الباروك الفريديس تَفتَح أبوابها للإعلام: جولة بين إرث التاريخ وَسِحر الطبيعة وكَرَم الضِّيافة الشوفيَّة

نظَّمَت بلدية الباروك – الفريديس، برئاسة الدكتور فادي محمود، وبالتنسيق مع مسؤول العلاقات العامة الأستاذ بيار حدَّاد وأعضاء المجلس البلدي، وبدعم من شباب وشرطة البلدية، جولة تعريفيَّة ميدانيَّة لوفد من الإعلاميين، هَدَفَت إلى إبراز المُقوِّمات الطبيعية والثقافية والإنمائية التي تزخَر بها هذه البلدة الشوفيَّة العريقة، وتسليط الضَّوء على إرثِها البيئي والتاريخي الذي يُشَكِّل جزءًا أصيلًا من هُويَّة الجبل اللبناني.
استُهِلَّت الجولة بزيارة إلى مستوصف الباروك، الذي يُشكِّل نقطة طبِّية أساسية لخدمة أبناء البلدة والجوار، ويُعَدّ من المراكز الصحية الحيوية في المنطقة.
بعدها، انتقل الوفد إلى حديقة “ياسمينا”، التي يملِكُها السيِّد هادي العنيسي، حيثُ كان في استقبالهم أصحاب الحديقة، وقُدِّمَت للضُّيوف ترويقة شوفية تقليدية عَكَسَت كرم الضِّيافة المعروف في المنطقة، واستمتَعَ الحاضِرون بِجمالِ الطبيعة الخلَّابة والمِساحات الخضراء التي تُزيِّن الحديقة، في مَشهَدٍ يُجَسِّد روح البيئة الشوفية الهادِئة وأصالَة الضِّيافة الجبليَّة.
وكانت المحطَّة التالية عند ضريح الشَّاعر رشيد نخلة، مُؤلِّف النشيد الوطني اللبناني، حيثُ أُتيحَ للإعلاميين الاطِّلاع على الأرشيف الغنيّ الذي يحفَظ بين جُدرانِه صُوَرًا وكُتبًا تُؤرِّخ لِحَقَباتٍ مِفصليَّة من مسيرة لبنان الثقافية والوطنية.
كما شَمَلَت الجولة زيارة إلى مبنى البلدية والاطِّلاع على المشاريع والخدمات الإنمائية التي تُنَفَّذ لخدمة أبناء البلدة. تَلَتها محطَّة عند مُؤسَّسة المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوي الخيرية، التي تُجَسِّد قِيَم العطاء والعمل الاجتماعي المُتجذِّرة في هذه المنطقة.
ولم تَخْلُ الجولة من البُعد الديني، حيث زارَ الوفد كنيسة مار جرجس، إحدى المعالِم الروحية العريقة، التي تعبق بتاريخ البلدة وإرثها المسيحيّ.
ثُمَّ توَجَّهَ المُشارِكون إلى مدخل بلدة الباروك حيثُ تَقَع بوَّابة محمية أرز الشوف، إحدى أبرز المعالِم البيئية في لبنان، والتي تُجسِّد رمزًا للهُويَّة الطبيعية والوطنية، وتحمل في جذورِها حكاية الأرض وتاريخها.
وفي خُطوةٍ رمزية تُعَبِّر عن تقدير أبناء البلدة لشخصيَّاتها الثقافية والوطنية، تمَّ زرع شجرة أرز باسم الإعلامية والأديبة والكاتبة اللبنانية حَبُّوبة حدَّاد، ابنة بلدة الباروك، تخليدًا لإرثها الأدبي ودورها في رفع اسم البلدة ولبنان في المحافِل الثقافية.
واختُتِمَت الزيارة بجولة داخل أرجاء المحمية، حيثُ استمتَعَ الجميع بجمالِ غابات الأرز الشَّامِخة التي تروي بِظِلالِها العتيقة حكاية لبنان العميقة مع الطبيعة، وتُجَسِّد صُمود هذا الوطن وعلاقتِه المُتجذِّرة بأرضِه وجِبالِه.
بعد انتهاء الجولة في أرجاء المحمية، توجَّهَ الجميع لتناول طعام الغداء في مطعم “شلَّالات الباروك”، حيثُ اجتمعوا على مائِدة عامِرة بأصنافِ الضِّيافة الشوفيَّة الأصيلة، في أجواءٍ طبيعيَّة ساحِرة تتعانَق فيها خضرة الجبال مع خرير المياه المُنحَدِرة.
وأضفَت أنغام الموسيقى اللبنانية التُراثيَّة لمسة مُميَّزة على الأجواء، مُجسِّدةً أصالة المنطقة وعُمق ارتباط أهلها بإرثِهم الثقافي، في مشهد فنّي راقٍ تجلَّت فيه روح الجبل وهُويَّته الثقافية المُتجذِّرة من خلال لوحة الدبكة اللبنانية التقليديَّة.
شكَّلَت الجولة الإعلامية في الباروك – الفريديس محطَّة غنيَّة بالأبعاد الطبيعية والثقافية والاجتماعية، عَكَسَت جمال البلدة وتنوُّع إرثها، وأعادَت التأكيد على مكانَتِها كإحدى أيقونات الجبل اللبناني، حيثُ تتعانَق البيئة مع التَّاريخ،---------- متابعة === عايدة حسيني