مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية يستعرض اليوم العلاقة بين الصحة والدراما السينمائية
تقام اليوم ضمن فعاليات اليوم الثالث، للدورة الرابعة لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية” برئاسة الناقد والكاتب د. ياسر المحب، جلسة نقاشية بعنوان “الصحة والدراما السينمائية.
أفاق من التكامل والتنمية في الجمهورية الجديدة” ، يحاضر فيها عدد من نجوم الفن.
وتأتي هذه الجلسة ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بداية جديدة لبناء الانسان المصري، من أجل رفع التوعية الصحية والعلاجية وتوفير حياة صحية آمنة ومستقرة لجموع المواطنين، وتقام الجلسة في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية.
وكانت قد أقيمت مساء أمس جلسة نقاشية عن الذكاء الاصطناعي تحت عنوان”الذكاء الاصطناعي ومستقبل السينما في مصر والعالم الفرنكوفوني”، أدارها المخرج احمد عبدالعليم، وحاضر فيها د. وائل بدوي، ود. نسرين عبدالعزيز ومخرج فيلم الافتتاح المهندس احمد شوقي بحضور عدد من المهتمين بالسينما الفرنكوفونية .
واهتم المهرجان بشكل كبير بمستقبل العالم في ظل الذكاء الاصطناعي وخطورة استخدامه، وتحت شعار” اهلا بكم في المستقبل” قدم المهرجان نموذج ” مستر فرنكوفوني” الذى اهتم الحضور بالتقاط الصور التذكارية معه، ليؤكد على تأثير هذه التقنية الحديثة على الدراما والسينما.
وقالت الدكتورة: نسرين عبدالعزيز استاذ الإعلام والدراما المساعد بأكاديمية الشروق، أن الدراما المصرية تعد واحدة من أقوى أنواع الدراما على مستوى العالم، حيث تمتاز بجوهرها العاطفي وقدرتها على التأثير في الجمهور، في الآونة الأخيرة، بدأت بعض الأعمال الدرامية تتناول موضوع الذكاء الاصطناعي (AI)، مما يفتح المجال لتوظيف هذه التقنية في الصناعة الدرامية دون المساس بالإبداع البشري أو تطور القدرات الإنسانية، على العكس يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة تدعم العمل الفني وتزيد من جودته، شرط أن يكون تحت إشراف الجهود البشرية.
وأضافت، أن العديد من المبدعين في مجال الدراما بدأوا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم أعمالهم، خاصة في مجالات مثل المكياج الافتراضي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد شباب الممثلين أو يغير ملامحهم لتتناسب مع متطلبات العمل، وهو ما شه.
دناه في بعض الأعمال التي لاقت استحسانًا واسعًا، كما حدث في أعمال مثل “جعفر العمدة”، حيث تم استخدام الذكاء الاصطناعي لإضفاء مظهر أصغر سناً على بعض الشخصيات، مما جعل الأداء أكثر مصداقية.
لكن في الوقت ذاته، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الإبداع البشري أو الجهد البشري في بناء القصة أو تقديم أداء تمثيلي متميز لذلك، يبقى من المهم أن يواصل العاملون في صناعة الدراما، من مخرجين وممثلين وفنيين، تطوير مهاراتهم في استخدام هذه التقنيات بما يتوافق مع مهنية الفن الدرامي، لابد من تقديم دورات تدريبية لتعليم هذه التقنيات ودمجها بذكاء في صناعة الدراما.
كما أشار الدكتور وائل بدوي رئيس قسم علوم البيانات فى كلية الذكاء الاصطناعي بالجامعة المصرية الروسية، إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس ظاهرة جديدة في عالم التكنولوجيا أو السينما، فقد شهدنا منذ أكثر من 101 عام أفلامًا كرتونية تم إنتاجها باستخدام تقنيات مبكرة تشبه الذكاء الاصطناعي، كما أن الذكاء الاصطناعي كان موجودًا في مصر منذ التسعينات في مجالات عدة، مثل الموشن جرافيك، التي تعتبر من التقنيات القديمة في مجال الإنتاج الفني.
ويؤكد الدكتور بدوي أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تعلم الآلة وفهم الصوت، وأن هناك العديد من الكتب التي تم ترجمتها إلى 15 لغة تشرح كيفية التعامل مع هذه التقنية، لكن الأهم من ذلك أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يعمل بشكل مستقل تمامًا من دون التدخل البشري.
