25 أيار المقاومةُ خيارُ وطن والتحريرُ عهدُ كرامة: ميسم حمزة

في الخامس والعشرين من أيار، ينحني الوطن أمام عظمة الذين كتبوا بدمائهم حكاية نصر لا يُنسى. يوم اندحر العدو الإسرائيلي من جنوب لبنان تحت وطأة المقاومة، لا بفعل تسوية أو اتفاق، بل بصمود الرجال والنساء، وبسلاح الحق الذي لا يُكسر.
إنه يوم مشرق في ذاكرة لبنان والعرب، يوم أثبتت فيه المقاومة الوطنية اللبنانية أنها قادرة على صناعة التاريخ وتغيير المعادلات، وكسرت مقولة "الجيش الذي لا يُقهر"، وكرّست معادلة جديدة قوامها الإرادة والسيادة والكرامة.
فخيار المقاومة لم يكن يوماً خياراً طائفياً أو ظرفياً، بل هو تعبير أصيل عن انتماءٍ وطنيٍّ وقوميٍّ عروبيٍّ، نابع من إيماننا بحقنا في تحرير أرضنا، وفي مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يستهدف فلسطين فقط، بل الأمة جمعاء.
لقد خضنا معركتنا ضد الاحتلال بإرادة شعب، وبدعم من بيئة حاضنة، وبتكافل بين قوى وطنية وشعبية رفضت الإذعان، و الحفاظ على هذا الإنجاز التاريخي مسؤولية مستمرة، فالعدو لا يزال يحتل أجزاءً من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولا يزال يهدد أمننا وسيادتنا ومواردنا.
في هذا اليوم، نرفع التحية إلى الشهداء، إلى المقاومين، إلى الأمهات الصابرات، إلى كل من آمن أن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع. ونجدّد العهد أن نبقى حيث يجب أن نكون: في خندق الكرامة، مع فلسطين، ضد التطبيع، وضد التبعية، ومع لبنان القوي، المقاوم، العربيّ الهوى والانتماء.
وبصفتي إعلامية واكبت عن كثب مراحل الاحتلال والتحرير، أؤمن أن الكلمة لا تقلّ أهمية عن البندقية، وأن الإعلام الحرّ الملتزم هو جبهة مقاومة بحدّ ذاته. من على هذا المنبر، أجدّد قناعتي بأن دورنا كإعلاميين لا يقتصر على نقل الحدث، بل على صناعة الوعي، وكشف الحقائق، والتصدي لمحاولات تزوير التاريخ وتشويه صورة المقاومة.
في 25 أيار، لا نكتب فقط عن النصر، بل نكتبه مجدداً في عقول الأجيال وضمائرهم، ليظل هذا اليوم منارةً لكل من يسير على درب العزة والسيادة والكرامة.
ميسم حمزة
إعلامية وناشطة سياسية