مهرجان الدوحة السينمائي يكرّم جمال سليمان والإيرانية كلشيفتة فراهاني

مهرجان الدوحة السينمائي يكرّم جمال سليمان والإيرانية كلشيفتة فراهاني

   يواصل مهرجان الدوحة السينمائي الدولي، الذي إنطلقت فعالياته في 20 نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه، بمشاركة واسعة من صناع السينما وضيوف من مختلف دول العالم. وشهد حفل إفتتاح المهرجان تكريم الممثل السوري جمال سليمان بمنحه جائزة التميز الفني، وقد عبّر خلال حفل التكريم عن امتنانه المفاجئ للجائزة، موضحا أنه حضر بصفته عضو لجنة تحكيم فقط. وقال سليمان إن السينما هي "فن سرد الحكايات"، الذي يتيح لنا استعادة ما مرّ بنا من أحداث وتجارب.

   كما حصلت الممثلة الإيرانية كلشيفته فراهاني على الجائزة نفسها، وأكدت في كلمتها أن الشرق الأوسط، رغم ما يمر به من أزمات، يظل "مركز وقلب العالم"، مشيرة إلى أن الفن والثقافة والجمال تبقى نقاط الالتقاء التي تتجاوز الاختلافات.

   ويقدم المهرجان برنامجاً يضم 97 فيلماً من 62 دولة، مما يعكس تنوعاً واضحا في التجارب والأساليب المطروحة. وقد إفتتحت عروض المهرجان بفيلم "صوت هند رجب" الذي يستعيد شهادات توثّق لحظة استشهاد الطفلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحضور الفنان وسام حمادة ووالدة الطفلة الشهيدة هند رجب والمخرجة التونسية كوثر بن هنية، إضافة إلى عدد من أفراد طواقم الهلال الأحمر الذين عاشوا تفاصيل الحادثة، وفريق عمل الفيلم. 

   وعبّرت والدة هند عن مشاعرها قائلة إن مشاركتها القصة أمام الجمهور هي محاولة لتحويل الألم إلى رسالة، معتبرة أن وصول قصة ابنتها إلى العالم هو "إشارة إلهية" كي تحمل صوت أطفال غزة الذين يعيشون تحت الحرب والظلام وغياب أبسط الحقوق. وأضافت: "أنا هنا لأكون صوتهم، ولأذكّر العالم أن طفولة غزة بحاجة إلى إنقاذ قبل أن ينطفئ آخر نور فيها".

   ووجّهت شكرها للشيخة مياسة بنت حمد ولمهرجان الدوحة السينمائي وكل القائمين على الفيلم، مشيدة باهتمام كوثر بن هنية المتواصل للتأكد من إيصال صوت ابنتها بأمانة.

   كما تحدّثت المخرجة كوثر بن هنية عن تجربتها مع الفيلم، مشيرة إلى أن الفكرة بدأت منذ اللحظة التي سمعت فيها التسجيلات الصوتية الأخيرة لهند قبل نحو عام. وأكدت أنها تواصلت مباشرة مع والدة الطفلة ومع فريق الهلال الأحمر الذين حاولوا إنقاذها، معتبرة أن حضورهم في القاعة يمنح الفيلم بعدا إنسانيا مضاعفا. وأضافت أنها شعرت بثقل المسؤولية أثناء صناعة العمل، نظرا لحساسية الموضوع وصعوبة توقيته، موجّهة الشكر إلى مؤسسة الدوحة للأفلام التي دعمت المشروع منذ خطواته الأولى. وختمت بالإشارة إلى أن المهرجان يجمع للمرة الأولى كل من كان جزءا من القصة.

   وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إختتم دورته السادسة والأربعين أيضاً بلحظة إنسانية مؤثرة، حيث عُرضت صورة الطفلة هند رجب مرفقة بتسجيل صوتها.

   وفي كلمة الختام، أوضح رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي أن الصوت الذي سمعه الجمهور هو بالفعل للطفلة الفلسطينية هند رجب من غزة، مشيرا إلى أن ما قد يبدو مشهدا دراميا ليس سوى واقع مؤلم عاشته طفلة لم تتجاوز السادسة،ظلت تستغيث طوال 3 ساعات بعد أن فقدت أسرتها كاملة برصاص الاحتلال. وأكد حسين فهمي أن ما جرى لهند يعكس حجم المأساة التي يعيشها آلاف الأطفال في غزة، وأن السينما تبقى وسيلة حيّة لحفظ الحكايات الحقيقية ومنع اختفائها، لتظل أصوات أصحابها شاهدة مهما غاب الاهتمام العالمي. كما أعرب رئيس المهرجان عن اعتزازه باختيار فيلم "صوت هند رجب" ليكون فيلم الختام هذا العام، معتبرا أنه يحمل رمزية عميقة تنسجم مع رسالة المهرجان الإنسانية.

  يذكر أن مهرجان الدوحة السينمائي يركز على تقديم أفلام تحمل طابعا إنسانيا واضحا وتتناول موضوعات جريئة في سردها، وذلك من خلال 4 مسابقات رئيسية هي: "مسابقة الأفلام الطويلة"، "مسابقة الأفلام القصيرة"، "صنع في قطر" المخصص للأفلام المحلية، إضافة إلى "مسابقة أجيال" التي تستقبل مشاركات الشباب من عمر 16 حتى 25 عامًا.

   وتضم "مسابقة الأفلام القصيرة" 20 فيلما، من بينها: الفيلم السوري "وداعا أوغاريت" للمخرج سامي بن عمار، والفيلم اللبناني "كل هذا الموت" لفادي سرياني، والفيلم العراقي "تجري من تحتها الأنهار" لعلي يحيى.. فيما تشمل "مسابقة الأفلام الطويلة" عددا من الأعمال العربية البارزة، من بينها: الفيلم الليبي "بابا والقذافي" للمخرجة جيهان العرض، فيلم "كان يا ما كان في غزة"، والفيلم العراقي "مملكة القصب"، الفيلم السوداني "ملكة القطن".

**(المصدر : الجزيرة)