المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – بيروت نظم حلقة نقاشية ضمن سلسلة: لبنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – بيروت نظم حلقة نقاشية ضمن سلسلة: لبنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر

نظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في فرعه في بيروت، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية "، ضمن سلسلة ندوات "لبنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر"، في يوم الخميس الواقع فيه 27 شباط 2024، حلقة نقاشية شارك فيها كل من الدكتورة جمانة الدبس والدكتور فاروق حبلص.

حضر الندوة مجموعة من الباحثين والأساتذة الجامعيين والمهتمين بالدراسات العثمانية، وتم بث فعالياتها مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز العربي للأبحاث - بيروت.

 

افتتح الندوة وأدارها الدكتور خالد زيادة، مدير المركز في بيروت، فعرّف بهذه السلسلة من الندوات، التي أكّد أنها "تسعى لتناول حقبة مهمة من تاريخ لبنان المبكر، تفتقر إلى أبحاث ودراسات تكشف الغموض الذي يكتنفها، وقلة المعلومات عنها".

وأكد الدكتور زيادة، أن ندوة اليوم إنما هي "استئناف لما بدأته الجمعية بالتعاون مع المركز العربي حول هذا الموضوع". وقال :" أن هذا المشروع البالغ الأهمية ، بدأ في الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية منذ 30 عامًا، ولكن صعوبات كثيرة واجهت القائمين على "الجمعية"، تلخصت في إيجاد باحثين أو دراسات تتعلَّق بالحقبة المذكورة، علمًا "أن الجمعية نجحت في عقد عدد من المؤتمرات والندوات عن لبنان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وعن لبنان بين الدستورين. ولكن الآن توفر عدد لا بأس به من الباحثين ممن سيشاركون في هذه السلسلة التي تتناول تاريخ لبنان في القرنين السادس عشر والسابع عشر، الأمر الذي سيساعد في معرفة تاريخ لبنان في تلك الفترة المهمة".

 

أما الدكتورة جمانة الدبس الأستاذة الجامعية والمتخصصة في العلاقات الدولية السياسية، فسلطت الضوء في بحثها بعنوان: "علاقات الأمير فخر الدين المعني الثاني بأمراء البقاع"، على "العلاقة المعقّدة والمتغيرة التي نسجها الأمير فخر الدين المعني مع آل حرفوش، أمراء بعلبك، خلال الفترة العثمانية، وكيف حافظ آل حرفوش، وهم زعماء شيعة صوفيون، على نفوذهم في بعلبك تحت الحكم العثماني، وكيف تأرجحت علاقتهم بين الولاء للسلطنة العثمانية والتحالف مع الأمراء المحليين؛ غير أن هذه التحالفات لم تكن مبنية على ولاء قوي، بل كانت تتغير وفقًا للمصالح السياسية المتغيرة في المنطقة. لذا فعلى الرغم من تعاون آل حرفوش وتحالفهم الوثيقين اللذين تمظهرا في مساعدة موسى الحرفوش في إخضاع فخر الدين الزعماءَ المحليين الآخرين، فإن ذلك لم يدم، إذ سرعان ما انهار هذا التحالف وتحوّل إلى صراع على النفوذ والسيطرة، انتهى بحصار فخر الدين لقلعة بعلبك وانتصاره على آل حرفوش".

 

وأضاءت الدكتورة الدبس أيضا على "حقيقة أن كل من فخر الدين وآل حرفوش سعيا، كل بطريقته، إلى كسب ود العثمانيين، الذين كانوا، في المقابل، يثيرون الفتن بين الزعماء المحليين لضمان بقاء نفوذهم في المنطقة".

 

من ناحيته ،قدَّم الدكتور فاروق حبلص(الأستاذ الجامعي والباحث في الوثائق العثمانية وسجلات المحكمة الشرعية في طرابلس)، في بحثه بعنوان " مشايخ آل حمادة في ولاية طرابلس" دور مشايخ آل حمادة الشيعة، في تاريخ لبنان الحديث، خاصة في ولاية طرابلس خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. وسلط الضوء على حكمهم وعلاقتهم بالسلطة العثمانية والأمراء المحليين، مثل المعنيين والشهابيين".

واعتمد الدكتور حبلص في بحثه على مصادر تاريخية أساسية، مثل وثائق الالتزام من المحاكم الشرعية في طرابلس ودفاتر المهمة العثمانية في إسطنبول، وهي وثائق تكشف عن تفاصيل حكم آل حمادة وعلاقتهم بالسكان المحليين، وبالسلطة المركزية، وكيف تولوا حكم مقاطعات واسعة في ولاية طرابلس، وكيف منحهم نظام الالتزام العثماني صلاحيات واسعة في إدارة هذه المناطق. لكن على الرغم من ذلك كله، فقد شهدت علاقتهم بالدولة العثمانية تقلبات عدة، فتحوَّلوا من ملتزمين إلى متمردين، ونشوب صراعات وشنّ حملات عسكرية ضدهم، مكّنت الدولة العثمانية من إنهاء حكمهم في ولاية طرابلس.

 

وانتهت الندوة بمداخلات واستفسارات من الحضور.

 

  •