من مثلنا هذا العام وسيدنا شهيد: ميسم حمزة

ليلة الأول من شهر محرم 1438هـ/ 02 ــ 10 2016م، وقف شهيد الامة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليقول لنا بأن عاشوراء صبرٌ ونصر وقال ان الصبر الذي يؤدّي إلى النصر، واضاف: قد يستغرب البعض أننا نتكلم عن كربلاء وعن الحسين، عن معركة استُشهد فيها القائد، واستُشهد فيها المقاتلون، وسُبي فيها النساء، وجرى ما جرى، ونتحدّث عن النصر.
لنقارب هذا الموضوع بواقعيّة، وليس بشعارات وخطاب حماسي بل بمنطق وحجّة واستدلال ووقائع.
لن أتحدَّث عن هذا الجانب كي أتناول التاريخ فقط، بل لنرى الحاضر أيضاً من خلال التاريخ ولنستخلص بعض العبارات.
وقال : كربلاء كانت نصرا للحسين "ع" دنيا وآخرة؛ نصرٌمضمخٌ بالدماء ، الحسين أحيا بدمه دين الإسلام، و دم الحسين إلى اليوم يحمي الإسلام ونداؤه إلى اليوم يستنهض المستضعفين.
فعاشوراء هذا العام ليس كما عهدناه…
وفي مقدمة مقالي اليوم استعنت بكلمات من كان خير مثال عن التضحية الحسينية في ايامنا اليوم، لاننا هذا العام لن نُحيِ المجالس فقط بذكرى الحسين، بل نحييها وقلوبنا تنزف برحيل رجلٍ حمل رايته، ورفعها في عصر الذل والانكسار، فكم يشبه الحسين وهو سيد الكلمة والموقف! فكان صوته في زمن الصمت، وكان دمه حين تجمّد الدم في عروق الرجال.
نصر الله، القائد الذي سيبقى اسمه مرادفًا للمقاومة، غاب جسدًا، لكنه ترك فينا ألف نصر… وألف "الله أكبر" تصدح على حدود الجنوب. نصر الله كان الوعد الصادق… والقبضة التي أرعبت العدو، والظل الذي احتمى به اليتيم واللاجئ والمرابط على الجبهة.
فهذا الامين المؤتمن علمنا درسا لن ننساه ومن تضحيته سيترسخ فينا ايمانا دائما بأن كربلاء لم تكن واقعة محدودة في زمانها، بل تحوّلت إلى مدرسة للأجيال. مدرسة تعلّم كيف يكون الإباء، وكيف يُصان الكرامة، وكيف يكون الشرف أثمن من الحياة. ومن هذه المدرسة، تخرّج المقاومون على اختلاف جنسياتهم وهوياتهم، رافعين شعار الحسين: "هيهات منّا الذلّة".
في لبنان، في فلسطين، في العراق، في كل أرض دنّسها الاحتلال، تجد روح كربلاء حاضرة. تجد وجوه المقاومين، واثقة، رافعة جبينها في مواجهة الطغاة. هؤلاء الذين اختاروا طريق الحسين، لا يساومون على الأرض ولا يستسلمون أمام القهر، لأنهم أبناء عاشوراء، فحين ننظر إلى مقاومة العدو الإسرائيلي، وإلى صمود أبناء الأرض في وجه آلات القتل والدمار، ندرك أن الحسين لم يمت. إن دماء الشهداء التي سالت في الجنوب، وفي غزة، وفي الضفة، هي امتداد لدم الحسين الذي سال في كربلاء. والصرخة التي أطلقها الحسين: "إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني"، تحولت إلى صرخة الشعوب: "إن كانت الحرية لا تولد إلا من رحم التضحية، فنحن لها".