ان اطلت فيروز اليوم

في وداع زياد اليوم ستبقى فيروز لغزاً تعجز اللغة المخنوقة عن تفكيكه وسراً يضج بالصمت.. ايطل علينا طيفها وقد انثلم ضلعها اليتيم؟ ام تأوي كعادتها إلى صوامع العزلة كما يأوي الضوء إلى قناديله اول المساء؟ لا نريد ان نراها دامعة، فهي التي اتقنت تغليف احزانها في خوابي الغيب والحنين.. اليوم تولف "ام زياد" ما تبقى من افراحها بأقمطة التكتم والتهشم لان فيروز لا تنوح بل تطرز الفقد بأنامل من ضوئها المشع على لبنان والعالم.. ان اطلت فسيكون حضورها اشبه بالأسطورة حين تتجسد على لبنانها الباكي على زياد و ستكون بمهابة الارملة الملكية والام الحزينة لتذرُ الرماد على أرصفة حزنها الابدي.. فان زياد ليس ابنها فقط، بل امتداد نَفَسها المتقطع في ناي المسرح، وفي بُزق العبقري الاول عاصي، كيف تبكيه وهي التي علمتنا أن الفقد لا يُبكى بل يُرتل، وهذه المرة سيكون من لحن زياد نفسه.. فهي منذ أن غنت "انا الام الحزينة" كانت تكتب وصيتها على جبين الليل كأنها كانت تعرف ان الوجع هذه المرة سيعود باسم زياد.. وسينكسر كل الكلام وسيكون" بالاخر في اخر و في وقت فراق وما عاد رح يبقوا سوا”!