فلحة شارك في افتتاح مؤتمر عن معايير جودة التعليم من بعد والمدمج: الاعلام حافز اساسي في نجاح العمليات التربوية والتعليمية
- نظمت كلية لندن الجامعية والجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية برئاسة ريما يونس، مؤتمرا دوليا مدمجا بعنوان "معايير جودة التعليم عن بعد والتعليم المدمج في الشرق الأوسط" بالتعاون مع المعهد اللبناني لإعداد المربين في جامعة القديس يوسف في بيروت والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومجموعة طلال أبو غزاله العالمية، في حرم العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف وعبر تطبيق زوم.
شهد المؤتمر حضورًا مميزًا لحوالى 37 مؤسسة تربوية من لبنان والعالم العربي إضافة الى عدد من الشخصيات البارزة في المجالات التربوية والأكاديمية والسياسية، منهم رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت الأب البروفيسور سليم دكاش اليسوعي، النائب الدكتور إدغار طرابلسي، وملحق التعاون التربوي في المعهد الفرنسي فاتحة كاموسي، النائب طوني فرنجية ممثلا بمديرة معهد العلوم الاجتماعية في الشمال الدكتورة وديعة الأميوني، مديرة أكاديمية طلال أبو غزالة للتأهيل الرقمي الدكتورة منال خطار، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بالمجلس الأعلى للطفولة، أساتذة من الجامعة اليسوعية والجامعة اللبنانية والجامعة الإسلامية في لبنان والجامعة اللبنانية الدولية وجامعة الجنان وجامعة المعارف والUSAL وطلاب دكتوراه وجمعيات ومدارس رسمية وخاصة وغيرهم.
واستُهلّت فعاليات المؤتمر بالنشيد الوطني، تلاه كلمات افتتاحية لكل من يونس التي اعتبرت أن "التعليم من بعد والتعليم المدمج وسيلة لتحديث وتطوير التعليم"، كما طرحتا كل من البروفيسورة سمر زيتون والبروفيسورة ديانا لوريار من كلية لندن الجامعية الإشكالية التالية: هل التعليم المدمج والتعليم عن بُعد يتمتعان بالجودة والمصداقية المطلوبة؟ وأثنى مدير المعهد اللبناني لإعداد المربين في جامعة القديس يوسف الأستاذ روك العشي على دور المعهد في العمل على التربية وجودة التعليم لضمان تمهين مهنة المعلم
وتناول المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة في كلمته ضرورة ربط تقدم الإنسان والتعليم ببناء الوطن ورفاهه، وقال: "إن تطور الانسان وتقدمه مرتبط بشكل أساسي بالتربية والتعليم والخطط التي تحقق الاهداف لبناء وطن يحيا فيه الانسان بكرامته وعزته ورقيه وتقدمه. وان عمليات التربية والتعليم تشكل القاعدة المركزية لتنمية الشعوب والافراد. وان التنمية اذا استثمرت في مجال التربية تؤدي الى نتائج إيجابية ومهمة في سياق اعداد الفرد وتطوير المجتمعات، وعليه، ينصب الاهتمام على التربية انطلاقا من مدى أهميتها بالتنمية بشكل عام والتنمية المعرفية بشكل خاص، انطلاقا من تعزيز الكفاءات البشرية التي تسهم في تطوير المجالات الاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية والسياسية بغية تأمين احتياجات المجتمع والاشياء الاساسية والضرورية، وان النظام التعليمي وجودته يشكل مجالا جيدا في تطوير الامم وتقدمها وانمائها، ويرتكز على أهمية النظرة الى الاقتصاد التربوي ومكانتها في سياق التنمية الشاملة، لان الاستثمار في التربية والتعليم، إستثمار بشري وإنساني طويل الاجل وذو ربحية كبرى تتعدى الاستثمار المالي المباشر الذي يقوم على الربحية مباشرة، وهي عملية تقوم على اعداد النشء والاجيال المقبلة وتكون ربحيته لاحقة ومستقبلية وتظهر نتائجها في مجتمع متطور يؤسس الاستثمار في الامكانيات البشرية وطاقاتها بشكل علمي ومدروس ويقوم على الاستفادة الكلية من وسائل التواصل والاعلام والمعرفة".
واعتبر ان "جودة التعليم وتحسن المستوى التربوي للافراد والجماعات يقوم على حسن استخدام المناهج والبرامج. والمواد تستمد أسسها من متطلبات المجتمع وحاجاته وما يسهم بقوة في نمو المجتمع والجماعات، وهذا يتطلب رعاية وعناية وتخطيطا علميا في عملية صناعة القطاع التربوي الفاعل والمثمر، ويترافق ذلك مع تطوير العلوم والمعارف وفق فسلفة انسانية راقية وسياسة مدروسة علمية وتخطيط تربوي سليم يعتمد تقويما مستمرا لتحقيق الاهداف المرجوة التي تسهم في النهوض والتقدم والتطور والنمو الاجتماعي الانساني"، مضيفا ان "جودة التعليم تقوم على نظم تربوية مدروسة ووفق المبادىء التي تحقق آمال المجتمعات، وتشمل مراحل التعليم كافة وتستوفي الشروط المطلوبة كي تعود الفوائد على الطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية، كما ان جودة التعليم تستدعي الاجراءات العلمية التي تهدف الى تنظيم البيئة المتكاملة للتعليم وتحسينها، وبالتالي انها تعنى بالمؤسسات التعليمية كافة وبالبيئة المحيطة بها".
