نظمت نقابة محرري الصحافة الللبنانية ومركز “لبنان للعمل التطوعي”، مؤتمر “الصحافة اللبنانية: الرؤيا والدور”، في اتحاد الغرف العربية – مبنى عدنان القصار

في حضور المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة ممثلا وزير الإعلام المحامي د.بول مرقص، الوزير السابق زياد بارود، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس مركز لبنان التطوعي الدكتور محمد جنون، رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العميد جوزيف مسلم ومهتمين.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن ارواح الشهداء الصحافيين، قدمت الإعلامية يمنى غريب الموتمر بكلمة قالت فيها:"الرؤية مع "تاء مربوطة" أو الرؤيا مع "الف ممدودة"، شكلان للتعبير عن فعل واحد ،وهما الترجمة العملية لكلمة Vision. ما نراه اليوم وما نطمح اليه بات يتخطى الادراك الحسي والفكري لمشروع محدود تعبر عنه كلمة رؤية مع تاء مربوطة، انما هو يحمل كل الاحلام التي نتوخى تحقيقها لمهنة رسولية في اساسها مهنة تنوء اليوم تحت جم من الصعوبات الناجمة عن تحولات جذرية على مستوى البشر في السياسة والاقتصاد والمفاهيم، وفي المؤسسات والتكنولوجيا ووسائل الانتاج حتى اننا نكاد نكون في رؤيا الانبياء وصور احلامهم. لذا ذهبنا نحو الأوسع نحو رؤيا بالألف الممدودة".
وتابعت:"وسط كل هذه التحولات تمر الصحافة الاحترافية على اشكالها من مكتوبة ومرئية ومسموعة والكترونية في اصعب الظروف، فالمشهد الاعلامي انتقل من الندرة والنخبوية الى التخمة والشعبوية. أبعد من الصعوبات الاقتصادية والعوائق المؤسسية والضبابية في القوانين، تغرق المعلومات والرسائل والصور والافلام التي تطلق في ثوان فضاء اعلاميا مفتوحا ومتاحا للجميع فتكاد تسقط عن الصحافة المحترفة هيبتها ودورها وتأثيرها".
ثم تحدث القصيفي وقال:"يسرنا أن نلتقي في هذا المؤتمر تحت عنوان الصحافة اللبنانية : الرؤيا والدور، والذي دعت إليه نقابة محرري الصحافة اللبنانية ويتحدث فيه نخبة من الصحافيات والصحافيين من ذوي الباع الطويل في المهنة، الذين راكموا خبرات طوال سنوات عملهم، واكاديميين وقانونيين وخبراء شهدت المنتديات بكفايتهم وحسن إحاطتهم بالموضوع. ولابد لي في مستهل كلمتي من توجيه الشكر إلى عضو مجلس نقابة المحررين يمنى شكر غريب على ما بذلت من جهد لضمان إنعقاد المؤتمر واختيار المحاور والمتحدثين، كما اشكر لمركز لبنان للعمل التطوعي برئاسة الزميل الدكتور محمد جنون تعاونه المثمر مع النقابة لتنظيم هذا المؤتمر".
تابع:"لن اغوص في موضوع المؤتمر ولا جوانبه، فهذه المهمة ملقاة على الذين سيتطرقون إلى عناوين المحاور، وما يهمني الإشارة إليه يتلخص بالنقاط الآتية:
أوّلاً : ان لبنان في حاجة إلى قانون عصري ، شامل وموحد للاعلام تكون الحرية ركيزته الاساس، وينتج إعلاميا وطنيا يكون رافعة للوطن ، ويعول عليه، لا إعلاما- يتسول الدعم الخارجي ، ما يضطره إلى الإبتعاد عن هدفه ورسالته. نريد اعلاما - صوتا صارخا، صادحا بالحق، ناطقا بالحقيقة، لا إعلاما- بوقا للخارج اي خارج، وكذلك لأي مجموعة انى تكن، توظفه في خدمة أجندتها ولو على حساب الصالح العام.
