سليمان فرنجية في كليمنصو...

على وقع سلسلة التحركات السياسية والديبلوماسية التي تشهدها الساحة اللبنانية، يستمر البحث بين الدول الخمس المعنية بلبنان في موعد عقد اجتماع اللجنة الخماسية، وإمكان عقده آخر الشهر الحالي أو في الأسبوع الأول من شباط المقبل، وسط تداول مكان عقده وإذا كان سيتم على مستوى السفراء في لبنان أو على مستوى المندوبين الممثلين لدولهم في إحدى الدول الشريكة في الاجتماع.
بالعودة إلى التحركات الداخلية، تبرز زيارة رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لقائد الجيش جوزيف عون للتعزية، فيما تتجه الأنظار إلى العشاء الذي يجمعه بالوزير والنائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو. ويوحي تحرك فرنجية بأنه يعمل على إعادة إحياء ترشحيه، وخصوصاً بعد موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي، القائل بأن لا مرشح معلناً سوى فرنجية، مما يعني إعادة تأكيد دعم ترشيحه.
اللقاء مع قائد الجيش، كان في غاية الهدوء والصراحة والإيجابية، وفق معلومات تفيد بأن فرنجية تحدث بشكل مباشر مع عون بأن كليهما مرشحان للرئاسة، ولا يجب على أحدهما أن يتعارض مع الآخر أو يكون على قطيعة معه، طالما أن الاستحقاق الرئاسي لا يبت في الداخل اللبناني، إنما له سياقاته الدولية والإقليمية. وبالتالي، الشخص الذي سيكون مطروحاً أو يحصل الإجماع حوله لن يكون أحد منهما قادراً على التأثير به. لذا، كان تشديد على ضرورة التعاون والتنسيق، بغض النظر عن الشخص الذي ستؤول إليه رئاسة الجمهورية.
من اليرزة إلى كليمنصو، يشدد فرنجية أيضاً من خلال تجديد مروحة اتصالاته ولقاءاته، على تحسين العلاقة مع الجميع وعدم الدخول في قطيعة من أي طرف، وخصوصاً مع التطورات في المنطقة وحاجة اللبنانيين إلى الالتقاء مع بعضهم البعض. تأتي زيارته كليمنصو بعد رسائل عتب متبادلة بينه وبين الاشتراكي وفي ظل تحركات عديدة تشهدها المنطقة في سبيل الوصول إلى تفاهمات أو تحضير الأرضية للتفاهم. وتفيد معلومات بأن جنبلاط أيضاً يعمل على تحضير القاعدة لأي تطور قد يطرأ على الساحة في المرحلة المقبلة، سواءً كان يصب بشكل إيجابي تجاه فرنجية أو بشكل سلبي.
في مقابل موقف برّي الذي خرج به بعد زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، يدفع الكثيرين في لبنان إلى طرح تساؤلات عن إمكانية ربط الاستحقاق الرئاسي بالقرار 1701 والوضع في الجنوب، والذي يرتبط بشكل مباشر بتطورات الوضع في المنطقة وعلى إيقاع حرب غزة. ومن بين التساؤلات، إذا كانت كل هذه التحركات في الداخل تصب في خانة إمكانية الوصول إلى تقاطع إيراني - أميركي في لبنان، ينتج رئيساً للجمهورية على غرار تجربة العام 2016. في المقابل، هناك وجهة نظر أخرى تسقط أي احتمال لأن تؤدي التطورات إلى انتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مع عدم الحماسة أو الموافقة عليه من الدول الخمس وانتقالهم إلى البحث عن مرشح ثالث، فيما هناك جهات أخرى تفضّل ترشيح قائد الجيش جوزيف عون للرئاسة.
في موازاة هذه الحركة السياسية، برز تحرك السفير السعودي في اتجاه دار الفتوى حيث التقى المفتي عبداللطيف دريان، وأكد حرص المملكة على دعم لبنان لمساعدته على إنهاء أزماته.
كذلك، جاءت زيارة السفير الفرنسي هرفي ماغرو لرئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل. وبحسب المعلومات، اللقاء كان بهدف البحث في الاستحقاق الرئاسي والتحضيرات لعقد الاجتماع الخماسي وإمكانية انتخاب رئيس بمعزل عن تطورات الوضع في غزة. فيما التقت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون بوزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الذي نوه بجهوزية الولايات المتحدة الأميركية للتوسط في تخفيض التصعيد وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الجنوب.