انطلقت فعاليات مهرجان إهدنيّات الدولي 2025

هكذا انطلقت فعاليات مهرجان إهدنيّات الدولي 2025، بحفلة "من العمر" حضرها حشد ضخم من لبنان والعالم العربي. كان العرض مساحة تفاعل حيّ بين الفنان والجمهور، حيث أصبح المتفّرجون جسماً واحداً مع الموسيقى، وتحول المدرّج إلى ساحة للدبكة والرقص والفرح.
وقال مانوكيان : "هذه أطول حفلة أحييها خلال 33 عاماً، وكانت هنا في إهدن". كلام يعكس الحماسة التي شهدها الافتتاح، وأهمية الظروف الاحترافية التي أتاحتها إدارة المهرجان لهذا اللقاء، من حيث التنظيم والإنتاج.
في عرض "قمم مقدّسة"، كانت غابة إهدن جزءاً من المشهدية. وبين عبق البخور الذي ملأ المدرجات، والإضاءة المستقاة من عناصر الطبيعة، انسابت الألحان الشرقية والغربية متمازجةً مع الترانيم البيزنطية والإيقاعات التراثية والشعبية.
قدّم غي مانوكيان أمسية جمعت بين موسيقاه المعاصرة والتراث الغنائي اللبناني، فتميّز البرنامج بتوليفة غنائية استحضرت ذاكرة الأغنية اللبنانية، من روّادها الكبار إلى الأغاني الوطنية مثل "يا سيف"، "زينوا الساحة"، و"غابت شمس الحق"، رافقها أبو ربيع وفرقته بإيقاعات الدبكة الهدنينية، في حضور مدروس للعناصر الفولكلورية ضمن رؤية إنتاجية متكاملة.
افتتاح "إهدنيّات" لهذا العام لم يقدّم عرضاً فنياً فحسب، بل طرح تصوراً مختلفاً لدور المهرجانات الصيفيّة، بوصفها مساحة تعيد وصل الناس بذواتهم وبموروثهم الموسيقي. تجربة حسّية وبصرية متكاملة، تعلن عن موسم يحمل وعداً بالتجديد، وبالاحتفال الجماعي كفعل ثقافي حيّ.