علي لاريجاني في لبنان: هل يحمل رسائل تهديد أم تطمين؟

علي لاريجاني في لبنان: هل يحمل رسائل تهديد أم تطمين؟


 الإعلامي الأردني محمد علي الزعبي

تحطّ اليوم رحال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في بيروت، في زيارة لها دلالاتها السياسية والأمنية العميقة. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على لبنان، وتشتد الخلافات حول سلاح حz ب الله، ما يطرح تساؤلات جدية: هل تحمل الزيارة رسائل تهديد أم طمأنة للحلفاء؟


لاريجاني، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الإيرانية بعد قاسم سليماني، بدأ جولته من العراق وصولًا إلى لبنان، في خطوة تثير الكثير من التأويلات. تصريحاته في بيروت ركزت على دعم حz ب الله ورفض أي مساس بسلاحه، مؤكدًا أن الحزب يمتلك القدرة على حماية مصالح لبنان دون الحاجة إلى وصي. كما أشار إلى شعور إيران بألم الشعب اللبناني في حال تعرضه للمعاناة، ما يمكن تفسيره كرسالة دعم وطمأنة للحلفاء في الوقت نفسه.


لكن ما يزيد من حساسية الزيارة هو توقيتها، إذ تأتي في لحظة تصاعد الضغوط الدولية على لبنان بشأن نزع سلاح حz ب الله، ما يجعل من تصريحات لاريجاني بمثابة تأكيد على نفوذ إيران ورفض أي تغييرات في المعادلات الأمنية، وهو ما يمكن أن يُفهم أيضًا كتحذير موجه للخصوم من أي محاولة لتقويض هذا النفوذ.


الزيارة تحمل أكثر من رسالة، فهي من ناحية تؤكد التزام إيران بدعم حلفائها في لبنان ومواجهة الضغوط، ومن ناحية أخرى ترسل إشارات واضحة إلى المجتمع الدولي والجهات المعنية بعدم المساس بموازين القوة التي تحمي مصالح طهران وحلفائها. التوقيت والمحتوى يثيران تساؤلات كبيرة حول نوايا إيران في المرحلة المقبلة، ويضعان لبنان مرة أخرى في صلب الصراع الإقليمي المعقد.


يبقى السؤال الكبير: هل ستحمل هذه الزيارة طمأنة حقيقية للشعب اللبناني وحلفاء إيران، أم أنها ستصبح رسالة تحذير تكشف عن عمق النفوذ الإيراني والتحديات القادمة للسيادة اللبنانية؟ قراءة الأحداث القادمة ستحدد الإجابة، لكن ما لا شك فيه أن هذه الزيارة تحمل أكثر من بعد سياسي وأمني، وأن تأثيرها سيمتد على المشهد اللبناني والإقليمي في الأسابيع المقبلة.