دورة ويمبلدون»: سينر يثأر من ألكاراس ويتوج باللقب للمرة الأولى

ثأر الإيطالي يانيك سينر، المصنف أول عالمياً، من الإسباني كارلوس ألكاراس الثاني وبطل النسختين الماضيتين وتوج بلقب بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، للمرة الأولى بفوزه عليه الأحد في النهائي 4 - 6 و6 - 4 و6 - 4 و6 - 4.
وبعد سلسلة من خمس هزائم متتالية أمام الإسباني الذي يصغره بعام، آخرها الشهر الماضي في النهائي التاريخي لبطولة رولان غاروس حين فاز عليه بخمس مجموعات في 5 ساعات و29 دقيقة، تمكن الإيطالي البالغ 23 عاماً من رد الاعتبار والفوز بلقبه الكبير الرابع من أصل خمس مباريات نهائية، حارماً منافسه من اللقب الثالث توالياً في ويمبلدون والسادس في الـ«غراند سلام».
وكانت مواجهة الأحد الثالثة هذا الموسم بين اللاعبين، بعد أولى في نهائي دورة روما لماسترز الألف نقطة حين خسر سينر في أول مشاركة له بعد العودة من إيقاف لثلاثة أشهر بسبب المنشطات، وثانية في رولان غاروس حين كان الإيطالي متقدماً بمجموعتين وأمام ثلاث فرص لحسم المواجهة والفوز باللقب قبل أن ينتفض ألكاراس ويحرزه للعام الثاني توالياً.
سينر احتفل بفوزه بلقب ويمبلدون للمرة الأولى في تاريخه (أ.ب)
وفي المجمل، حقق سينر فوزه الخامس على ألكاراس من أصل 13 مواجهة بينهما ووضع حداً لانتصارات الإسباني المتتالية في البطولة الإنجليزية عند 20 مباراة، وتحديداً منذ ثمن نهائي نسخة 2022 حين خسر أمام الإيطالي بالذات.
كما انتهى مسلسل الانتصارات المتتالية هذا الموسم لألكاراس عند 24، امتداداً من دورة روما، مروراً ببطولة رولان غاروس ودورة كوينز، ووصولاً إلى ويمبلدون.
وفشل ألكاراس أيضاً في معادلة رقم السويدي الأسطوري بيون بورغ الذي يحتل المركز الثاني من حيث عدد الانتصارات في البطولات الكبرى في 18 مشاركة، بعدما توقف رصيده عند 77 في المركز الثالث خلف المتصدر الأميركي جون ماكنرو الذي حقق 81 انتصاراً في مشاركاته الـ18 الأولى في الـ«غراند سلام».
كما فشل في معادلة بيورغ الذي فاز بستة ألقاب خلال مشاركاته الـ18 الأولى في البطولات الكبرى (رولان غاروس عامي 1974 و1975 و1978 وويمبلدون عامي 1976 و1978)، وأخفق أيضاً في أن يصبح ثاني لاعب فقط بعد السويدي بالذات يحرز رولان غاروس وويمبلدون لعامين توالياً.
سينر يواسي ألكاراس بعد فوزه عليه في نهائي ويمبلدون (أ.ب)
ولم يتمكن الإسباني من أن يصبح خامس لاعب في الحقبة المفتوحة يحرز لقب البطولة الإنجليزية ثلاث مرات توالياً بعد بيورغ، الأميركي بيت سامبراس، والسويسري روجر فيدرر والصربي نوفاك ديوكوفيتش، وأن يصبح ثاني أصغر لاعب في العصر المفتوح يفوز بستة ألقاب كبرى بعد بيورغ الذي بلغ هذا الإنجاز في ويمبلدون عام 1978 عن 22 عاماً.
وبدأ كل من اللاعبين اللقاء بقوة على إرساله، ليفرض التعادل نفسه حتى الشوط الخامس حين عاد سينر من بعيد وحصل على فرصة أولى للكسر واستثمرها بنجاح ليتقدم 3 – 2، لكنه عاد وتنازل عن إرساله في الشوط الثامن بعدما لعب الكرة في الشبكة، مانحاً منافسه الإسباني فرصة إدراك التعادل 4 - 4 ومن ثم الحصول بعدها على فرصتين للكسر في الشوط العاشر، وقد استثمر الثانية وحسم المجموعة لصالحه 6 - 4 في 44 دقيقة.
