توصيات الدورة ال34 للمؤتمر القومي العربي في بيروت

أصدر "المؤتمر القومي العربي" بيانه الختامي بعد انعقاد دورته الرابعة والثلاثين، لفت فيه الى انعقاد المؤتمر في "بيروت عاصمة الشهداء والمقاومة والانتصار، في الفترة من 7-9 نوفمبر 2025، بمشاركة نحو (250) شخصية عربية من الأقطار العربية ودول المهجر. وناقش المؤتمر الوضع في غزة وسائر فلسطين، وحاضر ومستقبل الصراع العربي-الصهيونيي، والأوضاع في سورية والسودان، في سياق تقرير موسع عن حال الأمة في ظل االمتغيرات الاقليمية والدولية، كما أدار حواراً حول المستقبل الحضاري للأمة من خلال ورقة قدمت قراءة جديدة للمشروع النهضوي العربي في مسعى لتطويره، وبعد حوار ونقاش معمق خلص المؤتمر إلى التالي:
أولاً: فلسطين
ناقش المؤتمر تطورات القضية الفلسطينية، وخصوصاً في غزة واتفاق وقف العدوان عليها، وفي الضفة الغربية ومشروع الضمّ الذي يستهدفها، وفي القدس والمسجد الأقصى المبارك والجهود الصهيونية التهويدية الحثيثة لها، ويؤكّد المؤتمر على الآتي:
1- أن معركة طوفان الأقصى المباركة التي فجّرها أبطال غزة في السابع من أكتوبر، مثّلت حدثاً تاريخياً عظيماً في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، هزّ أركان الكيان، وقوّض أسس منظومته الأمنية والردعية وجعل قضية فلسطين هي العنوان الأول في العالم، وإسقاط الإفك والإدعاءات الصهيونية لصالح الرواية الفلسطينية، وكشف الوجه الإجرامي الحقيقي لهذا الكيان، وأسّس لزخم غير مسبوق في مسار المشروع الوطني الفلسطيني على طريق تحرير كل أرض فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس.
2- توجّيه تحية إجلالِ وإكبار وافتخار للشعب الفلسطيني العظيم، ومنه أهلنا في غزة، الذي صمد صموداً أسطورياً قلّ نظيره أمام حرب الإبادة والتجويع والتدمير والحصار الصهيونية، وشكّل حاضنة للمقاومة، ومكن فلسطين من فرض اتفاقية وقف العدوان.
3- ويحيي كذلك مقاومته الباسلة البطلة التي أذهلت العالم بشجاعتها وأدائها الإبداعي، والتي حرمت العدو من تحقيق أهدافه العدوانية.
4- الثقة الكبيرة في قدرة غزة مقاومة وشعباً، في مواجهة الحرب بأشكالها الجديدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية إضافة إلى العسكرية، واستثمار النتائج الاستراتيجية لملحمة طوفان الأقصى.
5- توجّيه تحية إعزاز لشعبنا الفلسطيني ومقاومته الصلبة في الضفة الغربية، الذين يواجهون الحصار و العدوان الصهيوني على الضفة بغية السيطرة عليها وضمّها الى الكيان، ,والمؤتمر إذ يوجه هذه التحية المستحقة للضفة، فإنه يثق في قدرتها على وقف مشروع الضمّ بحكمة وإقتدار.
6- إزجاء التحايا لأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 وفي القدس، وتثمين نضالهم وتضحياتهم في مواجهة المشروع التهويدي للقدس وللمقدسات الاسلامية والمسيحية وطمس الهوية العربية الاسلامية للمدينة وتكريس التقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك، بعدما تمّ تكريس التقسيم الزماني، ويدعو الدول العربية والإسلامية للتحرك الجاد لحماية القدس والمقدّسات، كما يدعو أبناء أمّتنا الى دعم المرابطين والمرابطات في القدس والمسجد الأقصى.
