ليلة المتاحف

ليلة المتاحف


   ليلة ساحرة عاشها لبنان أول من أمس بعد إطلاق وزارة الثقافة مجدداً فعاليات "ليلة المتاحف" بالتعاون مع المديرية العامة للآثار. منحت هذه الخطوة فرصة استثنائية لاكتشاف كنوز المتاحف اللبنانية مجاناً، مع فرصة التنقل مجاناً من خلال باصات النقل المشترك التي تمر كل نصف ساعة لإصطحاب الزوار في جولة من أمام المتحف الوطني إلى باقي المتاحف المشاركة.

  خاض الحضور تجربة فنية غامرة، إذ تعرف المشاركون على مقتنيات المتاحف المشاركة من آثار وقطع فنية كما قدمت عروض عرّفت المشاركين على تاريخ المتاحف وأنشطتها وأهميتها. كذلك، كان للعروض الموسيقية دور خاص في إضفاء لمسات من الحيوية والتفاعل بين المشاركين. فكانت فرصة لهم ليتجولوا ويتأملوا في ما بقي من حضارات مرّت على أسلافهم وحملت لغتها إلى الحاضر...

  كان لافتاً حضور فئة الشباب بقوة هذه السنة، مما أثبت أنّ ليلة المتاحف هذه ليست مجرد فعالية، بل دعوة مفتوحة للشباب لاكتشاف تراثهم الثقافي، وتعزيز حس ّالانتماء، والمشاركة في نقل القيم والذاكرة المشتركة بين الأجيال. كذلك، لوحظ حضور لكبار السن الذين كان أغلبهم يردد "لازم نضل نزور تراث وآثار بلادنا ونحكي عنها".

   عبر مكبرات الصوت ووسط تجمع عشرات المشاركين كانت جملة "عايشة وحدها بلاك وبلا حبك يا ولد" من أغنية زياد الرحباني كافية لتشعل الحضور ويبدأ بالتصفيق والبكاء على الفنان الذي يمثّل جميع اللبنانيين الذين خسروا فنّاناً بهذا الحجم رفع اسم لبنان. استطاع زياد الرحباني أن يحفر أعماله الموسيقية والمسرحية والإذاعية، في ذاكرة أكثر من جيل، وهذا كان واضحاً من خلال التفاعل الذي حصل من قبل هذه الفئة خلال عرض صور لزياد على جدار المتحف الوطني. ومن بين الصور كانت صورته مع الكوفية الفلسطينية حيث تفاعل عدد كبير معها عبر الهتافات والتصفيق.

   وتعليقاً على ذلك، نشر وزير الثقافة غسان سلامة على حسابه الخاص عبر منصة اكس: "لم يفرحني شيء قدر نسبة الشباب الطاغية في الحشود الهائلة التي تقاطرت من كل لبنان للمشاركة في ليلة المتاحف هذا المساء (أمس الثلثاء)، وهي ليلة بدأت طبعاً بتحية للحبيب زياد. فصنع التاريخ يبدأ بالتعرف على آثاره! ".

   جمالية الحدث السنوي لم تخف بعض التفاصيل التي لولا حصولها لكانت الفعاليات أجمل، لأن عدد الحضور كان ضخماً بالنسبة للوقت والمساحة وعدم قدرة الباصات التي نقلت المشاركين لإستيعاب كمية أكبر من المشاركين. من المؤكد أنّ ذلك يدل على نجاح الحدث، فأعداد الراغبين بالتعرف على كنوز لبنان التراثية كان كبيراً جداً ويحتاج وقتاً أكثر مما جعل أغلب المشاركين يطالبون "بأسبوع للمتاحف وليس ليلة واحدة" لكي تتسنى الفرصة للجميع المشاركة في هذه الفعالية.