تصبحون على وطن تمت خيانته بضعف الولاء: ميسم حمزة

تصبحون على وطن تمت خيانته بضعف الولاء: ميسم حمزة

تنحدر البلاد الى مستنقعات خطرة باتت تقضي على حياة اللبنانيين الذين باتوا فريسة الجوع والمرض والحرمان دون اي غطاء يحمي حقوقهم كل ذلك والعالم يتفرج على ما يصنعه اللبنانيين لانفسهم ولوطنهم فلبنان كان انشودة الشعراء والمثقفين ومساحة حرية يستظل بها اصحاب الرأي الحر . فهذه المأساة اللبنانية اليوم هي جريمة نكراء بحق الانسانية .

فالصراع بين اللبنانيين بات ينحدر الى مستويات همجية تنال من حق الانسان بالحياة في مخالفة للشرعة العالمية لحقوق الانسان وهي جريمة عصر كبرى عصر تحكمه احادية قطبية متوحشة تفتعل الازمات لتبقى الاقوى ليتسنى لها السيطرة ونهب لثروات الشعوب واذا كانت استراتجية الهيمنة تقتضي تفكيك وحدة المجتمعات الوطنية 

لتبقى السيادة على العالم معقودة لها فان الشعور الوطني للقوى المحلية هو المساهم الاكبر في استباحة الاوطان واضعاف مقومات 

فكل الاتهامات التي تطلق من هذا الفريق بحق الفريق الاخر لم يعد لها اي معنى لان القضاء على البشر لن يكون للحجر اي معنى 

فالاوطان تحيا بالبشر والمثل العلى والمحافظة على القيمة الانسانية 

وبهذا المعنى يصبح الساسة متهمين لانهم باتوا صدى لارادة الخارج على حساب الوطن والمواطن فالتراشق والاتهامات بينهم يعكس مستوى التدني في الولاء الوطني وتغليب ارادة الخارج على الارادة اللبنانية هل نحن بحاجة الى عقد اجتماعي جديد لانقاذ الوطن او ان روابط الوحدة الوطنية صعبة المنال ولن تقدر كل الصيغ على جمعها انها ماساة اللبنانين في قدرتهم على صياغة عيش مشترك تذوب فيه الخصوصيات لمصلحة المشتركات.

  كلما استمعنا الى خطاب سياسي لبعض القوى في لبنان الى جانب بعض التقارير الاعلامية التي وان دلت على شيء فهي تدل على حجم الكراهية والحقد والسموم التي يراد زرعها في قلوب المواطنين والتي لن تأخذ الوطن الا الى حرب اهلية جديدة كلنا نعرف ما الذي سيحل بنا بسببها .

ومن سخرية القدر ان كل هذا الشحن واللامبالاة يترافق مع الانهيار التام على المستوى الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي وحتى الصحي 

فالسؤال الذي يطرح نفسه هل يعي بعض القادة السياسيين ان في وطننا مرضى يعانون من انقطاع الدواء او ارتفاع اسعار الادوية بشكل جنوني؟؟؟ هل يعلمون بأن مرضى السرطان عاجزين عن تأمين كلفة الطبابة والدواء والمتابعة الطبية السليمة؟؟ هل يعلمون بأن غالبية المواطنين يموتون في منازلهم لانهم غير قادرين على تحمل كلفة الاستشفاء في هذا الوطن الصغير ؟؟؟

هل يعلم بعض السياسيين ان هذا الوطن الذي يتقاتلون على تدميره ودفع شعبه للانجرار الى حرب اهلية لا تبقي ولا تذر 

وعندما فقد المواطن قدرته على الحياة واصبح ميت .. فلا ضمان ولا تعليم ولا قضاء ولا قدرة شرائية ولا كهرباء ولا ماء ... الخ

منذ اكثر من اربع سنوات ولبنان ككرة النار التي تتدحرج من ازمة الى اخرى، ولا من حسيب ولا رقيب .


اليوم وصلنا إلى الواقع المأساوي الخانق ، هبوط المستوى المعيشي لمجمل الشعب اللبناني ، افقاره ومصادرة المصارف أموال المودعين، ونتج عن تلك المذبحة المالية تدني سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العملات الأجنبية التي شحت وافتقر السوق إليها؛ واصبحنا امام ثلاثة أسعار لصرف العملة الوطنية أمامها: السعر القديم،، سعر المنصة،، وسعر صرف السوق السوداء ،مما أدى إلى استنزاف الاحتياط المالي من العملات الأجنبية للمصرف المركزي ؛ بعد تدخله في عمليات صيرفة مكلفة .

واصعب ما في كل ما تم ذكره، اهم ما يحتاجه الانسان ليبقى على قيد الحياة لقمة عيشه،، خبزه ،، فالخبز في لبنان لم يعد للفقراء ولا لمن لا تتوفر لهم الامكانية لشراء كل يوم ربطة او اكثر.....

فالسؤال الذي يطرح نفسه

هل يعي بعض الساسة في لبنان ان هناك ما يعني الشعب اكثر من تحريضهم وسمومهم الطائفية والمذهبية والدعوات التحريضية والكراهية التي يحاولون زرعها في عقول الشعب؟؟؟ فالشعب يريد العيش بكرامة .

لا يريد رئيس ولا يريد طوائف ولا حاكمية مصرف متلاعبه بعملته الوطنية ولا ساسة مغموسة اجسامهم بالخيانة وسرقة المال العام

وهل يحق للشعب اللبناني اتهام هؤلاء القادة بخيانة هذا الوطن ومحاولة القضاء على ما تبقى منه وجعل لبنان يوضع تحت االوصاية الخارجية او التقسيم؟؟

 ان سألتمونا كيف تكون الخيانة... فاننا نقول وبصوت عال ان من يغامر بوطنه وشعب لحسابات الخارج هو خائن للشعب وللوطن 

باختصار تصبحون على وطن ...

رئيسة تحرير الموقع