7- يؤكد المؤتمر خطورة الوضع على أرض فلسطين وفي سائر أرجاء الوطن العربي، في ضوء استمرار تصعيد العدوان الصهيو-غربي في أكثر من ساحة، وفق خطة صهيو-أمريكية تستهدف رسم حاضر ومستقبل الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، وتستهدف التصفية الشاملة للقضية الفلسطنية، تحت ستار وخدعة ما يسمى بحل الدولتين ،
8- يجدد المؤتمر تأكيده أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينة لخوض المعارك المصيرية، وذلك وفق برنامج سياسي كفاحي مقاوم لصون انجازات وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة العربية واسقاط أي محاولات تستهدف القضاء على المقاومة ونزع سلاحها.
9- يعاهد المؤتمر شعبنا الفلسطيني المقاوم على الاستمرار في حمل القضية الفلسطينية والدفاع عنها ونصرة شعبنا في فلسطين حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين وتحريرها، وإعادة اللاجئين اليها.
10- يدعو المؤتمر الدول الضامنة لاتفاق وقف الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي، للتحمل مسؤولياتها بأمانة لاكراه العدو الصهيوني للالتزام بالاتفاق، مع التشديد على أن إدارة غزة شأن يخص الفلسطنيين وحدهم دون سواهم.
11- مناهضة مشاريع الاستيطان ومشروع "إسرائيل الكبرى" بأبعاده التلموذية والجيوساسية، ودعوة الحكومات العربية لتحمل المسؤولية التاريخية في رفض ومواجهة هذا المشروع الذي يوجه ضربة إستراتيجية بالغة الخطر على الأمة، كما يدعو النخب والشعب العربي لمقاومة هذا المشروع.
12- يشدد المؤتمر على أهمية المساهمة العربية الفاعلة في إعادة إعمار غزة باعتبارها ضرورة إنسانية واستراتيجية، ويؤكد على أهمية المساهمة في مشروع التعافي والتكافل والتضامن الاجتماعي بها.
13- يؤكد المؤتمر أن الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت شريكة للكيان الصهيوني في العدوان على شعبنا في غزة مسؤولة عن الدماء والدمار الذي حاق بها.
14- الدعوة إلى تعزيز جهود المنظمات العربية الحقوقية الهادفة إلى توثيق جرائم الحرب التي ارتكبتها "إسرائيل" بحق شعبنا العربي في غزة وعموم فلسطين، وتفعيل عمل تلك المنظمات في مجال الملاحقة القانونية أمام المحاكم الجنائية، عبر إقامة الدعاوى القضائية اللازمة بهذا الشأن امام المحاكم الدولية ذات الصلة وأهمها محكمتا العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، على أن توجه الدعاوى ضد الكيان الصهيوني وأمريكا.
15- يدعو المؤتمر الأمة العربية والاسلامية إلى إعتماد المقاومة المدنية سبيلاً لاسناد فلسطين، بمقاومةٍ مدنيةٍ إقتصادية وذلك بوتيرةٍ مستمرة ومتطورة دون انقطاع لتحقيق أعلى درجات الفعالية والجدوى والمردود وذلك بإطلاق حملة مقاطعة المنتجات المصنّعة في الكيان الصهيوني والدول المتحالفة معه والمعادية للعرب وجعلها ، مسؤوليةً وقيادةً ، في أيدي شعوب الأمة وقياداتها.
10- يحي المؤتمر حملات الاسناد الشعبي النوعية التي نظمها شعبنا في اليمن وفي المغرب، والتي ظلت منتظمة طوال فترة العدوان الصهيوني على غزة،كما يحي جهود الاسناد القانوني التي قامت بها جنوب أفريقيا، وينظر بتقدير للجهود الشعبية في الدول الغربية التي أسهمت الجالية العربية والجاليات الاسمية فيها، ويقني على مواقف شعوب وحكومات دول أمريكا الجنوبية التي ساندت فلسطين، وخاصة الحكومات التي قطعت علاقاتها مع الكيان".