المخرج السينمائي أشرف فايق تحدث عن تطور الذكاء الاصطناعي في السينما المصرية وكيف بدأ يظهر في أفلام قديمة مثل “طاقية الإخفاء”، مشيرًا إلى أنه في فيلم “اللمبي 8 جيجا”الذى قام بإخراجه، تم تقديم فكرة دخول الذكاء الاصطناعي إلى جسم الإنسان عبر شريحة إلكترونية، وهو أمر تم طرحه بطريقة كوميدية، لكن في الواقع، هو فكرة خطيرة جدًا على البشرية، يشير المخرج إلى أننا ما زلنا في مرحلة اكتشاف مدى تأثير هذه التقنية وكيف ستتطور في المستقبل.
ويؤكد المخرج أن الهدف من فيلم “اللمبي 8 جيجا” كان تسليط الضوء على فكرة “ماذا لو” وتقديم لمحة عن العالم الذي قد نعيشه إذا كان بإمكاننا معرفة الغيب، ورغم أن الفيلم لم يصل إلى النتائج التي كان يأمل في تحقيقها، إلا أنه ساهم في تحفيز التفكير حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي.
واستضاف المهرجان المهندس، أحمد شوقي -خبير ذكاء اصطناعي-، الذى أخرج فيلم افتتاح المهرجان مصنوعا بالذكاء الاصطناعي، معبر عن سعادته وشك. ره لادارة المهرجان التي اتاحت له فرصة تنفيذ هذه الفكرة ، وأكد أن ai جزءًا من واقعنا ولا يمكن إنكار تأثيره المتزايد في حياتنا اليومية، حتى وإن كانت بعض التطبيقات، مثل الإعلانات، قد تتم من دون حضور أو مشاركة أصحابها. لقد وصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة متقدمة جدًا، مما يثبت أنه أصبح أمرًا واقعًا نعيشه الآن.
مشيرًا إلى أن هذه التقنية أصبحت جزءًا أساسيًا من المهرجانات العالمية، حيث يتم استخدام نماذج مختلفة من الذكاء الاصطناعي في تخصصات متعددة، مثل إنشاء الصوت والصور واللغة، كيف تم استخدام الذكاء الاصطناعي في السيناريوات، حيث تبادل الأفكار مع الآلة وأتاح ذلك إمكانية خلق محتوى مبتكر، كما يوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في العديد من الأدوات الأخرى، مثل النصوص الكتابية، بل ويمكنه التفاعل مع الأشخاص عبر الصوت والحوار.
علق د. ياسر محب، رئيس المهرجان حول اختيار مصطلح” اهلا بكم في المستقبل” ليكون محوراً للمهرجان حول أثر الذكاء الاصطناعي في صناعة السينما، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة هامة نحو المستقبل، حيث أن صناعة السينما تتطور بسرعة هائلة، ماذا لو دخلنا جميعًا في عالم الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تقبلنا له في مجالات متعددة مثل المهن المختلفة، البنوك، والدراما، لكنه يرى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن هو أمر مختلف تمامًا، ولابد ان يتم حصره من خلال القوانين التي تحمى العنصر البشري، مشيرا الا انه لم يمكن الاستغناء عن العنصر البشري.
وأشار د. ياسر محب إلى أنه فكر في استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة شخصيات جديدة، مع التأكيد على أن العنصر البشري هو الأساس في ابتكار هذه التقنيات، وقد تواصل مع المهندس أحمد شوقي لعرض فكرته، وقرر عدم محاولة تجسيد شخصيات عامة معروفة باستخدام الذكاء الاصطناعي بعدها، بدأ التفكير في صنع بعض الشخصيات من دول متعددة واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأليف القصص والحوارات، بهدف خلق شيء بعيد عن الكارتون، وله انطباعات مختلفة ومتنوعة.
ويطمح د. ياسر محب لتقديم محتوى سينمائي مبتكر وهادف، يعتمد على الذكاء الاصطناعي بطريقة لا تقتصر على التقليدية أو التكرار، بل يسعى لاستكشاف آفاق جديدة في عالم الفن والإبداع.
وعرض ضمن الفعاليات فيلم “رع” بالذكاء الاصطناعي، والذي حقق ردود فعل كبيرة، حيث يحكي عن الحضارة المصرية القديمة في مجموعة وثائقيات متنوعة، وحقق 3 مليون مشاهده في يوم وتم تقديمه بعدة لغات.
وعرض. فيلم اخر عن البيئة بطريقة الذكاء الاصطناعي، ضمن مسابقة gen z.
يذكر أن المهرجان شهد خلال يومه الثاني العديد من العروض السينمائية بينها ” موزع البريد”،و”فرصة تانية ” ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، والفيلم الوثائقي المصري الطويل “دبكة” للمخرجة ألفت عثمان.