الرئيس جوزيف عون يحمي السيادة ويرفع سقف المواجهة بقلم: ميسم حاتم حمزة

الرئيس جوزيف عون يحمي السيادة ويرفع سقف المواجهة
بقلم: ميسم حاتم حمزة
في زمنٍ تتقاطع فيه النيران على حدود الجنوب، وتتحول الأرض اللبنانية إلى مساحة اختبارٍ لميزان القوى الإقليمي، يخرج الرئيس جوزيف عون بموقفٍ واضحٍ وحاسمٍ يضع النقاط على حروف السيادة: الجيش اللبناني هو خط الدفاع الأول، والدولة هي المرجعية الوحيدة في قرار الحرب والسلم.
فمنذ اللحظة التي أُعلن فيها عن توغّلٍ إسرائيلي في الأراضي اللبنانية، تحركت بعبدا بقرارٍ حازمٍ أعاد رسم مشهد القوة الوطنية. فالرئيس جوزيف عون وجّه تعليماته إلى قيادة الجيش بالتصدي الفوري لأي خرق، فقد بدا أن لبنان الرسمي يريد أن يستعيد زمام المبادرة بنفسه، وأن يقول بوضوح: لسنا ساحةً للردود، بل دولةٌ تملك قرارها السيادي.
الرئيس عون لم يكتفِ بتوجيه الأوامر الميدانية، بل استتبعها بتحرّكٍ دبلوماسي موازٍ، خاطب فيه المجتمع الدولي مطالبًا إياه بتحمّل مسؤوليته تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مما اعاد إلى الأذهان صورة الدولة القادرة على أن تمسك العصا من منتصفها: تحمي سيادتها دون أن تجرّ نفسها إلى حربٍ مفتوحة، وتفاوض دون أن تتنازل.
فالرئيس الذي يملك خلفيةً عسكرية وسمعةً وطنيةً هادئة، يسعى إلى إظهار أن لبنان قادر على الردّ بحكمةٍ لا بانفعال، وعلى حماية حدوده دون أن يُستدرج إلى معارك الآخرين.
باختصار
إن خطوة الرئيس جوزيف عون ليست مجرد موقفٍ ظرفي، بل إعلانٌ لمرحلةٍ جديدة: مرحلة الدولة التي تردّ باسم القانون، وتفاوض باسم الأرض.
