خبز "شمسين" يتعرض لحملة كاذبة

خبز "شمسين" يتعرض لحملة كاذبة وتصوير مشبوه وكلمة "برافو عليك " تكشف المؤامرة
تحت عنوان"فأر" داخل كيس خبز "شمسين" يُشعل البلبلة... تضارب في الروايات
انتشر صباح اليوم الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو صادم ومقزّز يُظهر فأرة داخل كيس خبز تابع لأفران "شمسين"، ما أثار صدمة واسعة بين المواطنين، بين من اعتبره فضيحة موثّقة تستدعي المحاسبة، ومن سارع إلى التشكيك بصحّته، مدّعيًا أنه مفبرك أو قديم.
ورغم فداحة ما كشفه المقطع – والذي يطال مباشرةً صحّة اللبنانيين وسلامتهم – إلا أن الجهات المعنية، وتحديدًا إدارة أفران "شمسين"، دخلت في دوامة من الصمت والتضارب والإنكار، بدل أن تسارع إلى توضيح الحقائق ومحاسبة المسؤولين
أحد الموظفين قال إن الفيديو قديم ويعود إلى 6 أو 7 سنوات، وإن الشركة لاحقت مصوّره قانونيًا آنذاك، مضيفًا بثقة: "فوتوا عالمطبخ بأي وقت، بلا ما نعرف، وبتشوفوا إنو الدبانة ما بتقدر تفوت!".
كما أشار إلى أن الشركة غيّرت تصميم أكياس الخبز منذ سنوات، معتبرًا أن ذلك دليل قاطع على أن الفيديو ليس حديثًا.
لكن ما بدا مريبًا هو أن أحد الأشخاص قرب المتحدّث قال له خلال المكالمة: "برافو عليك"، ما أثار شكوكًا حول احتمال تلقين الإجابات، رغم أنه لا يمكن الجزم ما إذا كانت العبارة موجّهة إليه مباشرة أم أنها صودفت أثناء المكالمة.
محامٍ يرفض التصريح... ورواية تنسف كل ما قيل
ورغم المحاولات المستمرة، لم نحصل على أي توضيح رسمي من المحامي "م. الخطيب"، الموكل من إدارة "شمسين"، الذي رفض التصريح ، بحجّة أن الموضوع "شأن داخلي"، مكتفيًا بالقول: "أي إجراء سنتخذه ستعلمون به لاحقًا".
هذا الموقف زاد من الشكوك: فلو كان الفيديو قديمًا فعلًا، لماذا لا يُقال ذلك بوضوح؟ ولمَ يمتنع المحامي عن تقديم توضيح للرأي العام في قضية تمسّ سلامة الغذاء؟
والأخطر، أن موظفًا آخر نسف كل الروايات السابقة، وأكّد أن الفيديو حديث، لكنّه صُوّر "داخل أحد السوبرماركت وليس في أي فرع تابع لأفران شمسين"، مشيرًا إلى أن المحامي يتابع القضية.
صحة اللبنانيين خط أحمر... فأين وزارة الاقتصاد؟
بين رواية تزعم أن الفيديو قديم، وأخرى حديث، وثالثة تنسبه إلى مكان مجهول... تضيع الحقيقة. لكنّ ما لا يمكن السكوت عنه، هو مشهد الفأرة داخل ربطة خبز، وهو بحدّ ذاته كافٍ لاستنفار وزارة الاقتصاد والأجهزة الرقابية فورًا، من أجل كشف مصدر الخلل، والتفتيش على جميع الأفران والمحال التي تبيع المواد الغذائية.
الفضيحة – سواء كانت مفبركة أو حقيقية – فتحت الباب على أسئلة كثيرة:
ما مدى التزام الأفران بشروط السلامة العامة؟
أين هي الرقابة؟
وإذا كان الفيديو مفبركًا فعلًا، لماذا لم تتحرّك الجهات المعنية لكشف زيفه وطمأنة الناس؟