وقال: "سأطرح في هذه المناسبة، ضرورة سد الثغرات وتقليص حجمها بين مناهج التعليم وميادين العمل.
- حسن استخدام التكنولوجيا التي غيرت بشكل جوهري من مناهج التعليم واساليبه التقليدية، ولاسيما مع الذكاء الاصطناعي التي غيرت من طبيعة التكنولوجية ومن أساليب اكتساب المعرفة والتعليم ولاسيما انها لم تستأذن التكنولوجية أحدا عندما فرضت ذاتها بقوة مفرطة ومترامية الاطراف والتأثير على مناحي الحياة والاعمال المتعددة والمختلفة والمتغيرة بسرعة فائقة التبدل التي تستوجب حركة موازية للمناهج الحية التي تقوم على الابتكار والتحليل والتمرس في اداء المهارات وتوسيع مدارك التفكير العلمي والنقدي بما يتوافق مع حركة متطلبات العصر وتجاريه ويسهم في عملية التنمية وتوسيع أطر النمو على قياس الحاجة النفعية الملحة.
- ضرورة زرع ثقافة البحث العلمي وأهميته في تطوير المناهج وتعزيز جودة التعليم: ان العائق الاساسي أمام القيام بالبحوث العلمية والدراسات هو مادي مالي، لانه لا تقدم في التربية والتعليم بلا بحوث علمية جادة وحقيقية، ولا بحوث علمية بلا اعتمادات مالية ومادية، وهذا لا يتوافر من دون نظرة جادة وعناية خاصة بأهمية البحث العلمي، مع الاشارة الى ان موازنة البحوث العلمية التربوية تحديدا في معظم الدول العربية المتدنية وبعض الدراسات تشير الى أنها "كسر عشري" في المئة في أحسن الاحوال".
وختم فلحة: "ان الاعلام يشكل حافزا اساسيا وضروريا في نجاح العمليات التربوية والتعليمية وقد يقلص من حجم الاعتمادات المالية المطلوبة والمخصصة وتختصر المسافتين الكافية والزمنية التي تحتاجها آليات تنمية مجتمع واع ومثقف ذو جودة عالية ونتائج فعالة تخدم الانسان وكل إنسان".
كما تحدث الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر عن واقع التعليم الخاص في لبنان وكيفية ضمان جودته.
وألقت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام إسحاق كلمتها مشددة على التوجهات المستقبلية في مجال التعليم في حين ناقش ممثل الدكتور طلال أبو غزاله برهان الأشقر، في كلمته أهمية التحول الرقمي وتطوير معاييره.
حضر المؤتمر الذي تضمن أربع جلسات بحثية وجلسة ختامية حوالى 85 شخصا داخل حرم اليسوعية و75 عبر تطبيق زوم.
هذا وتناولت الجلسات التي اتسمت بالعلمية والقيمة مواضيع حيوية متعلقة بجودة التعليم من بعد والتعليم المدمج.
وقد ترأست الجلسة الأولى المحاضرة والمسؤولة عن تدريب طالبات التربية الحضانية والابتدائية الميداني في ILE الأستاذة ريان كنعان، حيث تحدث فيها كل من الدكتور فلحة عن "جودة مناهج التعليم وعلاقتها بميدان العمل"، والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب الدكتور يوسف نصر عن "معايير جودة التعليم في المدرسة الخاصة"، ومديرة كلية التربية - الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية البروفيسورة سكارليت صراف والطالب في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية الأستاذ جوزاف خطار عن "Transformer l'enseignement: apprentissage mixte et CUA pour une éducation inclusive"، وكذلك مسؤولة قسم التربية الحضانية والابتدائية في المعهد اللبناني لإعداد المربين الأستاذة ديان حجار غريب والمحاضرة في المعهد الدكتورة ريا كريدي عن "صعوبات التدريب الميداني عن بعد وتحدياته".
أما الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ المحاضر في كلية التربية في الجامعة اللبنانية البروفيسور هيثم قطب، فقد شهدت مداخلات لأمينة سر مجلس التعليم العالي في وزارة التربية والتعليم العالي الدكتورة حرية باز التي تحدثت عن "معايير ضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي"، والمحاضرة في UCL الدكتورة إيلين كينيدي والمحاضرة في الجامعة اللبنانية البروفيسورة سمر زيتون عن "Enhancing Research Methods Skills: Exploring the Potential of Co-Designed Blended Learning in Community-Based Research"، ورئيسة مكتب البحوث التربوية في المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة كيتا حنا عن "الجودة في الأداء الإداري
التربوي".
