افتتاح مكتب "المشروع الأخضر" في دير القمر: محطة إنمائية زراعية جديدة بدعم وزارة الزراعة وبمشاركة النائب تيمور جنبلاط

افتتاح مكتب "المشروع الأخضر" في دير القمر: محطة إنمائية زراعية جديدة بدعم وزارة الزراعة وبمشاركة النائب تيمور جنبلاط

في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بتطوير القطاع الزراعي في جبل لبنان، احتفل اليوم في مركز دير القمر الزراعي بافتتاح مكتب "المشروع الأخضر"، بحضور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ووزير الزراعة الدكتور نزار هاني، وبالتعاون مع بلدية دير القمر.


شارك في المناسبة النواب أكرم شهيب، فريد البستاني، مروان حمادة، بلال عبد الله، غسان عطالله، رئيس بلدية دير القمر ناجي جرمانوس، وعدد من رؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير ورؤساء تعاونيات زراعية ومسؤولين في وزارة الزراعة والمشروع الأخضر.


استهل الحفل بكلمة رئيس بلدية دير القمر ناجي جرمانوس الذي أكد أنّ افتتاح مكتب المشروع الأخضر في الشوف "يشكل خطوة أساسية في سبيل تعزيز التنمية الزراعية المستدامة في منطقتنا، ودعم المزارعين، وحماية مواردنا الطبيعية التي نعتز بها"، مشيراً إلى أنّ "الشراكة بين الوزارة والمجتمع المحلي هي الأساس لتحقيق التنمية المتوازنة، وأن هذا المكتب سيكون نقطة انطلاق لمبادرات تخدم الشوف وأهله".


وألقت رئيسة اتحاد بلديات الشوف الأعلى لينا سركيس كلمة نوهت فيها إلى أنّ إطلاق المشروع في الشوف "سيساهم في تطوير البنية الزراعية والاقتصادية من خلال إنشاء البرك الجبلية وشبكات المياه وشق الطرقات واستصلاح الأراضي"، مؤكدة أن "هذه الخطوات ستعزز الإنتاج الزراعي وتدعم سبل العيش، وترفع قدرة المجتمعات الريفية على مواجهة التغييرات المناخية والضغوط الاقتصادية".


كما رحّب رئيس المركز الزراعي في دير القمر المهندس وسام بو ضاهر بالمشاركين، مشدداً على أهمية المشروع الجديد الذي "سيساعد المواطنين على إنجاز معاملاتهم بسهولة من دون تكبد عناء الانتقال إلى العاصمة"، موضحاً أنّ "المركز الزراعي في خدمة 56 بلدة شوفية ويقوم بدوره كاملاً في الإرشاد الزراعي والمختبرات والرخص والمناحل والبحوث والحرجيات"، ومشدداً على أنّ "السجل الزراعي بات أداة أساسية لمتابعة شؤون المزارعين واحتياجاتهم".


من جهته، أشار رئيس اللجنة الإدارية للمشروع الأخضر المهندس ريمون الخوري إلى أهمية افتتاح المكتب الجديد في الشوف، معتبراً أنّ "الأرض خصبة والناس مستعدون والفرص موجودة"، وشكر كل من ساهم في هذا التطور، موجهاً كلامه إلى الوزير هاني بالقول: "دعمكم للمشروع الأخضر وخبرتكم يسهمان في تسريع التنفيذ وتجديد السياسات ودعم البنية التحتية". وأضاف: "نجدد التزامنا في المشروع الأخضر بالبقاء إلى جانب المزارع وتسهيل أموره لتحقيق إنتاج أكبر، عبر دعم الريّ، والبنى التحتية، والأسواق، وتقليل الخسائر، وحماية الأرض، لأن المشروع الأخضر يعطي القلب النبض والحياة".


ثم ألقى النائب فريد البستاني كلمة رحّب فيها بالحضور، وقال: "هذا الأسبوع شاركنا في دار الطائفة الدرزية في فردان بإطلاق الشراكة بين مشيخة العقل والرهبانية المارونية في الجبل، واليوم المشروع الأخضر يجب أن يكون جزءاً من تلك الشراكة، التي هدفها الزراعة. ونحن، كلجنة اقتصاد وتجارة في المجلس النيابي، نركّز على تحقيق الاكتفاء الذاتي، بعدما مررنا بمراحل صعبة جداً من كورونا وسواها".


وأضاف البستاني: "الاتفاقية مع مشيخة العقل زراعية وصناعية وغير ذلك، ونحن نشدّ على أيديكم في هذه الأعمال وكل الأعمال التي تساعد الناس، لأنّ الزراعة هي مدخل أساسي للنهوض الاقتصادي والاجتماعي، والاعتماد على الذات هو الطريق إلى الاستقرار. إنّ المشروع الأخضر في دير القمر يشكّل خطوة في الاتجاه الصحيح، ويؤكّد أن الشوف قادِر أن يكون نموذجاً في الإنتاج والتنمية".


وفي كلمته، أكّد وزير الزراعة الدكتور نزار هاني أنّ "حضور الجميع ومشاركتهم هو دعم مباشر للقطاع الزراعي"، مشدداً على أنّ "الوزارة تولي اهتماماً متزايداً بالقطاعات المنتجة، وفي مقدمتها الزراعة، التي تشكل العمود الفقري للصناعات الغذائية، والمشروع الأخضر أحد أهم ركائزها". وأوضح أنّ "رؤية الوزارة للسنوات المقبلة تقوم على إعادة رسم الخارطة الزراعية في ضوء التغيرات المناخية، والتركيز على الزراعات ذات القيمة التفاضلية، إلى جانب إحياء التراث الزراعي في جبل لبنان والشوف تحديداً".


وأعلن الوزير هاني أنّه "سيتم الأسبوع المقبل افتتاح سوق الجبل لتسويق الإنتاج الزراعي المحلي، بهدف تجميع المنتجات وتجهيزها للتسويق الداخلي والخارجي"، لافتاً إلى أنّ "القطاع الزراعي سجّل نمواً بنسبة 15% وبقيمة ملياري دولار، ترتفع إلى نحو أربعة مليارات مع احتساب خدمات التخزين والتبريد"، مضيفاً: "خطة الوزارة للعام 2035 تهدف إلى أن يشكل القطاع الزراعي 15% من الناتج الوطني، وهذا ممكن إذا تم الاستثمار العلمي والمنهجي في الأراضي الزراعية".


كما أشار إلى أنّ الوزارة أطلقت برنامج الإرشاد الزراعي بمشاركة تسعة آلاف مزارع، وأمنت تمويلاً للقطاع الزراعي يقارب 200 مليون دولار عبر البنك الدولي و120 مليون دولار كهبات من جهات مانحة، مؤكداً أنّ "أي دعم مستقبلي سيُخصّص فقط للمزارعين المسجلين في السجل الزراعي، الذي يشكّل المرجعية الرسمية الوحيدة لأي مساعدة أو مشروع".


وختم الوزير هاني بتأكيد التزام الوزارة العمل المشترك مع البلديات والتعاونيات والمشروع الأخضر لتطوير القطاع الزراعي وتعزيز قدرته على الصمود في وجه الأزمات.


وفي ختام الحفل، أزاح النائب تيمور جنبلاط والوزير نزار هاني الستارة عن اللوحة التذكارية لمكتب المشروع الأخضر في دير القمر، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من العمل الزراعي والإنمائي في الشوف.