في إطار سلسلة اللقاءات المجتمعية الهادفة إلى تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في مختلف المناطق اللبنانية، نظّمت رئيسة تلاقي الجمعيات اللبنانية السيدة كوثر عبد الفتاح، بالتعاون مع جمعية فِفتي فِفتي، ندوة حوارية بعنوان: “المرأة في مراكز القرار ركِيزة للتنمية المستدامة”، وذلك عصر الأحد 16 تشرين الثاني 2025 في قاعة مستوصف كفرزبد الخيري، وسط حضور نسائي وثقافي واجتماعي لافت.

سلّطت الندوة الضوء على التحديات التي تواجه النساء في خوض العمل السياسي والبلدي، ونقشت سبل دعم حضورهن في مواقع التأثير واتخاذ القرار، بما يعزز دورهن في التنمية الشاملة.

افتتحت السيدة كوثر عبد الفتاح اللقاء مؤكدة أن تمكين المرأة يمرّ عبر منحها فرصاً فعلية للدخول إلى المجالس البلدية ومراكز الإدارة، معتبرة أن التنمية المستدامة تحتاج قيادة متوازنة بين الرجل والمرأة.

وتحدث الإعلامي طوني أبونعوم، رئيس حركة شباب الشرق، عن ضرورة بناء وعي مجتمعي جديد يفتح المجال أمام النساء لاكتساب أدوار قيادية، مشدداً على دور الإعلام في دعم النماذج النسائية وإبرازها.

وقدّمت ندى صوان، رئيسة جمعية وحدة المجتمع والمرشحة السابقة في الانتخابات البلدية، شهادة مؤثرة عن تجربتها الانتخابية وما واجهته من تحديات ومحاربة اجتماعية بسبب نظرة تقليدية لدور المرأة. وأكدت أن إصرارها على المشاركة لم يكن مجرد ترشح، بل رسالة بأن النساء قادرات على إدارة الشأن العام بكفاءة ومسؤولية.

كذلك تحدّثت الناشطة ردينة حاطوم، المرشحة أيضاً في الاستحقاق البلدي السابق، عن الضغوط الاجتماعية التي واجهتها، من التشكيك بقدرتها إلى محاولات تهميش حضورها. لكنها شدّدت على أن التجربة زادتها إيماناً بأن الطريق إلى تمكين المرأة يبدأ بكسر الحواجز الذهنية، وبجرأة المرأة في خوض المنافسة مهما كانت التحديات.

وتناولت الناشطة مريم عبد الواحد دور المبادرات المجتمعية والعمل التطوعي في دعم النساء وتثبيت حضورهن العام، فيما قدّمت الدكتورة سميرة حداد مقاربة حول العلاقة بين الصحة النفسية والقدرة على القيادة واتخاذ القرار.

كما ناقشت الناشطة الحقوقية والاجتماعية ديانا عبد الرحمان العقبات القانونية والاجتماعية التي تحدّ من المساواة السياسية، وقدّمت الدكتورة عائشة رؤية اجتماعية حول ضرورة تغيير الثقافة السائدة التي تضع سقفاً لطموح النساء.

أما الناشط الصحي والاجتماعي فؤاد سلوم فشدّد على أهمية إشراك المرأة في القطاعات الصحية والتنموية، باعتبارها شريكاً أساسياً في تحسين جودة الحياة المجتمعية.

وفي ختام اللقاء، قدّمت السيدة كوثر عبد الفتاح درعاً تكريمياً إلى الأستاذ فؤاد سلوم تقديراً لجهوده ومساهماته في العمل الصحي والاجتماعي.

الندوة جاءت لتؤكد أن حضور المرأة في الشأن العام ليس ترفاً، بل ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة، وأن تجارب النساء اللواتي يخضن الانتخابات، رغم الصعوبات، تشكل نموذجاً ملهمًا لجيل جديد من القيادات النسائية في لبنان.