باسيل مجدداً يلجأ الى طرابلس

الزيارات المتكررة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الى طرابلس لها دلالات كثيرة وتحمل العديد من الرسائل التي يريد باسيل إيصالها للحلفاء ” في الظاهر ” والخصوم معاً.
ففي زمن الجمود السياسي والفراغ والضياع والتهديدات الإسرائيلية للبنان لا يجد باسيل من متنفس له سوى زيارة مدينة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والذي لا تربطه به سوى أسوأ العلاقات والصراعات سواء بين الطرفين أو بين ميقاتي ووزراء التيار فما الذي يريده باسيل من طرابلس ليزورها يوم الخميس المقبل حيث سيعقد لقاء مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في دار الفتوى وهو موعد لم يحصل في الزيارة السابقة بعدما إعتذر المفتي إمام عن إستقباله لتتم الموافقة على الموعد الجديد وبالطبع سيكون لباسيل لقاءات متعددة مع المحازبين والمؤيدين من دون السياسيين الى أن يحين موعد مأدبة غداء ستجمعه وعدد كبير من فعاليات المدينة وطبعاً ممن يؤيدون سياسته المنتقدة دائماً ليس فقط للأحزاب المسيحية ولكن لكل رؤساء الحكومات المتعاقبة حيث لم يجد رئيس حكومة يصلح لأن يضع يده بيده في رحلة ” الإصلاح والتغيير” التي رفع شعارها خلال سنوات طويلة الى أن وصل البلد لما هو عليه اليوم من إنهيارات في كافة المؤسسات هذا على صعيد لبنان ككل فماذا عن طرابلس؟؟!!!
سنوات طويلة وطرابلس تغرق في الحرمان المقصود من قبل حكومات كان للتيار العوني اليد الطولى في القرارات والمشاريع التي من شأنها تطوير وتحسين المنطقة “كالبترون” مسقط رأس باسيل لكن ليس العاصمة الثانية للبنان، فما الذي يريده باسيل اليوم من طرابلس ؟؟؟! والإنهيار الحاصل لن يسمح له بتنفيذ أي مشروع إن أردنا إظهار “حسن النوايا” !!!!!
الشعب الطرابلسي لن ينسى كيف حارب باسيل موضوع المنطقة الإقتصادية الحرة للمدينة وهي قاب قوسين من الإنطلاق بحجة المطالبة بمنطقة اقتصادية ثانية في البترون مما أدى الى حرمان طرابلس من أهم المشاريع التي يمكن أن تدفع بعجلتها الإقتصادية نحو الأمام.
وإذا، تناسى الجميع أموراً كثيرة حرمت منها طرابلس في عهد التيار الوطني الحر فإن قضية إقفال منشآت نفط طرابلس بقرار من وزير الطاقة وليد فياض منذ أكثر من سنتين لا تزال تثير غضب أهالي المدينة كونها المرفق الوحيد الفاعل على الأرض، لكن الكيدية التي يحكم بها وزراء التيار لم يشهد لها لبنان مثيلاً ولعل الأمر يبدو واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون والضربات التي يتلقاها باسيل من الحلفاء ” حزب الله ” والخصوم معاً، وربما لهذا السبب يكثف باسيل من زياراته الى طرابلس التي تناساها بل وصب جام غضبه عليها وعلى أهلها يوم كان في السلطة واليوم يسعى الى إطلالة إعلامية على جمهوره تكون سبباً لإطلاق المواقف النارية سواء في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية أو الدور الذي يلعبه الرئيس ميقاتي في ظل الفراغ الدستوري وفي كل الأحوال طرابلس أعلنتها سابقاً وتعلنها اليوم لا مجال لرأب الصدع بينها وبين تيار تصدى لكل مشاريعها وأمعن في حرمانها من أبسط حقوقها وعنينا التيار الكهربائي والمياه وحرمان أبنائها من الوظائف داخل مؤسسات قائمة على أرضهم فأي آمال تلك التي يعقدها باسيل على طرابلس؟؟!!!