افتتاح المؤتمرين ACTEA’25 وREDEC’25 في جامعة سيدة اللويزة

أقامت كلية الهندسة في جامعة سيدة اللويزة حفل افتتاح المؤتمر الدولي السادس حول التطورات في الأدوات الحسابية للتطبيقات الهندسية (ACTEA’25) والمؤتمر الدولي السابع حول الطاقة المتجددة في البلدان النامية (REDEC’25)، وذلك يوم الأربعاء 24 ايلول 2025، في قاعة الأصدقاء- حرم الجامعة في زوق مصبح.
حضر المؤتمر كل من الدكتور شادي عبدالله، الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS)، السيد زياد نحّاس ممثلاً رئيس نقابة المهندسين والمعماريين السيد فادي حنا، السيد جان نويل باليو من الجامعة الفرنسية، راعي المؤتمر السيد ميشال فغالي ممثلًا رئيس نقابة المهندسين المعماريين في طرابلس السيد شوقي فطّاف، الأب بشارة الخوري رئيس جامعة سيّدة اللويزة، الأب شربل حداد نائب رئيس الجامعة للشؤون الإداريّة، الدكتور ميشال الحايك نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، الدكتور نجيب متني نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير، الدكتور أنطوان فرحات، مستشار الرئيس، الدكتور جاك حرب عميد كليَّة الهندسة في الجامعة، الى جانب أسرة الجامعة الادارية والأكاديمية، وطلاب جامعة سيدة اللويزة.
إستُهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، من ثَّم كانت كلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ ماجد بوهدير، مدير مكتب الشؤون العامة، البروتوكول، والعلاقات الإعلاميَّة في الجامعة قال فيها: “يمثل هذان المؤتمرَان، اللذان يُعقدان هنا في الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة سيدة اللويزة، أكثر من مجرد أبحاث، بل تعكسان التزام الجامعة المستمر بتوفير منصة لتبادل المعرفة، وتعزيز التعاون بين التخصصات، ودعم التنمية المستدامة”.
وتابع بوهدير:” إنَّ رسالة جامعة سيدة اللويزة تتمثل في مواكبة الحداثة والتنمية بلا حدود، والبقاء منفتحين على آفاق جديدة حيث يجمع مؤتمر ACTEA 2025 خبراء وباحثين يعملون على أدوات حاسوبية تُحدث تحولًا في طرق التصميم والبناء عبر مختلف تخصصات الهندسة كما يتناول مؤتمر REDEC 2025 أحد أبرز التحديات العالمية الراهنة، والحاجة إلى توفير حلول طاقة موثوقة، وفعّالة من حيث التكلفة، ومستدامة، لا سيما في الدول النامية.”
ليختم قائلاً:” انَّ استضافة هذين الحدثين جنبًا إلى جنب تعكس التآزر القوي بين الأساليب الحاسوبية المتقدمة والتحديات الهندسية العملية، بدءًا من الذكاء الاصطناعي وصولًا إلى الطاقة النظيفة وتعزيز القدرة على التكيف مع تغير المناخ.”
بعد كلمة الأستاذ بوهدير، رحّب عميد كلية الهندسة الدكتور جاك حرب بالحضور قائلاً:” تفتخر كلية الهندسة باستضافة مؤتمري ACTEA’25 وREDEC’25 اذ يستقطب هذا الحفل عدداً كبيراً من البحوث المتخصصة في مجال الهندسة وتطبيق الأدوات الحاسوبية، ويهدف إلى تعزيز التعاون العلمي والبحثي ضمن هذا التخصص”.
وتابع د. حرب: “أحدثت الأدوات الحاسوبية تحولًا جوهريًا في المشهد الهندسي، من خلال التطورات في التصميم والتحليل، إذ لم تقتصر آثارها على تعزيز القدرات العملية للمهندسين فحسب، بل شملت أيضًا تحسين كفاءة سير العمل واستجابته لمتطلبات المجتمعات الحديثة، مواصلة بذلك دفع الابتكار في مختلف تخصصات الهندسة”.
ثمَّ أكمل:” “يشكّل الذكاء الاصطناعي عاملاً محوريًا في تحويل مجال التصميم الهندسي من خلال تقديم أدوات وتقنيات متقدمة تركز على الكفاءة والابتكار. ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة لتدريب المهندسين على الأسس العلمية، والمهارات الشخصية، وقدرات التفكير النقدي، لضمان قدرتهم على مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما تؤكده توجهات كلية الهندسة في هذا الإطار”.
