إختلف العرب حول أمور كثيرة لكنهم إتفقوا على حب كوكب الشرق ام كلثوم وعلى أن "الست" هي أعظم صوت أنجبته الأمة، فوحَّدت بينهم من المحيط الى الخليج ومن الفرات الى النيل..

   ولأنها "كوكب الشرق"، و"سيدة الغناء العربي" و"قيثارة الغناء"، و"الست" و"ثومة".. ولأنها الصوت الذي لم يتكرر منذ ولدت في قريتها طماي الزهايرة، السنبلاوين محافظة الدقهلية في 31 ديسمبر 1898 باسم فاطمة ابراهيم البلتاجي، وحتى تاريخ وفاتها في 3 فبراير 1975، فان مصر العظيمة بوفائها لأبنائها المبدعين، لا تتوانى عن تكريمهم بشتى الأنواع وبكافة المناسبات.. فأنتجت عن حياة ام كلثوم مسلسلاً أضاء على دورها الكبير في الغناء العربي، من بطولة الفنانة صابرين، كما يجري حالياً تصوير فيلم سينمائي من بطولة منى زكي .. وحرصت الدولة على تحويل منزلها الى متحف يضم أهم مقتنياتها بقصر المانسترلي التاريخي في منيل الروضة ، واطلقت إسمها على الشوارع والميادين، اضافة الى الإحتفال بتواريخها الخاصة في دار الأوبرا على مدار الأعوام الـ73 التي عاشتها .

   السبت الفائت إحتفت "ام الدنيا" بمناسبة كلثومية جديدة تحت عنوان "100 سنة من تراثنا الفني"، في ذكرى مرور قرن على أولى حفلات كوكب الشرق"، وتضمنت العديد من الأنشطة والورش الفنية ، والفقرات الغنائية والموسيقية.

   وضمّت الفعالية معرضاً فنياً شارك فيه عدد من الفنانين، من بينهم الفنانة هدى قدري التي دمجت الخط العربي بالأغاني الخاصة بأم كلثوم، كما وظفت الآلات الموسيقية والنوتة الموسيقية في اللوحات، كما قدمت الفنانة يسرا عبد الرحمن ديكوراً لحفلات أم كلثوم ونموذجاً يحاكي العود الأصلي الخاص بكوكب الشرق، حسب مشرفة التراث بالمتحف.

   وأوضحت نانسي عمار ، المشرفة على تنظيم الفعالية، ان "هناك جهات رسمية شاركت في هذه الفعالية مثل دار الكتب والوثائق القومية، حيث شاركت قاعة الموسيقى في الدار بمعرض عن بداية حفلات أم كلثوم وبوسترات للأفلام التي شاركت فيها، ومستنسخات لوثائق مكتوبة بخط يدها، وصور شخصية لها مع الفنانين، وكتب ومجلات وأغلفة الأسطوانات الخاصة بكوكب الشرق.. كما شاركت شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات في الفعالية بتشغيل أسطوانات أم كلثوم على الغرامافون، ليصل للحضور صوت أم كلثوم بالطريقة القديمة.

   وقدمت أم كلثوم أكثر من 300 أغنية، وجاءت أغنيتها "الأطلال" من أشعار إبراهيم ناجي وألحان رياض السنباطي ضمن قائمة أفضل 100 أغنية أنتجت في القرن العشرين، ضمن استفتاء عالمي نظمته جريدة "اللوموند" الفرنسية في مطلع الألفية الجديدة. كما شارك متحف مصلحة الخزانة العامة وصك العملة بعملات وميداليات ذهبية وفضية وبرونزية لأم كلثوم.

   واشارت عمّار أن "هناك ورشاً فنية تفاعلية منها ورشة مصغرات للفنان عبير سعد الدين قدمت ديكوراً لحفلة أم كلثوم تضم نماذج مصغرة لبيانو وعود أم كلثوم، وهناك ورشة تفاعلية بعنوان (تذكار) لجرمين جورج تحاكي فن الآرت جورنال، بها صور وأغاني أم كلثوم، وورشة أورجامي بالورق لفستان أم كلثوم، نفذه الأطفال وأخذوه معهم كتذكار".