حلفاء “الحزب” يتوجّسون من عودة العلاقة مع باسيل

حلفاء “الحزب” يتوجّسون من عودة العلاقة مع باسيل

الكاتب: جاد ح. فياض | المصدر: النهار

9 آب 2023


تراقب الأطراف السياسية، كلّ من موقعه، المحادثات الجارية بين “حزب الله” والتيار “الوطني الحر”، بعد التباينات العميقة التي حصلت، في ظلّ توجّس قوى المعارضة من التواصل الجاري على اعتبار أن مصلحتها تكمن في استمرار الخلاف بين الطرفين، في الوقت الذي تنظر بعض قوى الممانعة الحليفة لـ”حزب الله” بقلق إلى المسار بين “التيار” و”الحزب”.

لم يحرق جبران باسيل “كارت” سليمان فرنجية، بل شنّ الحملات السياسية ضده، وضدّ داعميه، من أجل تحصيل أكبر قدر من المكاسب، خصوصاً أنّه يعلم أن فُرصَ خلافته (أي باسيل) لميشال عون في بعبدا معدومة حالياً.

في الأسبوع الماضي، طرح باسيل شرطين كثمن للقبول بفرنجية هما: إقرار قانوني اللامركزية الموسّعة، والصندوق الائتماني، وجدّد الحديث عنهما في كلامه اليوم.

على المقلب نفسه، ينظر حليفا “الحزب”، حركة “أمل” وتيار “المردة”، بدورهما بقلق إلى استعادة الحزب العلاقة مع باسيل، ويرقبان الأثمان التي سيدفعها تحالف الممانعة لـ”الوطني الحر” من أجل دعم ترشيح فرنجية الرئاسي، ومنها مثلاً – ربما – وعد بوصوله إلى بعبدا بعد 6 سنوات، إضافة إلى وعد بإقرار اللامركزية المالية، إلى أخرى مرتبطة بالتسميات الوزارية والتعيينات في حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش وغيرها من المواقع.

من هنا، الهواجس كبيرة لدى المردة وأمل، وفق ما يصفها لاعبون سياسيون.

على ضفة “الحركة” ورئيسها نبيه بري، الذي انتظر بالثواني والدقائق انتهاء عهد ميشال عون، وكان من المباركين بالسرّ للنكسات السياسية التي تعرّض لها باسيل منذ انتخابات 2022 حتى اليوم، لا يحبّذ كثيراً مسألة فكّ عزلة باسيل أو تعويمه سياسياً، إذ يكفي ما فعلاه في الانتخابات من رصيد شعبيّ لتكبير كتلته.

وتجيب مصادر حركة “أمل” عن احتمال عودة العلاقة بين “التيار” و”الحزب” مستعينةً بجملة قالها برّي قبل أيام، “فلننتظر ونر نتيجة الحوار”، وتُذكّر بشعار عاشوراء الذي تمّ اعتماده هذا العام، “وما بدّلنا”، لتُشير إلى أن موقف الحركة من باسيل ما تبدّل سواء اتفق مع “حزب الله” أم لم يتفق.

وفي حديث لـ”النهار”، تقول المصادر إن “لا مشكلة لدينا في عودة العلاقة بين الطرفين إلى سابق عهدها، لكن ما يهمّنا من اللقاءات الثنائية الحاصلة بينهما هو الذهاب نحو إيجابيات، والوصول إلى حوار شامل، وبعده إلى اتفاق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي؛ أما العلاقة بين “التيار” و”الحزب” والاختلافات بينهما فهي شأنهما”.

ورداً على سؤال حول تنسيق “حزب الله” مع “أمل” بشأن عودة العلاقة مع “التيار”، تلفت المصادر إلى أن “لا داعيَ لأن يكون هناك تنسيق بين الطرفين، فالحركة كيان سياسيّ مستقلّ، وكذلك “حزب الله”، وما يعنينا هو نتائج الحوار”.

أما عن احتمال وعد “حزب الله” باسيل برئاسة الجمهورية في العهد المقبل، وعودة “الوطني الحر” أقوى في حال نجاح الحوار مع “الحزب”، فإن مصادر “أمل” تُفضّل عدم استباق النتائج وانتظار لون الدخان الذي سيتصاعد من اللقاءات الثنائية، والتي لم يتجاوز عددها الثلاثة أو الأربعة وفق المصادر، وتقول إن “الطرفين لم يُعلنا بعد عن أيّ اتفاق للبحث في البنود”.

ما يعني حركة “أمل” من الحوار الحاصل هو استقطاب باسيل إلى معسكر فريق الممانعة الرئاسيّ، وفي الوقت نفسه عدم منح رئيس “الوطني الحر” مكاسب سياسية تُعيده إلى مواقع القوّة بعدما كان خسر من الرصيد ما يكفي لتراجع مكانته في الساحة المحليّة والدوليّة، وقد يكون ما قاله برّي أفضل تعبير، “فلننتظر ونرَ نتيجة الحوار”.