ليختم الدكتور حرب: ” تُظهر كلية الهندسة في جامعة سيدة اللويزة التزامها بدمج التكنولوجيا في تعليم طلابها وأبحاثهم. كما يُعدّ هذا المؤتمر فرصة لتعزيز التعاون بين الأكاديميا والصناعة، ويتجلى ذلك بوضوح في تنظيم هذا الحدث المشترك. وقد تلقّت الكلية 64 ورقة بحثية، تم قبول 46 منها، بما يعادل نسبة قبول بلغت 72٪.
ويشارك في المؤتمر باحثون دوليون من كندا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والإمارات، والأردن، وإندونيسيا، واليونان، وقطر، والدنمارك، والكويت، وساحل العاج، والهند. ففي كلية الهندسة، تُنفَّذ العديد من المشاريع الكبرى باستخدام الأدوات الحاسوبية، وقد حصل 12 مشروعًا منها على جوائز على الصعيدين الوطني والدولي”.
أما الدكتور هادي كنعان، رئيس مؤتمر REDEC’25الذي ساهم إسهامًا كبيرًا في مجال الهندسة الكهربائية محليًا ودوليًا، فقال:” REDEC بدأت في عام 2011 بمبادرة من تحالف جامعات محلية بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لإدارة الطاقة والبيئة (ALMEE).
وأوضح د. كنعان أنه بين عامي 2012 و2023، تم تنظيم ست دورات ناجحة في لبنان والمغرب بشكل سنوي” ، مشيرًا الى أنَّ الدورة السابعة من REDEC تُعقد هذا العام للمرة الثالثة في الحرم الجامعي لجامعة سيدة اللويزة، معربًا عن سروره بهذه العودة.
كما أكّد أن REDEC لطالما شكّلت منصة للباحثين والخبراء لمشاركة المعرفة ومناقشة أحدث التطورات في مجال الطاقة المتجددة فمهمة المؤتمر تتمثل في تعزيز البحث العلمي عالي الجودة والتعاون المهني بين الجامعات، ومراكز الأبحاث، والمنظمات المهنية، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الحكومية، بهدف النهوض بالعلم والتكنولوجيا وتعزيز التواصل الإنساني.
- وفي هذا السياق قال الدكتور نزيه مبيّض، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية قائد وحدة GIGP ورئيس فرع IEEE لبنان، ” أنَّ مؤتمر REDEC منذ عام 2012 ركّز على إيجاد حلول مبتكرة لإنتاج الطاقة وتحسين كفاءتها في الدول النامية، بينما أُطلق مؤتمر ACTEA في عام 2009 لتعزيز استخدام الأدوات الحاسوبية في مختلف تخصصات الهندسة. فهذين المؤتمرَين معًا يهيئان الباحثين والطلاب في لبنان والمنطقة لمواجهة تحديات مستقبل الطاقة المتجددة والهندسة الحاسوبية”.
وأشاد د. مبيّض بالتعاون المُثمر مع كلية الهندسة في جامعة سيدة اللويزة، مؤكدًا أن مهمة IEEE في تطوير التكنولوجيا لخدمة الإنسانية تظل ثابتة، مشيرًا إلى أن المنظمة تعمل على تعزيز التعاون بين التخصصات المختلفة، وتشجيع البحث العلمي والابتكار على الصعيد العالمي.
وختم بالإشارة إلى أن أعضاء IEEE سيجتمعون خلال نحو سبعة أشهر في مؤتمر INSEC، المؤتمر الرائد للمنظمة، والذي يهدف إلى تعزيز البحث العلمي عالي الجودة وتطوير المهارات المهنية لدعم تقدم العلوم والتكنولوجيا، داعيًا الجميع لتقديم أوراقهم البحثية وحضور مؤتمر الفرع المقرر في الفترة من 15 إلى 17 نيسان 2026.
بدوره أشار الدكتور جان نويل باليو، المدير الإقليمي لـ الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) للشرق الأوسط، الى أن هذا اللقاء يُمثل فرصة لتجديد جهود التعاون بين AUF والمؤسسات الشريكة، بما في ذلك جامعة سيدة اللويزة.
واعتبر أن الفعاليات مثل هذا المؤتمر تساعد في استعادة طبيعة التبادل البحثي المعتادة، والتي تمكّن المهندسين والباحثين من المشاركة الفاعلة في النقاشات الاجتماعية.
وأكّد الدكتور باليو أن بعض المجالات في لبنان، مثل الطاقة المتجددة، تحظى بدعم واهتمام غير كاف، وقال إن هذا المؤتمر يُتيح مناقشة هذه القضايا وإيجاد حلول منطقية، معتبراً إياه خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح.
