مهرجان "كان" يفتتح الليلة بحضور كبار نجوم هوليوود ويرفع شعار "لا للتعري"

مهرجان "كان" يفتتح الليلة بحضور كبار نجوم هوليوود ويرفع شعار "لا للتعري"


   تنطلق مساء اليوم فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي العريق ، بدورته الـ78، وتمتد بين 13 و24 مايو/ أيار الجاري، ويرجح النقاد ان تكون هذه الدورة أكثر بريقاً من المعتاد، حيث تتجه نخبة من مواهب هوليوود إلى "كوت دازور" للقاء كبار نجوم السينما العالمية. كما تشير جميع الدلائل إلى عام حافل لمهرجان كان، بعد أداء قوي في حفل توزيع جوائز الأوسكار، حيث يصطف صناع الأفلام للصعود على السجادة الحمراء.

   وأعلنت إدارة مهرجان "كان" شرطاً جديداً لظهور النجوم على السجادة الحمراء، وهو منع التعري، وذلك قبل 24 ساعة من انطلاقه.. في حين لم يُعتمد التعري سابقاً في المهرجان، حدّث مهرجان كان سياسة الملابس عشية دورته الثامنة والسبعين لتنص على أن "العري ممنوع على السجادة الحمراء، وكذلك في أي ركن آخر من المهرجان". وأثار هذا القرار إهتماماً واسع النطاق (الاثنين) بسبب الاتجاه الأخير نحو الفساتين الشفافة و"العارية"، مثل ظهور بيانكا سينسوري في حفل توزيع جوائز غرامي. وجاء في بيان توضيحي للأمر:"ليس الهدف تنظيم الملابس بحد ذاتها، بل منع التعري الكامل على السجادة الحمراء، بما يتوافق مع الإطار المؤسسي للحدث والقانون الفرنسي".. كما أشار المهرجان إلى أن "الملابس الضخمة، وخاصة تلك ذات المؤخرة الكبيرة، التي تعيق حركة الضيوف وتُعقّد الجلوس في المسرح، غير مسموح بها".

  وفي العودة الى تفاصيل المهرجان ، الذي تمتد فعالياته على مدى 12 يوماً ، يُعد الحضور الأميركي في المهرجان كبيراً، حيث يعود توم كروز إلى مهرجان كان بعد 3 سنوات من فيلم "Top Gun: Maverick" بفيلم "Mission: Impossible – The Final Reckoning"، ويأمل بتكرار النجاح الذي حققه "Maverick" بإيرادات مليار دولار في شباك التذاكر. 

   وستُمنح "السعفة الفخرية الذهبية" للنجم الأميركي روبرت دي نيرو، نجم مهرجان كان، قبل عام من الذكرى الخمسين لفوز فيلمه " Taxi Driver" بالسعفة الذهبية. كما سيعود سبايك لي، الذي ترأس لجنة التحكيم عام 2021 بفيلم "Highest 2 Lowest"، وهو نسخة مقتبسة من فيلم "High To Low" لأكيرا كوروساوا (1963)، من بطولة دينزل واشنطن. وسيُعرض فيلم سبايك لي خارج المنافسة إلى جانب الفيلم الكوميدي "Honey Don’t" لإيثان كوين، وهو الجزء الثاني من فيلمه "Drive Away Dolls" الصادر العام الماضي، وهو ثاني أفلامه ضمن ما يُسمى "ثلاثية أفلام الدرجة الثانية". ويعتبر عدم تنافس هؤلاء النجوم الكبار في كان على السعفة الذهبية مؤشرًا على صحة المهرجان.

  وسيتنافس على أرفع جوائز مهرجان كان هذا العام الأخوان البلجيكيان داردين، الحائزان على جائزة السعفة الذهبية مرتين، عن فيلم "Young Mothers"، والأوكراني سيرغي لوزنيتسا عن فيلم "Two Prosecutors"، والاسكتلندية لين رامزي، والتي تُشارك في بطولة فيلمها المُقتبس عن رواية أريانا هارويتز "Die, My Love"، وجينيفر لورانس، وروبرت باتينسون.

  كما سيُشارك ويس أندرسون للمرة الرابعة في المنافسة بفيلمه "The Phoenician Scheme"، الذي يضمّ نجوم السينما بينيسيو ديل تورو، وتوم هانكس، وسكارليت جوهانسون، وويليم دافو. وغيرهم، ويتوقع أن تكون السجادة الحمراء لعرض الفيلم الأكثر تألقًا في المهرجان. كما يعود يواكيم ترير، الذي ارتقى في صفوف مهرجان كان هذا العام إلى العمل مع البطلة ريناتي رينسفي في فيلم "Sentimental Value" المرتقب للغاية، والذي يشارك في بطولته أيضًا ستيلان سكارسغارد. 

