الإيراني – الأميركي: بين الاحتواء والانفجار بقلم ميسم حمزة

الإيراني – الأميركي: بين الاحتواء والانفجار بقلم ميسم حمزة

الإيراني – الأميركي: بين الاحتواء والانفجار


بقلم: ميسم حمزة


يشكل الصراع الإيراني – الأميركي أحد أبرز محاور التوتر في الشرق الأوسط منذ عقود. صراع لا يقتصر على الملف النووي، بل يتعداه إلى مواجهة شاملة على النفوذ، العقيدة، والثروات، ضمن خريطة معقدة من التحالفات والخصومات.



التهديد الأميركي: سياسة الردع وتثبيت الهيمنة

تسعى الولايات المتحدة من خلال تهديدها المتكرر لإيران إلى تحقيق جملة أهداف استراتيجية، في مقدمتها:

-        احتواء النفوذ الإيراني الإقليمي الذي يتعاظم في العراق وسوريا ولبنان واليمن، عبر دعم حركات وفصائل تُعتبر خصمًا للمصالح الأميركية وحلفائها.

-        حماية "إسرائيل" من التهديدات الصاروخية والعقائدية التي تمثلها إيران، خاصة عبر دعمها لحزب الله وحماس.

-        منع إيران من تطوير سلاح نووي، وهو ما تعتبره واشنطن خطًا أحمر من شأن تجاوزه أن يشعل سباق تسلح في المنطقة.

-        تأمين الملاحة وموارد الطاقة، لا سيما في مضيق هرمز، الذي تمثل إيران فيه لاعبًا قادرًا على تهديد خطوط الإمداد العالمية.

-        تأكيد التفوق الأميركي عالميًا، وإرسال رسالة لخصومها الدوليين (روسيا والصين) بأنها لا تزال صاحبة اليد العليا في الشرق الأوسط.


إيران: لاعب غير تقليدي يعيد تشكيل التوازنات


من جهتها، تلعب إيران دورًا يتجاوز حجمها الجغرافي، معتمدة على أدوات القوة الناعمة والخشنة في آن. وهي تسعى لترسيخ نفوذها عبر:


-        تبني خيار "محور المقاومة"، بدعم فصائل مسلحة أبرزها حزب الله، الحشد الشعبي، أنصار الله، وحماس.

-        تعزيز الحضور السياسي والعسكري في دول عربية مفككة، مستفيدة من الفوضى بعد الربيع العربي.

-        استخدام البعد العقائدي والثقافي في مد نفوذها داخل مجتمعات عربية، مستثمرة الهوية المذهبية الشيعية.

-        التمرد على النظام العالمي الأحادي القطب، ونسج علاقات مع قوى صاعدة مثل روسيا والصين، في محاولة لكسر الطوق الغربي.



إلى أين يتجه الصراع؟ سيناريوهات محتملة


في ظل تداخل العوامل وتشابك المصالح، يبقى المستقبل مفتوحًا على عدة احتمالات:


1. الاستمرار في سياسة الضغط والاحتواء: وهو السيناريو الأرجح، حيث تبقى العقوبات والتهديدات مقابل تحركات إيرانية دون حرب شاملة.

2. انفراج مشروط عبر مفاوضات نووية جديدة: قد تُستأنف المحادثات في حال تغيّرت الظروف أو القيادات، مع تقديم تنازلات متبادلة تهدّئ التوتر مؤقتًا.

3. انفجار عسكري شامل: في حال تجاوزت إيران الخطوط الحمراء نوويًا أو ردًا على ضربة كبيرة ضد حليف أميركي. إلا أن كلفة الحرب المرتفعة تجعل هذا الخيار أخطر السيناريوهات

4. توازن ردع دائم: يقوم على "إدارة الصراع" بدل حسمه، حيث تدرك كل من طهران وواشنطن حدود الخصم، وتحافظ على مستوى توتر قابل للضبط.



 


 

 


لماذا لا يفعلها الاميركي

-        استحالة تدمير كل البرنامج النووي الإيراني دفعة واحدة

-        إيران قادرة على الردّ سواء باستهداف القواعد الأميركية أو بتعريض كيان الاحتلال لزلزال عسكري غير مسبوق، وهذا كله يعني حرب استنزاف لا يمكن التحكم بمساراتها

-        الاميركي والاسرائيلي سوف يواجهان ازمة داخلية بفتح بابا حرب قد تتوسع وتصبح عالمية وسيستخدم فيها اسلحة كبيرة

 


خلاصة: صراع طويل النفس


يتجاوز الصراع الإيراني – الأميركي حدود الجغرافيا، ليدخل في صلب تشكيل النظام الإقليمي الجديد. وما بين تهديد واحتواء، تفاوض وتصعيد، تظل المنطقة تعيش على حافة الانفجار لن ينته