هجرة العقول اللبنانية: الحرب تقود النزيف إلى مستويات جديدة
في ظل الأزمات المتلاحقة التي يشهدها لبنان منذ سنوات، تبرز ظاهرة هجرة العقول كأحد أبرز التحديات التي تهدد مستقبل البلاد. هذه الظاهرة، التي ليست جديدة على لبنان، تفاقمت بشكل غير مسبوق منذ العام 2019، حيث دفعت الأزمات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية أعداداً هائلة من الشباب والكوادر المؤهلة إلى البحث عن فرص أفضل خارج البلاد. وفي ظل الحرب الدائرة في المنطقة وتصاعد التوترات السياسية، تضاعفت موجة هجرة الكفاءات اللبنانية، ومع تزايد التحديات الأمنية، بات لبنان يواجه نزيفاً حاداً في العقول، مما يزيد من تعقيد أزماته الوطنية.
لم تكن الحرب الجارية مجرد حدث عابر للبنان، بل أضافت أعباء جديدة على وضعه الداخلي المتأزم. العاملون في القطاعات الحيوية، مثل الأطباء والمهندسين والباحثين، وجدوا أنفسهم أمام خيارات صعبة بين البقاء في بلد تتراجع فيه الفرص أو الهروب إلى أماكن أكثر استقراراً. ويقول مصدر أكاديمي لـ”اللبنانية” أن “ما كنا نخشاه أصبح حقيقة. الحرب لم تؤثر فقط على الاستقرار الأمني، بل أدت إلى زعزعة الثقة في قدرة البلاد على حماية أبنائها ومستقبلهم”.
بالتوازي، يؤكّد مصدر طبي لـ”اللبنانية” أن النزيف المستمر للعقول اللبنانية يعمّق الأزمة في القطاعات الحيوية. قطاع الصحة، على سبيل المثال، بات يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، حيث هاجر الآلاف من الأطباء والممرضين إلى الخارج بحثاً عن فرص أفضل.
أما قطاع التعليم، فقد شهد انخفاضاً في جودة التعليم مع مغادرة أساتذة الجامعات للعمل في جامعات دولية.
المصدر:اللبنانية