   وكذلك المخرج الإيراني جعفر بناهي، الذي ينافس بفيلم "A Simple Accident"، وهو تكملة لفيلمه "No Bears" الصادر عام 2022، والذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي.

   وأيضًا ملكة الأفلام المستقلة الأميركية كيلي ريتشاردت، في عرض أوّل لفيلمها "The Mastermind"، من بطولة جوش أوكونور، الذي يلعب دور البطولة في فيلمين يتنافسان في المسابقة، والفيلم الآخر هو "The History of Sound"، للمخرج الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس بمشاركة المخرج بول ميسكال.

   وهيرمانوس واحد من مجموعة من المخرجين الجدد في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام ، ومن بينهم الإسبانية كارلا سيمون، بفيلمها "Romería"، والألمانية ماشا شيلينسكي من خلال فيلمها "Sound of Falling"، ويتتبع أربعة أجيال من النساء جمعتهم الصدمات، وأثار ضجة كبيرة لأشهر قبل انطلاق المهرجان، وهو ما يزيد من أهميته نظرًا لغياب مخرجته عن الساحة الفنية.

   وريتشاردت، ورامزي، وسيمون، وشيلينسكي هنّ 4 من بين 7 مخرجات مرشحات لجائزة السعفة الذهبية هذا العام، وهو ما يمثل ثلث إجمالي جوائز المسابقة، إلى جانب جوليا دوكورناو التي فازت بالسعفة الذهبية عن فيلمها "Titane" في عام 2021، وتعود هذا العام بفيلم "Alpha"، وهو فيلم رعب يُقال إنه يتناول موضوعات الجسد، ووباء الإيدز.

   ويُقدّم آري أستر مشاركته الأولى في مهرجان كان بفيلم "Eddington"، ويحمل الفيلم ملصقًا يُلمّح إلى أزمة الإيدز في ثمانينيات القرن الماضي، ويُشاع أن أحداثه تدور خلال جائحة كوفيد-19، ويتعاون فيه مجددًامع خواكين فينيكس.

   وتترأس لجنة تحكيم "السعفة الذهبية"؛ الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وتضم: الممثلة الأمريكية هالي بيري،الممثل الأمريكي جيرمي سترونغ، الممثلة الإيطالية ألبا رورواشر, المخرجة الهندية بايال كاباديا، المخرج المكسيكي كارلوس ريغاداس, المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، المخرج الكونغولي ديودو حمادي, والكاتبة الفرنسية ليلى سليماني. وتحكّم اللجنة بين 22 فيلمًا متنافسًا.

   وفي أماكن أخرى من المهرجان، يقف الممثلون خلف الكاميرا، ففي فئة "نظرة ما" للمخرجين الصاعدين، تُخرج كريستين ستيوارت فيلم "The Chronology of Water" للمخرجة إيموجين بوتس، وهو مُقتبس من مذكرات ليديا يوكنافيتش.

   أما فيلم "Eleanor The Great" للمخرجة سكارليت جوهانسون، فيشارك فيه جون سكويب، بينما يكتب ويخرج هاريس ديكنسون فيلم "Urchin" الذي تدور أحداثه في شوارع لندن.

   ومن الأفلام اللافتة في فئة "نظرة ما"؛ الفيلم المثير "My Father’s Shadow"، الذي يُعتقد أنه أول فيلم نيجيري يُشارك في الاختيار الرسمي لمهرجان كان.

   و يُعرض فيلم "Put Your Soul On Your Hand And Walk" للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي في قسم "ACID"، ويُسلّط الضوء على مخرجة الأفلام الوثائقية الحربية فاطمة حسونة. ويُنظر إلى الفيلم الآن من منظور جديد بعد مقتل حسونة، التي غطّت الصراع على أرض الواقع في غزة، في غارة إسرائيلية في اليوم التالي لإعلان المهرجان عن برنامجه.

   وهناك أيضًا جانبٌ من الواقعية خلف الكواليس. فبعد العروض الأولى، من المرجح أن يُناقش سوق الأفلام المزدحم في كان ما إذا كان إعلان الرئيس دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية على الأفلام "المنتجة في الخارج" سيُطبّق - وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يُمكن تطبيقه.