نوبات العمل الليلية تهلك أجسادنا

نوبات العمل الليلية تهلك أجسادنا


   يعمل ملايين الناس حول العالم ليلاً. وربما تكون الإحصاءات الرسمية قليلة، لكن وفقاً لدراسة أجرتها جامعة برنستون، فإن ما يقدر بنسبة 7ـ 15 في المئة من القوى العاملة في الدول الصناعية تعمل بشكل من أشكال العمل الليلي، رغم تصنيف منظمة الصحة العالمية للعمل الليلي كمسبب محتمل للسرطان، نظراً لاضطراب إيقاع الساعة البيولوجية.

   يشرح راسل فوستر، الأستاذ في مجال النوم بجامعة أوكسفورد "إن تجاوز هذه الساعة البيولوجية يجعلك تنشط محور التوتر لديك، وهي الطريقة التي يتفاعل بها جسمك في حالة القتال أو الطيران". ويقول: "إننا نضخ الغلوكوز إلى الدورة الدموية، ونزيد من ضغط الدم، ونزيد من التأهب للتعامل مع التهديد المحتمل. ويحذرمن أن مستويات التوتر المستدامة يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل داء السكري من النوع الثاني. كما يمكن للتوتر أيضاً أن يضغط على جهاز المناعة، مما قد يشكل أساساً لارتفاع معدلات سرطان القولون وسرطان الثدي".

   ويؤثر الحرمان من النوم عليك على المدى القصير أيضاً. والتأثير الأكثر وضوحاً هو التعب. والفشل في تلقي المعلومات بشكل صحيح، والفشل في التقاط الإشارات الاجتماعية، وفقدان التعاطف، كلها أعراض للحرمان من النوم. وهناك أبحاث تشير إلى أن استهلاك الكربوهيدرات يمكن أن يرتفع بنسبة 30 ـ 40 في المئة بعد أربعة أو خمسة أيام فقط من قلة النوم، نظراً لارتفاع مستوى هرمون يسمى غريلين يجعلنا نشعر بالجوع، ويشجعنا على تناول السكر والكربوهيدرات.