وبدا سينر مصمماً على التعويض حين بدأ المجموعة الثانية بكسر إرسال منافسه للتقدم 1 - 0 و3 - 1 قبل أن يحصل على فرصة الكسر مجدداً في الشوط السابع من دون أن يترجمها، لكنه حافظ على الأفضلية التي حققها في الشوط الافتتاحي وأنهى المجموعة على إرساله 6 - 4 في 48 دقيقة.
سينر حقق فوزه الأول على ألكاراس بعد خمس هزائم متتالية (أ.ب)
ونتيجة ارتكابه خطأين مزدوجين في مستهل المجموعة الثالثة، منح ألكاراس منافسه فرصتين للكسر لكنه أنقذ الموقف وحسم الشوط، ليفرض التعادل نفسه بعد ذلك مع فوز كل منهما بشوط إرساله حتى التاسع حين حصل سينر على فرصة لخلق الفارق بانتزاعه على إرسال الإسباني، وقد استغلها على أكمل وجه ليتقدم 5 - 4 ما منحه فرصة حسمها على إرساله 6 - 4.
وبدأ التأثر واضحاً على ألكاراس التي توجه بالحديث مراراً وتكراراً إلى طاقمه التدريبي، ما منح سينر الأفضلية المعنوية التي خولته من كسر إرسال منافسه في الشوط الثالث للتقدم 2 - 1 ثم 3 - 1 بعد شوط رابع نظيف و4 - 2 بعد كرة ارتدت من الشباك إلى الملعب.
إلا أن الإسباني لم يستسلم واستفاد من أخطاء سينر في الشوط الثامن ليحصل على فرصتين للكسر، لكن الإيطالي عاد بقوة وأنقذ الموقف وتقدم 5 - 3 قبل أن يحسم المجموعة على إرساله 6 - 4 دعونا نتفق في البداية على أنه إذا لم يحدث أي شيء طارئ فإن عثمان ديمبيلي سيفوز بجائزة الكرة الذهبية، بوصفه أفضل لاعب في العالم.
سجّل مهاجم باريس سان جيرمان 21 هدفاً وقدّم 6 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي الممتاز، وقاد باريس سان جيرمان للفوز بلقب الدوري بفارق 19 نقطة عن أقرب منافسيه، كما سجل 8 أهداف وقدّم 6 تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا، وقاد النادي الباريسي للفوز بالبطولة الأقوى في القارة العجوز بعدما سحق إنتر ميلان في المباراة النهائية بخماسية نظيفة.
علاوة على ذلك، تزامن تحول باريس سان جيرمان إلى أفضل فريق في العالم بشكل مباشر تقريباً مع انتقال ديمبيلي إلى مركز المهاجم الصريح، وتألقه اللافت في عام 2025. لذا، يمتلك ديمبيلي كل الإحصاءات والبطولات والألقاب التي يبحث عنها المصوتون في الجائزة.
ومن الواضح أن باريس سان جيرمان هو أفضل فريق في العالم الآن، ويمكننا جميعاً أن نرى أن ديمبيلي هو السبب الرئيسي وراء ذلك.
لكن هل يتأثر المصوتون بهزيمة باريس سان جيرمان الثقيلة أمام تشيلسي بثلاثية نظيفة في نهائي كأس العالم للأندية، ويقررون بدلاً من ذلك منح الجائزة لكول بالمر، على سبيل المثال؟
لقد احتل جورجينيو المركز الثالث في عام 2021، واحتل داني كارفاخال المركز الرابع في الموسم الماضي، ومن الواضح للجميع أن بالمر أفضل منهما بكثير، لذلك لا يمكن استبعاد أي شيء. ورغم كل ذلك لا يزال ديمبيلي هو المرشح الأوفر حظاً.
من يستحق الفوز بالكرة الذهبية أيضاً؟
إذا نظرنا فقط إلى الأهداف والتمريرات الحاسمة في الدوري المحلي، فلا شك أن هناك لاعباً واحداً يستحق هذه الجائزة بجدارة، لأن لديه 13 هدفاً أكثر من أي لاعب آخر، وهو محمد صلاح.
ومع ذلك، هناك مشكلتان في النظر إلى الأمور بهذه الطريقة. المشكلة الأولى تتمثل في أنه يتم احتساب ركلات الجزاء كما لو كانت بقيمة أي هدف آخر ذاتها.
