المقال خاص الموقع وحقوق النشر محفوظة

كيف يواجه العرب تحديات العصر : احمد المرعي

تتسارع الاحداث لبنانيا وعربيا ودوليا وتكاد تكون متشابكة نظرا لان الصراع الدولي ينعكس على الساحات الاقليمية والوطنية

فالصراع الدائر في اوكرانيا له ابعاد سترسم معالم العالم الجديد بالاضافة الى المنظومات الدولية ذات البعد الاقتصادي منها مجموعة العشرين ومنظومة البركس ومحاولات الخروج من النظم الاقتصادية والنقدية القديمة والصراع الدائر حول مصادر الطاقة والتحولات الاقتصادية الكبرى

كل هذا الصراع المحتدم سيكون له انعكاس على الحياة العامة و لن تستطيع اي امة ان تحافظ على وجودها واستقرارها دون ان تتوحد وتتماسك لمواجهة اعاصير تلك المتغيرات وما تنتجه هذه الازمات من نتائج

اننا في عالم متغير لا يحترم الا الاقوياء المحافظين على سيادتهم واستقلالهم وثرواتهم الوطنية وتسخيرها في خدمة التنمية  وتضع حدا لاستنزاف ثرواتها من قبل شعوب اخرى كما يحدث في منطقتنا من استغلال لثروة النفط والغاز وما يحصل في افريقيا من امتصاص مناجم الذهب والالماز والاخشاب لتصبح تلك الثروات في خدمة المجتمعات الغربية ، ىالى جانب ضرورة الخلاص من الدولار الاميركي يتطلب وعيا وطنيا وقرار مستقلا كي لا تتمكن الولايات المتحدة الاميركية من سرقة ثروات العالم التي تباع كلها بالعملة الاميركية غير المغطاة بالذهب وهي سرقة موصوفة لثروات الامم والشعوب تحميها الاساطيل التي تجوب البحار والمحيطات لاخضاع الارادات الوطنية للارادة الاميركية

انها حقائق المرحلة الراهنة يقتضي ان نكتشف كأمة معالم مواجهة تحديات العصر وما يمليه من ضرورة وحدة مكونات الامة للمحافظة على سيادة قرارها السياسي والاقتصادي المستقل.

انه تحد البقاء بين ان نكون او لا نكون، فهذا الصراع بين الشعوب والامم على من يمتلك الثروات التي يتمحور حولها الصراع وهي الطاقة والغذاء والمياه والسيطرة على الفضاء ، انها معالم يقتضي ان يدركها العرب لصيانه المجتمع العربي واستقلاله بعيدا عن السيطرة الخارجية.

هذا ما حمله الرئيس جمال عبد الناصر من مشروع حضاري عربي مستقل ، ونحن على ابواب ذكرى وفاته لا بد ان ندرك معاني ومفاهيم القيم الوطنية والقومية التي حملها هذا القائد العربي الكبير ، فلو ادركت الامة قيمة هذا المشروع لاستطاعت مواجهة الاعاصير الدولية والاقليمية ورسم دور للامة في انتاج نظام عالمي جديد.