المغتربون يُحيون السياحة في عيد الفصح... وآمال بصيف واعد

المغتربون يُحيون السياحة في عيد الفصح... وآمال بصيف واعد


تتجه عائلة حسام خوري لقضاء عطلة عيد الفصح في لبنان، مستفيدة من انخفاض الأسعار، مقارنة مع وجهات مختلفة يقصدها عادة المقيمون في دول الخليج. خوري من الجنسية الأردنية، مقيم في إحدى الدول الخليجية، يقول "عندما قارنت عدة وجهات سياحية لقضاء عطلة عيد الفصح، وقع الاختيار على لبنان، خصوصاً أن الأسعار مناسبة جداً لقضاء 3 أيام"، إذ إن التكاليف، بحسب خوري، لا تتعدى 700 دولار تقريباً من دون احتساب تذكرة السفر. وأضاف خوري، بأنه بحث في مواقع عديدة عن أسعار تذاكر، ووجد تذكرة بسعر يصل إلى 200 دولار، وهو ما دفعه إلى اختيار لبنان كوجهة سياحية.

تعمد الكثير من العائلات المغتربة إلى زيارة لبنان خلال عطلة عيد الفصح للاحتفال مع ذويهم، رغم ضبابية الأوضاع السياسية والأمنية، إلا أن المؤشرات تظهر إقبالاً لافتاً، خصوصاً بعد رفع الدول العربية والغربية قرارات الحظر عن شركات الطيران، الأمر الذي ساعد في زيادة عدد الرحلات المتجهة إلى لبنان.


وتقول مايا أبي كنعان في حديث لـ"المدن"، وهي التي حجزت رحلة من إيطاليا إلى لبنان لقضاء الإجارة: أنه على الرغم من وجود بعض المناوشات في المناطق الجنوبية، إلا أن ذلك لم يؤثر على قراري بزيارة العائلة والأصدقاء وتمضية العيد".


حركة مقبولة


شهدت الفترة الماضية، تحديداً منذ نهاية شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وصولاً إلى عيد الفصح، حركة لافتة في أعداد المسافرين إلى لبنان، الأمر الذي ساعد في تحريك العجلة الاقتصادية. ويلفت رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، إلى تحسن الوضع السياحي عموماً. ويقول: تزامُن عيدي الفطر والفصح في فترة زمنية متقاربة ساهم في جذب الكثير من المغتربين وحتى السياح العرب لزيارة لبنان، وهو ما انعكس بشكل واضح على حركة السياحية، في كافة القطاعات، الفنادق، الملاهي، المطاعم، وحتى على الحركة التجارية.


الحجوزات مرتفعة


ساعدت عوامل عديدة في جذب السياح وتحديداً المغتربين وبعض السياح العرب من الأردن، العراق، ومصر وبعض دول الخليج، في تحريك الوضع السياحي في لبنان هذه الفترة، من ضمن هذه العوامل، أسعار التذاكر المقبولة نسبياً. وبحسب جولة لـ "المدن" على مواقع حجز تذاكر السفر تبين بأن الأسعار تتراوح ما بين 400 و500 دولار تقريباً، فيما الرحلات المباشرة من أوروبا إلى لبنان تتراوح ما بين 600 و700 دولار وتنخفض في حال اختار المسافر مسار الرحلات المتعددة، بحيث تنخفض الأسعار إلى 500 دولار.


ويؤكد نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، بأن حجوزات السفر تجاوزت 90 في المئة، كما أضافت شركة طيران الشرق الأوسط عدداً من الرحلات إلى عواصم مختلفة لاستيعاب الأعداد. ووفق عبود، فقد أظهرت البيانات، اكتمال الحجوزات على الرحلات المتجهة من الرياض وجدة، بالإضافة إلى قطر، ودبي، والقاهرة، وتجاوزت النسبة حاجز 90 في المئة. ولفت إلى أن الحجوزات على الرحلات من الدول الأوروبية والمملكة المتحدة، تخطت حاجز 70 في المئة.


ماذا عن المطاعم؟


يبدي رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي تفاؤلاً بالموسم السياحي هذا العام، ويعتقد بأن الأجواء في لبنان، قد تساعد في جذب السياح، والمغتربين بشكل عام. ويقول لـ "المدن": شهدت عطلة عيد الفطر إقبالا ًمن السياح وتحديداً المغتربين من الدول العربية والخليجية، ومن المتوقع أن يكون مستوى الإقبال جيداً خلال عطلة عيد الفصح، على الرغم من قصر مدتها الزمنية.


ويضيف الرامي: "الحجوزات في المطاعم والملاهي جيدة جداً، وهناك إقبال من اللبنانيين والمغتربين على هذا القطاع، في جميع المناطق اللبنانية"، ويأمل بأن يكون موسم الصيف واعداً، وأن تجذب البلاد، شرائح مختلفة من السياح، في ظل توافر جميع المقومات التي تساعد في ذلك.


عروض الفنادق


تشهد الفنادق اللبنانية إقبالاً من قبل الزوار، على الرغم من أن المغتربين يفضلون قضاء عطلة عيد الفصح مع العائلة، إلا أن العروض التي تقدمها الفنادق، وأصحاب الشقق الفندقية، تساعد في كسر حلقة الجمود، التي شهدها سابقاً هذا القطاع. بحسب جولة على مواقع حجز الفنادق اللبنانية، نجد أنه في العاصمة بيروت يمكن الحصول على غرفة بأسعار تبدأ من 45 دولاراً وترتفع بحسب تقييم الفندق وتصل إلى أسعار مرتفعة، بطبيعة الحال. أما في مناطق الجبل والمناطق البعيدة نسبياً عن العاصمة، فالأسعار تختلف بحسب المنطقة الجغرافية والخدمات المقدمة، ويمكن الحصول على بيت مستقل في منطقة البترون على سبيل المثال بسعر 110 دولارات في الليلة الواحدة، فيما الأسعار تنخفض في منطقة جبل لبنان، وتبدأ من 40 دولاراً.


تلك الأسعار يجدها العديد من السياح مناسبة جداً، مقارنة مع الفنادق والمنتجعات السياحية في دول الخليج، أو حتى في أي وجهة أوروبية أو آسيوية.