صحيح أن الأهداف التي تسجل من ركلات جزاء تضيف نقطة أخرى إلى رصيدك، لكن اللاعب لا يبذل فيها المجهود نفسه الذي يبذله عند إحرازه هدفاً من اللعب المفتوح (إلا إذا كان هو نفسه من يحصل على ركلة الجزاء).
كما أنه أيضاً يتم احتساب التمريرات الحاسمة على أنها متساوية، لذا فإن تمريرة بينية رائعة تُعطي انفراداً لزميل في الفريق تحتسب مثل تمرير الكرة إلى مارادونا قبل أن يُراوغ منتخب إنجلترا بأكمله ليحرز هدفاً!
بالنسبة للجوائز التي تقدم في نهاية الموسم، لا ينبغي أن يتم تجاهل ركلات الجزاء، ولكن لا ينبغي أيضاً أن تُحتسب مثل الهدف الذي يتم إحرازه من اللعب المفتوح.
بدلاً من ذلك، فإنه يتم اللجوء هنا إلى الفرق بين النسبة المتوقعة للتسجيل (79 في المائة) والهدف، لذا فإن كل هدف من ركلة جزاء يُعادل 0.21 في المائة فقط من الهدف الذي يأتي من اللعب المفتوح.
أما بالنسبة للتمريرات الحاسمة، فيتم تقييم كل تمريرة في الملعب بناءً على احتمالية تحويلها إلى هدف إذا قرر اللاعب تسديد الكرة بشكل مباشر.
ديمبيلي... صلاح... رافينيا أم حكيمي؟
في النهاية، بينما يجعل فوز باريس سان جيرمان بالبطولات في نهاية الموسم اختيار الفائز بالجائزة يبدو بديهياً، هناك أربعة لاعبين يستحقون الفوز.
وسيعتمد اختيارك على وجهة نظرك في الجائزة، وبما أن المعايير لا تزال غامضة للغاية، فلا يزال هناك مجال واسع للتفسير والتوقعات.
الحجة لصالح حكيمي تتمثل في أنه أفضل لاعب في مركزه بالعالم بفارق كبير عن أقرب منافسيه، فضلاً عن أنه فاز بالثلاثية التاريخية مع باريس سان جيرمان مؤخراً.
أما الحجة لصالح رافينيا فتتمثل في أنه كان اللاعب الأكثر إنتاجية في العالم بعد التعديلات الطفيفة التي أجريت على طريقة احتساب ركلات الجزاء وخلق الفرص.
وعلاوة على ذلك، فهو أيضاً يقوم بواجباته الدفاعية أفضل من المهاجمين الآخرين المذكورين هنا - فقد لعب دوراً حيوياً في فعالية الضغط العالي الذي يمارسه برشلونة على المنافسين.
أما الحجة لصالح محمد صلاح فتتمثل في أنه ساهم في تسجيل 54 هدفاً، بينما لم يصل أي لاعب آخر في العالم إلى 50 مساهمة تهديفية. كما مرر صلاح الكرة ولمسها داخل منطقة الجزاء أكثر بكثير من أي مهاجم آخر.
صحيح أن هذه الأرقام تنخفض قليلاً بمجرد استبعاد ركلات الجزاء وجودة خلق الفرص، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الدوري الأقوى والأكثر تنافسية في العالم، والدليل على ذلك أن الفريقين اللذين احتلا المركزين الخامس عشر والسابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وصلا إلى نهائي الدوري الأوروبي، بينما فاز تشيلسي صاحب المركز الرابع بلقب كأس العالم للأندية.
أما الحجة لصالح ديمبيلي فتتمثل ببساطة في أنه أفضل مهاجم في أفضل فريق بالعالم. لقد تفوق على صلاح عندما التقى أفضل فريقين في العالم في مارس (آذار) الماضي.
وعلاوة على ذلك، قدم ديمبيلي مستويات ممتازة في كل ما يمكن أن نتوقعه من المهاجم في كرة القدم الحديثة: التسجيل، وصناعة الأهداف، والمساهمة في بناء الهجمات، والجري من دون كرة، والضغط.
في النهاية، عندما تكون الفوارق بين اللاعبين متقاربة، فإن عوامل هامشية مثل نجاح الفريق والمواجهات المباشرة يمكن أن تكون بمثابة عامل حاسم.
لقد برز ديمبيلي في المباريات المهمة، وأثبت أن أرقامه في الدوري الفرنسي الممتاز لم تكن مجرد صدفة، وكاد يُعادل إجمالي أرقام رافينيا وصلاح رغم مشاركته في عدد أقل بكثير من الدقائق.