تعاون بين اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو و المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

تعاون بين اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو و المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

ألكسو ومعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية 

ضمن فعاليات "منتدى الألكسو للفكر التربوي: هندسة البيئات التعليمية الجديدة بين البعد الإنساني والابتكار التكنولوجي"


احتضن مركز أبحاث معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، يوم الخميس الواقع فيه 11 كانون الأوّل ــــ ديسمبر 2025، أعمال اليوم الطويل من فعاليات "منتدى الألكسو للفكر التربوي: هندسة البيئات التعليمية الجديدة بين البعد الإنساني والابتكار التكنولوجي" الذي نظّمته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو بالتعاون والمشاركة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – ألكسو ومع الجامعة اللبنانية من خلال معهد العلوم الاجتماعية وكليتي التربية والإعلام بحضور السيدة جليلة العبيدي، ممثّلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبمشاركة 50 خبيرًا ومختصًا في حقول التعليم من لبنان وعدد من الدول العربية.

البروفسور أبو رضا

استهل رئيس مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية كلمته بالترحيب بالضيوف جميعًا بإسم رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسّام بدران وعميدة معهد العلوم الاجتماعية البروفسورة مارلين حيدر، مذكّرًا بأنّ الجامعة اللبنانية وهي الجامعة الأم والأكبر في لبنان "خرّجت منذ أكثر من سبعين عامًا كوادر ونخبًا علمية وثقافية وتربوية على امتداد العالم العربي"، فرسالتها قامت على نشر الثقافة والمعرفة والعلوم، مشيرًا إلى أنّ "الإنسان هو مركزية هذه المعرفة، من هنا يستمد معهد العلوم الاجتماعية ومركز الأبحاث في المعهد هذه الرسالة من أجل بناء معرفة قادرة على فهم المجتمع بدينامياته من خلال رصد تغيراته في إطار قراءة تنموية مستدامة".

أضاف "تركّز رسالة المركز على تحقيق انفتاح أكاديمي وخبراتي هدفه خدمة السياسات الوطنية اللبنانية أولاً والتواصل مع المجتمعات العربية ثانية، حيث يُعتبر الوطن العربي من المحيط إلى الخليج الامتداد الطبيعي للثقافة والمعرفة اللبنانية"، شارحًا مسارات المختبرات العشر التي يحتويها مركز الأبحاث، والتي تعمل من أجل تشبيك المعارف وتشاركها في إنتاج معرفة جديدة.

وختم أبو رضا كلمته مشيرًا إلى راهنية وأهمية عنوان هذا المنتدى وضرورته في آن، كونه يحدّد الأطر الجديدة في عالم التربية والمعرفة في ظل الثورة التكنولوجية الهائلة التي نواكب ونعيش.

السيّدة أميرة الصلح

أعربت الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية للتربية والعلم والثقافة لليونسكو، السيدة أميرة الصلح، عن سعادة اللجنة بهذه المشاركة التي "تجمعنا اليوم حول موضوع مهم نعيشه جميعاً: كيف نبني بيئات تعليمية جديدة تجمع بين الإنسان والتكنولوجيا بطريقة متوازنة ومفيدة". معتبرةً أنّ التحوّل الرقمي أصبح "واقعاً في مدارسنا وجامعاتنا، ومعه تظهر فرص كبيرة لتحسين التعلم، إلى جانب تحديات تحتاج إلى تفكير مشترك. دورنا اليوم هو أن نتعاون، نتبادل الخبرات، ونصوغ أفكاراً تساعد على تطوير تعليم يضع المتعلم في قلب العملية، ويستفيد من الذكاء الاصطناعي دون أن يفقد البعد الإنساني".

وشكرت السيّدة الصلح في ختام كلمتها الألكسو والجامعة اللبنانية وكل المشاركين على هذا الجهد، وتمنّت أن تخرج من هذا اللقاء توصيات عملية تساعد منظوماتنا التربوية في العالم العربي على التقدّم.

البروفسور رامي اسكندر

أشاد مدير إدارة التربية في الألكسو على أهمية هذا اللقاء في رحاب الجامعة اللبنانية، مثنيًا على متانة الشراكة مع اللجنة الوطنية اللبنانية، ومؤكّدًا على أهمية تناول الموضوعات التربوية المرتبطة بهندسة البيئات التعليمية الجديدة، بلحاظ البعد الإنساني والابتكار التكنولوجي ولا سيما في ظل التحوّلات الرقمية المتسارعة.

وأكّد اسكندر أنّ المنتدى يهدف "إلى إثراء الفكر التربوي العربي الحديث، وتبادل الخبرات والتجارب التربوية، واكتشاف الاتجاهات التربوية المعاصرة في ضوء التطوّر التكنولوجي والتحوّل الرقمي"، لافتًا إلى استراتيجية الألكسو الرامية إلى تعزيز حضورها في الوسط الجامعي العربي، وتحفيز الشراكات الأكاديمية مع الجامعات، 

وختم مدير إدارة التربية في الألكسو بالإعراب عن تطلّعاته بأن تخرج توصيات هذا المنتدى بمنطلقات لإرساء قواعد تعمل على إنتاج معرفة تطبيقية تساعد على بناء سياسات تعليمية مبتكرة وإنسانية، مستفيدة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية دون أن تفقد بعدها القيمي والإنساني.

ورش عمل المنتدى

توزّعت أعمال المنتدى على ثلاث جلسات، وتولّى تأطيرها عدد من الخبراء من لبنان ومصر وتونس والجزائر، واحتوت الجلسات المحاور التالية:

I. جلسة العمل الأولى، وتضمّنت المحاور:

‒ هندسة البيئات التعليمية في ظل التحول الرقمي: من المدرسة التقليدية إلى المدرسة الذكية، أطّرها الأستاذ الدكتور جيلبر صوما، من كلّية التربية في الجامعة اللبنانية. 

‒ تعزيز الأبعاد الإنسانية في الفضاء التربوي الرقمي أمام تحديات الذكاء الاصطناعي، من تأطير الأستاذ الدكتور بوزيد بومدين، من الجامعة الجزائرية.  

II. جلسة العمل الثانية، وتضمّنت المحاور:

‒ الذكاء الاصطناعي شريكًا: نحو تعليم متطوّر شخصي وإنساني، أطّرتها الأستاذة الدكتورة أمل نصر الدين، من جامعة عين شمس، مصر.                           

‒ الإدماج الرقمي في التعليم الجامعي : نحو تجربة تعلّم ذكية ودامجة، أطّرتها الأستاذة الدكتورة عزة تمسك الباهي، من معهد الدراسات العليا التجارية بقرطاج، تونس.

‒ الإدماج الرقمي في التعليم الجامعي : نحو تجربة تعلّم ذكية ودامجة، أطّرها الأستاذ الدكتور غسّان مراد، من كلّية الإعلام في الجامعة اللبنانية.

III. جلسة العمل الثالثة، وتضمّنت محور:

‒ نحو تربية دامجة ومستدامة، أطّرتها الدكتورة ليلى شمس الدين، من معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وتناولت توجّهات مستقبلية للتعليم في الدول العربية.

تجدر الإشارة إلى أهمية النقاشات بين المشاركين من أساتذة وطلاّب دراسات عليا والتي تخلّلت الجلسات، حيث قدّمت طروحات وإشكاليات، أغنت أعمال المنتدى الذي اختتم يومه الطويل بتوزيع شهادات المشاركة على الحضور. ________. متابعة === عايدة حسيني