ثانياً - بعيدا من الاعلام الرقمي الاحترافي القائم على معايير مهنية واخلاقية ، يهالنا أن تستغل بعض الجهات الخارجية والداخلية التطورات التكنولوجية المتسارعة لتنشىء منصات لغايات لا علاقة لها بالصحافة والاعلام، وتستغل غياب القانون الواضح والناظم ، لنشر ما لا يخدم وحدة لبنان، وشعبه واستقراره، وذلك تحت شعار حرية الصحافة، ولو كانت القيم الوطنية والاخلاقية هي الضحية".
واضاف:"من هنا تبرز المسؤولية، في وضع ركائز واضحة تتوخى الآتي: ان يعتمد قانون الاعلام المنتظر أعلى معايير الشفافية، والديموقراطية والحداثة . ويهمنا ربطه ببرنامج واضح لدعم قطاع الصحافة والاعلام كما فعلت وتفعل الدول المتقدمة للحفاظ على الهوية الوطنية لصحافتها من خلال الدعم المادي، لأن الدولة كمؤسسات وهيكليات تدعم وتهب بصورة غير مشروطة. كما يهمنا ربط هذا القانون بدورة الاقتصاد الوطني من خلال تقديم الحوافز التي تضمن ديمومة القطاع الصحافي والاعلامي الاحترافي".
وقال:"اننا نطمح لتنسيق مع وزارة الاعلام، ولجنتي الإدارة والعدل، والاعلام والاتصالات النيابيتين، ونقابة الصحافة والمجلس الوطني للاعلام، وكل المعنيين من أكاديميين وخبراء ليكون قانون الاعلام المنتظر عصريا بكل ما للكلمة من معنى، ومنسجما مع حاجات لبنان وامكاناته ودوره، ومستجيبا للتحديات، فنهدي البلاد صيغة طموحة تحل هذا القطاع في المرتبة المتقدمة بين القطاعات، فلا نظل على قارعة الرصيف، فيما صافرة القطار تنطلق بعيدا منا. ان نقابة الصحافة ونقابة المحررين وهما منشأتان بقانون تتعرضان لشل قدراتهما بعدما باتت ودائع هاتين النقابتين سجينة المصارف شأنها شأن ودائع سائر النقابات ما يستوجب النظر جديا بهذه المسألة وايجاد الحلول الملائمة لها، لتتمكنا من القيام بما يتعين عليهما القيام به في رعاية المهنة والعاملين فيها والسير بها نحو حداثة مرتجاة".
واشار الى انه "على الرغم من كل الصعوبات، فان نقابة المحررين التي حدثت نظامها الداخلي لضم العاملين في قطاعات الاعلام المرئي والمسموع والصحافة الالكترونية، وخطت خطوات بعيدة في هذا المجال، تدعو الدولة إلى حزم أمرها بدعم القطاع الاعلامي، والاستجابة مع ما تطرحه النقابة من أفكار وآراء".
وختم:"نشكر لكم حضوركم جميعا، وللزميلات والزملاء عليكم بالوحدة لأنها العاصم لكم عن السقوط، والحائل دون أخذكم بالمفرق، وتذكروا ما قاله الشاعر القديم: أصابع يد المرء في العدّ خمسة / لكنها في مقبض السيف واحد".
بدوره، شدد جنون على "أهمية الدور الإعلامي في مركز لبنان التطوعي الذي يشمل لجان عديدة واهمها لجنة الإعلام لإنه السبيل الوحيد والأساسي في التغطيات الإخبارية، وغالبا ما تكون واضحة وصريحة"، واشاد بـ"التعاون مع نقابة المحررين في تنظيم هذا المؤتمر للإضاءة على محاور إعلامية من قبل اختصاصيين واعلام كبار الذين يتناولون شتى المواضيع الإعلامية".
وقال:"الإعلام نعتبره اليوم، متطوع لأجل إيصال الصورة والمعلومة، وهو على الدوام في دائرة الخطر ويضحي من نفسه وأسرته لتغطية حدث بطريقة عملية وصحيحة، وهناك شهداء وجرحى من الصحافيين سقطوا لأنهم قالو الحقيقة والصورة الواضحة للناس ".
ثم قدمت مداخلات من الإعلاميين المحاضرين في المؤتمر .
____________. متابعة. === عايدة حسيني