيّ بالبوانتاج الرئاسي، يراوح عدد النواب “الرماديّين” الذين سينقسمون بين الورقة البيضاء أو اسم أو شعار آخر بين 17 إلى 23 نائباً. مردّ هذا الفارق في التقدير والذي قد يتوسّع أكثر مع انضمام النواب أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد، يعود إلى اعتماد بعض النواب منطق المناورة وعدم الكشف عن وجهة تصويتهم. فيما أعلن اللقاء النيابي المستقلّ وكتلة الاعتدال الوطني أمس “التصويت بشعار معبّر”، وأعلنت النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة صليبا انضمامهما إلى “فريق أزعور”.


من جهة فرنجية يُرجّح أن يتراوح رصيد أصواته بين 45 و 50 وفق التوزيع الآتي: 27 (نواب الشيعة)، كتلة فرنجية (4 وهم طوني فرنجية، فريد الخازن، ملحم طوق، ميشال المر)، والنواب: فيصل كرامي، ميشال موسى، قاسم هاشم، ملحم الحجيري، ينال صلح، طه ناجي، عدنان طرابلسي، حسن مراد، محمد يحيى، أحمد رستم، حيدر ناصر، سجيع عطية، جهاد الصمد، عبد الكريم كبّارة، الياس بو صعب. فيما لم يكشف نواب الطاشناق الثلاثة عن وجهة نصويتهم.

أمّا أزعور فسينال بين 55 إلى 60 صوتاً كحدّ أقصى صوتاً وفق التوزيع الآتي: القوات (19)، التيار (من أصل 17 نائباً قد يمتنع أربعة عن التصويت لأزعور وفي هذه الحال ينخفض عدّاد الأصوات لأزعور إلى ما دون الـ 60 صوتاً)، كتلة جنبلاط (8)، الكتائب (4)، والنواب أشرف ريفي، فؤاد مخزومي، بلال الحشيمي، مارك ضو، وضاح الصادق، إبراهيم منيمنة، ميشال معوّض، أديب عبد المسيح، ميشال الدويهي، غسان سكاف، ميشال الضاهر، بولا يعقوبيان، نجاة عون…