خلال الجلسة الثالثة، برئاسة المحاضر في كلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف البروفيسور نعمة صفا، تحدث الدكتور أنور كوثراني وهو عميد كلية التربية ومدير مكتب العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدولية عن "Enhancing Student Satisfaction: Leveraging the Community of Inquiry Framework for Effective Blended Learning in Higher Education: The case of Lebanese International University"، كما قدمت منسقة مركز ريادة الأعمال والمحاضرة في الجامعة العربية المفتوحة في لبنان الدكتورة سارة صيداني محاضرة بعنوان "تجربة التعليم المدمج – السلبيات والإيجابيات"، بينما ناقشت الدكتورة غادة الخياط من جامعة الإسكندرية، مصر، موضوع "Innocent until proven guilty: the case of online education quality." أما رئيس نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان النقيب ربيع بعليكي، فقد عرض موضوع "Empowering innovation in education: PedTech VS EdTech-HyFlex Teaching Model - Harmonic Learning & STEAM++ model."
وشهدت الجلسة الرابعة، التي ترأستها يونس، تقديم مدير الجامعة الإسلامية في لبنان فرع صور الدكتور غسان جابر مداخلة حول "دور مؤسسات التعليم العالي في تحسين جودة التعليم عن بعد"، والدكتورة ريما بحوث من الجامعة الأمريكية في بيروت حول "Different learning modes in university education: A Lebanese study."
وفي الجلسة الختامية، نوقشت بعض الأفكار من قبل المنظمين والجمهور والباحثين ساهمت في انبثاق بعض التوصيات العملية والتي عملت على جزء منها الأستاذ المحاضر في كلية التربية البروفيسورة رندا النابلسي وبلورها وعرضها كل من البروفيسورة سمر زيتون وروك العشي وريما يونس وجاءت على الشكل التالي:
1. تأمين الظروف العاطفية والمعرفية المناسبة وضمان علاقة تربوية عالية الجودة بهدف تحسين عملية التعليم / التعلم.
2. تعزيز التواصل البنّاء مع المعلم وبين الأقران من خلال قنوات متعددة بما في ذلك الأدوات التكنولوجية (المنتديات، المحادثات ...).
3. الحفاظ على انتباه الطلاب وتحفيزهم من خلال اعتماد أساليب نشطة (أعمال جماعية، أدوات استطلاع ...).
4. التأكد من التزام جميع الطلاب طوال عملية التعلم مع التركيز بشكل خاص على أولئك الذين يكونون أقل نشاطًا أو يعانون من صعوبات.
5. حق التربية على الابتكار وتحقيق العدالة الرقمية للجميع.
6. ربط وتشبيك وتقاطع التعلم والتعليم وتحديد المساقات الخاصة بالتكنولوجيا الرقمية.
7. استثمار الأبحاث الجامعية المؤرشفة والمستجدة في تطوير وإنتاج اقتصاد المعرفة الرقمية.
8. العمل على تفعيل استخدام وتعميم التقنيات الحديثة في المكتبات خاصةً وأنها عامل مهم في سير العملية التعليمية والتعلمية.
9. مراعاة تعميم التكنولوجيات الحديثة في جميع التخصصات الجامعية لتسهيل التواصل الفعال بين الأستاذ والطلاب.
10. وضع ميزانية ملائمة تتماشى مع تطورات العصر في المجال الرقمي داخل مؤسسات التعليم بشكل عام.
11. الحرص الشديد على إقامة دورات وورشات تدريبية من أجل تحسين جودة التعليم.
12. تنفيذ ما تم التوصل إليه سابقًا من قبل لجنة التعليم المدمج المشكلة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي.
13. استخدام تقنيات متاحة للحد من الحواجز أمام التعلم بهدف تشجيع ثقافة الشمولية في المؤسسات التعليمية.
14. إعداد سياسة تطبيق نظام الجودة وتوثيقها لتسهيل مهام مسؤولي ضمان الجودة وتفعيلها من قبل المؤسسات التعليمية.
15. ضرورة هيكلة خلية ضمان الجودة على مستوى المؤسسة وتوفير الوسائل اللازمة لها.
16. وضع معايير لإقرار التعليم عن بُعد والاعتراف به رسميًا من خلال اقتراح قوانين ومراسيم تتناسب مع جودة التعليم عن بُعد المعتمدة في البلدان المتقدمة.
17. العمل على تدريب المعلمين للقيام بمهامهم من خلال منصات إلكترونية متخصصة بالتعلم عن بُعد، بطرق مرنة وأساليب نشطة وتفاعلية.
18. تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع تحديات التحول الرقمي.
19. تحسين البنية التحتية التكنولوجية لتمكين المعلمين والمتعلمين من أداء مهامهم عن بُعد.
20. استخدام مبادئ التفكير المتنوعة من أجل تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير الاستراتيجي وخلق جو تعليمي تعاوني.
21. تطوير تطبيقات التخزين السحابي التي تتيح حفظ الموارد التعليمية، ومشاركتها، وتنظيمها عبر الإنترنت.
وفي ختام المؤتمر، تم توزيع افادات على الباحثين والحضور وأخذت الصورة الجماعية.