وأضاف أنه في اليوم السابق، صاغ رئيس مجلس الوزراء اللبناني ووزير البيئة استراتيجية واعدة تتعلق بالاستثمار في التكيف مع التغير المناخي من خلال خطة وطنية، مشيرًا إلى أهمية مثل هذه المبادرات لدعم جهود البحث والتطبيق العملي في هذا المجال.
كما تحدث الدكتور شادي عبد الله الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية (CNRS) معتبراً أن جامعة سيدة اللويزة لطالما كانت أكثر من مجرد مركز علمي، فهي تتناول القضايا الأكثر إلحاحًا في مجتمعنا، وتتجاوز حدود مجرد تنظيم مؤتمر علمي آخر.
فجامعة سيدة اللويزة تعد من بين المؤسسات القليلة التي تبنت مبادرات متقدمة في مجال البحث العلمي، فما بدأ كمشروع محدود قد تطور اليوم ليصبح منصة متكاملة للابتكار والتطوير في العلوم والهندسة.
وأوضح د. عبدالله أن هذه التطورات تبيّن مدى إمكانية استخدام التقنيات الحديثة في معالجة المعلومات في مناطق شاسعة كانت إما غير قابلة للوصول أو ملوثة بشكل كبير خلال الحرب.
وقد لفت إلى أنَّه من خلال تطبيق تقنيات التعلم الآلي، تمكّن الباحثون من معالجة البيانات المتاحة وإنتاج نتائج دقيقة، شملت تقييم الخسائر في القطاع الزراعي، وتحديد المناطق التي استهدفت بالقصف الصاروخي. وقال إن هذه النتائج لم تُنشر فقط على المستوى المحلي، بل تم الإعلان عنها بشكل مشترك بالتعاون مع البنك الدولي، ما أكسبها دعمًا دوليًا للأبحاث العلمية.
وأشار الدكتور عبد الله أن نتائج تطبيق التعلم الآلي قد جذبت اهتمامًا دوليًا واسعًا، وقال إن العمل الذي يُنجز في الجامعة لا يقتصر على كونه أكاديميًا فحسب، بل يمثل طريقة عملية لتطوير مستقبل الهندسة والبحث العلمي في لبنان والمنطقة.
ثم كان للأب الرئيس بشارة الخوري كلمة جاء فيها: “نلتقي اليوم في مرحلة دقيقة حيث يدفعنا الذكاء الاصطناعي إلى إعادة التفكير في توازن القوى بين الإبداع البشري وكفاءة الآلة”. وفي هذا السياق، تفتخر جامعة سيدة اللويزة باستضافة هذا المؤتمر، لا باعتباره محطة إضافية في مسيرتها وحسب، ولا لمجرّد كونه ملتقى للباحثين، بل بوصفه إسهامًا في إعادة تعريف دور العلوم الإنسانيَّة.”
وأكمل:” إنَّ جامعة سيدة اللويزة ليست حاضنةً للنخبة وحسب، بل هي مؤسسة تقوم على مبدأ الاستحقاق. وبفضل هذا النهج، أضحت الجامعة تجسيدًا حقيقيًّا للنخبة القائمة على الجدارة. ومن خلال اعتمادها الأكاديمي الدولي، وإنجازاتها الموثوقة، رسّخت مكانتها بين روّاد البحث العلمي والتعليم العالي. وإن حضوركم اليوم بين جدرانها يشكّل برهانًا حيًّا على صدقية رسالتها وأصالة توجههاً.
وأضاف الأب الرئيس:” لنثبت معًا حقيقة أساسية: إنَّ التعليم سيبقى الركيزة لبناء لبنان أكثر قوة – لبنان يصون كرامة الإنسان، ويحافظ على موارده، ويوجّه طاقاته في خدمة الخير العام. وإنَّ موضوع الطاقة المتجددة في الدول النامية يتّسم بأهمية خاصة، ليس فقط لارتباطه بمصادر الطبيعة، بل لأنه يذكّرنا بمصدر أعظم للطاقة المتجددة: الشباب. فهم الطاقة الأكثر حيوية، وهم قادة المستقبل وباحثوه ومربّوه”.
ليختم الأب الخوري قائلاً:” نحن نعمل دائمًا على تجديد الروح الإنسانيَّة وإعادة بناء البيئة التي يزدهر فيها الإنسان. فأدعوكم إلى أن تتذكّروا أنَّ المؤسسة الوحيدة التي تتطلّع بثبات إلى مستقبل شبابنا هي التربية. وإنَّ المشروع السياسي الجدير بالالتزام هو: تجديد مستقبل وطننا من خلال الأجيال القادمة”.
في نهاية الإفتتاح ، قدم الأب الرئيس للمشاركين درعًا تذكاريّاً عربون شكر وتقدير على الجهود القيّمة والإسهامات البارزة في إنجاح هذا المؤتمر.