زحمة السير على أوتوستراد بيروت... اختناق يومي ومعاناة لا تنتهي

زحمة السير على أوتوستراد بيروت... اختناق يومي ومعاناة لا تنتهي


مع بزوغ كل صباح، وعلى امتداد أوتوستراد بيروت، سواء من الجنوب أو الشمال يبدأ مشهد يتكرر يوميًا: صفوف طويلة من السيارات، محركات تئن، وأبواق تصرخ وكأنها تعلن عجز البنية التحتية عن مواكبة الحد الأدنى من حاجات الناس.


في محاولة لنقل هذه المعاناة، التقينا السيد جهاد عبد الله، موظف أربعيني يسلك يوميًا الطريق من خلدة إلى وسط بيروت، حيث يعمل في إحدى الشركات الخاصة. يقول جهاد، بنبرة ممتزجة بالغضب والاعتياد:

"ببلش نهاري بزحمة... وبنهيه بزحمة. ساعة ونص كل صباح وساعتين عشية لأوصل عالبيت. صرنا نحس حالنا عم نعيش بنفق مسكّر من كل الجهات."


ويضيف: "ما بقا فينا نكمّل هيك، حياتنا عم تضيع عالطريق، والشغل بيتأثر، والعيلة بتتأثر، وحتى صحتنا النفسية ما عادت متل قبل."


واقع السير الخانق لا يرتبط فقط بعدد السيارات، بل بتدهور البنية التحتية، غياب الخطط المرورية، وغياب النقل العام الفعّال. هذا المشهد اليومي بات يرهق المواطن اللبناني ويُفرغ نهاراته من معناها، في بلد يتّجه نحو المزيد من الضغط الاجتماعي والاقتصادي.


في غياب حلول مستدامة من قبل الجهات المعنية، تبقى زحمة السير عنوانًا دائمًا على أوتوسترادات العاصمة... وتبقى أنفاس الناس محاصرة خلف عجلة القيادة، بانتظار بصيص أمل لا يأتي.