عودة: لبنان يعيش مرحلة انهيار وفساد وغياب الدولة

عودة: لبنان يعيش مرحلة انهيار وفساد وغياب الدولة

عودة: لبنان يعيش مرحلة انهيار وفساد وغياب الدولة ويجب اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الاستقرار والأمان

اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة خلال ترأسه خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس الى ان "إنجيل اليوم يدعونا إلى الحفاظ على إيمان لا يتزعزع أمام الصمت الإلهي أو التأخير في الإستجابة. يايرس كان يرى إبنته تموت أمام عينيه, ومع ذلك سمع من الرب كلمة بسيطة: "لا تخف, آمن فقط فتبرأ هي". ونازفة الدم كانت مطرودة ومحتقرة بحسب الناموس, لكنها آمنت ولمست مصدر الحياة فنالت الشفاء. الإيمان الحقيقي, كما قال القديس نكتاريوس, "هو الثقة الثابتة بأن المسيح حاضر معنا في كل حين, وإن اختفى عن عيوننا بالجسد". في عالمنا المضطرب نرى كثيرين فقدوا هذه الثقة. فحين يطول المرض أو تعم الحروب أو تتأخر الإستجابة, يتسرب الشك إلى القلوب وتبرد المحبة. لكن الكنيسة, بمثال القديسين, تعلمنا أن ننتظر بصبر, لأن الرب لا يخذل المؤمنين به ولا يحجب عنهم محبته. وكما لم ينس نازفة الدم ولا إبنة يايرس, كذلك لا ينسى أحدا منا, إن كنا نلمسه بإيمان في الصلاة والإعتراف والإفخارستيا, فننال قوته الشافية. يقول القديس نكتاريوس: "المحبة الإلهية هي التي ترفع الإنسان فوق ضعفه, وهي التي تفتح عينيه ليرى يد الله تعمل في الخفاء". لقد رأى قديسنا يد الله تعمل في حياته في المنفى, فحول الغربة ديرا وسماء صغيرة, وصار مع بناته الروحيات نورا للكنيسة كلها, ومن جسده الذي ذاق العذاب خرجت بعد موته رائحة عطرة, كما خرجت قوة من المسيح, إعلانا أن القداسة هي نصيب من يثبت على الرجاء ولا يفتر إيمانه".

واعتبر ان "اللبنانيين عانوا كما عانت النازفة الدم في إنجيل اليوم. نصف قرن وأكثر من الصراعات والحروب وغياب الدولة عن أداء دورها حتى فقدت, إلى وجودها, هيبتها, بالإضافة إلى الإستهانة بالدستور والقوانين والأخلاق, والإنهيار المالي والفساد والجرائم والإغتيالات وانعدام المحاسبة. شبابهم وشاباتهم دفعوا دفعا إلى ترك وطنهم سعيا إلى بناء مستقبل مستقر وآمن. أموالهم هدرت, حياتهم استهين بها, مصيرهم هدد, وما زال عدم الإستقرار, وتباطؤ مسيرة الدولة, وتردد السلطة, واستمرار الوضع الشاذ يحول دون خرق الجدار المسدود واستعادة الإستقرار والأمان في ظل دولة تحمي الجميع وتتسع للجميع وتعامل الجميع بالمساواة والعدل والإنصاف. العالم كله سبقنا, حتى من كنا ندعي مساندتهم. محيطنا الذي كان يحسدنا على ما نحن عليه تقدم علينا وأصبحنا عاجزين عن اللحاق به. هل نبقى على هذه الحال من اللاإستقرار والتردد أم ندعو دولتنا للتشبه برئيس المجمع يايرس وبالمرأة النازفة التي بعد أن "أنفقت معيشتها على الأطباء" لم تتردد أو تتقاعس بل حزمت أمرها وقصدت الطبيب الإلهي الذي أبرأها؟ لو لم تتخذ الخطوة المناسبة لما نالت الشفاء. ماذا تنتظر دولتنا لتحزم أمرها وتتخذ الخطوات المناسبة من أجل إخراج لبنان واللبنانيين من حالة المراوحة واليأس إلى آفاق فجر جديد يحلم به الجميع؟"

واضاف "دعوتنا اليوم أن نتعلم أن الإيمان ليس شعورا آنيا, بل مسيرة ثقة مستمرة. حين يبدو كل شيء ميتا, علينا أن نؤمن, وأن نصلي حين لا نسمع جوابا, وأن نحب حين نظلم, وأن نعمل بإرادة وعزم وإقدام ليستجاب طلبنا, وأن نحيا الصليب لنرث القيامة. هكذا فقط نستطيع أن نلمس المسيح ونشفى من كافة أسقامنا".