افتتاح أعمال مؤتمر الأمم_المتحدة للمناخ "كوب28" رسميًا في دبي وترقُّب قرارات بشأن التخلي عن الوقود الأحفوري

افتُتحت رسميًا اليوم في دبي أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب28" الذي يُفترض أن يدفع باتجاه خفض أسرع لانبعاثات غازات الدفيئة والتخلي عن الوقود الأحفوري.
وسلّم رئيس كوب27 وزير الخارجية المصري سامح شكري رئاسة المؤتمر إلى الإماراتي سلطان الجابر. وقد دعا شكري في مستهل المؤتمر إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح "جميع المدنيين الذين قُتلوا" في غزة
ودعا الجابر إلى عدم حذف "أي موضوع" في النصوص التي سيتم التفاوض بشأنها على مدار أسبوعين بين وفود من نحو 200 دولة.
وقال "نحن بحاجة إلى التأكد من إدراج دور الوقود الأحفوري. أعلم أن هناك آراء قوية حيال فكرة إدراج صيغ بشأن الطاقة الأحفورية والمتجددة في النص التفاوضي".
من جهته، دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتّحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سايمن ستيل العالم إلى الدخول في "المرحلة النهائية من عصر الوقود الأحفوري كما نعرفه"، خلال افتتاح مؤتمر المناخ كوب28 في دبي.
وقال متوجهًا لقادة العالم المشاركين في المؤتمر الذي ستركز مناقشاته على مستقبل النفط والغاز والفحم: "إذا لم نعط إشارة انطلاق المرحلة النهائية من العصر الأحفوري كما نعرفه، فإننا سنكون نعد أنفسنا لانحدار نهائي".
وقد توقعت الأمم المتحدة أن يكون العام 2023 أكثر السنوات حرًا مع تسجيله سلسلة من المستويات القياسية تبرز الحاجة الملحة إلى التحرك لمكافحة الاضطرابات المناخية.
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس "بلغت غازات الدفيئة مستويات قياسية. درجات الحرارة تحطم المستويات القياسية. ومستوى مياه البحر عند مستوى قياسي أيضا ولم تكن مساحة الأطواف الجليدية في انتاركتيكا يوما بهذا الضعف".
وفي تفاصيل المؤتمر، تستضيف الإمارات، الدولة الخليجية النفطية، اعتبارًا من اليوم، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب28" ، الذي يُفترض أن يدفع الدول إلى تسريع وتيرة الانتقال لمصادر الطاقة النظيفة.
ويتحوّل موقع معرض "إكسبو 2020" الدولي، الواقع عند أبواب الصحراء في إمارة دبي، على مدى أسبوعين إلى قلب نابض بدبلوماسية المناخ، إذ تأمل الإمارات وكذلك الأمم المتحدة في عقد مؤتمر تاريخي بقدر مؤتمر باريس عام 2015 عندما تعهّدت الدول حصر الاحترار المناخي بأقلّ من درجتين مئويتين مقارنة بمستويات الحرارة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.
وهذه المرة الثانية التي تستضيف فيها دولة خليجية مؤتمر المناخ، بعد قطر عام 2012. وعادةً تُعقد مؤتمرات الأمم المتحدة للمناخ كل عام في قارة مختلفة. وقبل عامين، رشّحت دول منطقة آسيا-المحيط الهادئ بالإجماع الإمارات لاستضافة هذا المؤتمر.
وقد يصدر القرار الأول في المؤتمر اليوم، مع تبني خلال جلسة عامة تنفيذ قرار إنشاء الصندوق الجديد للخسائر والأضرار الذي تمّ إقراره في كوب27 عقب مفاوضات شاقة بين دول الشمال ودول الجنوب، وذلك للتعويض على الدول الأكثر تضررًا من تغيّر المناخ. وسيتيح هذا القرار في اليوم الأول من المؤتمر، للمندوبين التركيز على معارك أخرى، بدءًا من الوقود الأحفوري.
وصباحاً، بدأ آلاف المشاركين الوصول إلى موقع إقامة المؤتمر في أجواء هادئة، بدون تظاهرات حتى الساعة.
ومُنحت اعتمادات لأكثر من 97 ألف شخص (وفود ووسائل إعلام ومنظمات غير حكومية ومجموعات ضغط ومنظمون وعاملون فنيون...)، أي ضعف العدد الذي سُجّل العام الماضي. ويُتوقع حضور نحو 180 رئيس دولة وحكومية بحلول 12 كانون الأول/ديسمبر، موعد انتهاء المؤتمر، بحسب المنظمين. لكن غالبًا ما يتمّ تمديده ليوم أو يومين.