برعاية اتحاد الكتّاب اللبنانيين وبدعوة من حركة الريف الثقافية ودار زمكان للنشر ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، أقيمت ندوة حول رواية الكاتبة ندى ملحم عماد خليل، ذات العنوان: "يوميّات امرأة مغتصبة" الصادة عن دار زمكان، في مجمع الشياح الثقافي الرياضي،

برعاية اتحاد الكتّاب اللبنانيين وبدعوة من حركة الريف الثقافية ودار زمكان للنشر ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، أقيمت ندوة حول رواية الكاتبة ندى ملحم عماد خليل، ذات العنوان: "يوميّات امرأة مغتصبة" الصادة عن دار زمكان، في مجمع الشياح الثقافي الرياضي،

برعاية اتحاد الكتّاب اللبنانيين وبدعوة من حركة الريف الثقافية ودار زمكان للنشر ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، أقيمت ندوة حول رواية الكاتبة ندى ملحم عماد خليل، ذات العنوان: "يوميّات امرأة مغتصبة" الصادة عن دار زمكان، في مجمع الشياح الثقافي الرياضي، وذلك يوم السبت ٢٢ حزيران ٢٠٢٤.


تلا الندوة حفل توقيع الرواية، وقد ألقت الأديبة ميراي شحادة كلمتي الاتحاد ومنتدى شاعر الكورة الخضراء، وهذا النص الكامل للكلمة:


الحضور الكريم

القامات الثقافية وأصدقاء المحتفى بها

العزيزة ندى،


وطِئتُ كروم حبرك يا ندى ورُحتُ أرتشفُ خمرتي من كؤؤس دواليك، أبحث قليلاً عن ذاتي، عن أناي، عن المرأة التي تتقمّصني كباقي النساء.. أبحث عن الإبنة التي لا تبزغُ شمسُها إلّا من ناصية أبٍ عظيمٍ ملأ الطريق التي مشاها وهو يعبّد طرقًا أخرى للشمس، للكواكب كي تدور في المجرّات بِحرّية وحبّ وكبرٍ وقيمٍ وانتظام.


وأراني أعود معك طفلةً على مراجيح البراءة، تتطاير جدائلها وتراقص النسائم بريشة والدها المغمّسة بالنور، وأنا أشبع ناظريّ مرّة أولى وثانية وثالثة من الإهداء الذي كسبحة صلاة رفعتِه في مبخرة روايتك الأولى إلى والدك المبدع، أراني يا نداي، طفلةً تتربّع على هودج حضن أبيها ملكةً لا تكسرها الأيام ولا تغتصبها عقارب الضغينة ولا تلفحها سموم الأفاعي المقنّعة...


بين ندى وميراي ثقوب كانت يومًا يتيمةً وقد رتقناها بخيوط الوفاء... وبين المبدع ملحم عماد وشاعر الكورة الخضراء جسور للإنسانيّة امتدّت حتى طالت السماء.


ملأتِ يا صغيرة ملحم جرارك من وشوشات ألوانه وبوح يراعته...ودأبُك في الحبّ، في العطاء كدأب أبيك حين يرسمُ الجرحَ وطيفُ ابتسامة صفراء كأنتِ، في أولّ باب من روايتك ويحيلُه ضحكةً تشدو بعد رحلة عذاب وصمت رحيل وزائر غريب يصنع القرار حتى تُولدَ جنى الجديدة، جنى الجميلة الناجحة (جنى بطلة الرواية) التي عبرت أخاديد مرآتها المحطّمة وطارت إلى آفاق لا تلبُّد فيها للغيوم ولا عواصف ولا زمهرير!


يا فلذة كبد ملحم، أخاطبُك أمام الجموع وهو من عليائه كأنّه يناديك: يا ليتك كسرت الصاد بدل فتحها، فجاء العنوان متبخترًا على وجنة الرواية: يوميّات امرأة مغتصِبة (لا مغتَصبة): امرأةٌ داست على الوجع، أخافت الوقت والزمن رغم ارتجاف العقارب في ساعتها...امرأةٌ بعدما أحصت جنازاتِها المتكرّرة في الشرايين، قرّرت أن تدحرج الحجر فقامت من بين لعاب الموت والانكسار وهي مشتاقة لذاتها الساطعة، لأغاريد جسدها المسجون والمسجّى في حلكة التقاليد والسنين، فاستولدت نفسها من جديد.رفعت الأشرعة ومضت..وزورق عمرها يلهث وراء الأحلام كقصيدة في ديوان سفر.


 ظالمة هي الحياة نعم، يا جنى... وكل امرأة بيننا فيها من جنى، وكم بحاجة هي إلى عصامها (عصام هو حبيب جنى) كي يبترَ لها قيود الماضي، ويسرّح شعرها ويخطَّ لها الكحل فوق هدب العين كما يخطّ الله الأفق في المغيب ويرسم قوس القزح المزركش ألوانًا و جمالاً بعد يوم رماديّ عاصف...


كلّ جنى بحاجة لمن يمسح دموع مآقيها، ويُرجِع خصل شعرها المبعثرة على الجبين، كي تبقى المرأة الأنثى مرفوعة الجبين.


 الحبّ يا جميلتي هو الترياق لكلّ عذابات الدنيا، رجالاً ونساء...أطفالاً وشيوخًا، فتمرّدي في ثورة القلم واكتبي... وتحرّري من طغيان الألم واكتبي واجعلي أناك قلادة في العنق...فالحيتان الذكورية تخاف الحب، وبرق الحب ورعده.


 كوني امرأة واصنعي من أناك الوجود واملئيه حتى مطلع كلّ صباح قرابين هوى ترنو إلى الضوء لا إلى الظلام.


شكرا ندى عماد خليل لهذه الرواية المفعمة بالأحاسيس...

شكرا لهذا العبور من الحزن إلى الفرح.

المرأة تتقن الصبر... وتتقن انهمار الدموع وتتقن أيضًا محو السراب من الضلوع.


من اتحاد الكتاب اللبنانيّين الذي أشغل بفخر ومحبة منصب نائب رئيسه، أنقل لك أجمل التحايا من أمينه العام د. أحمد نزال وهيئته الإدارية.. وأقول نحن بحاجة لكتّاب مثلك، نصلح بكتابتهم النديّة ما شوّه مجتمعنا وما عبثت به تقاليدنا ونتصالح مع إنسانيتنا المتصحّرة.


مبارك النشر لدار زمكان ومبارك للمكتبة العربية.


من منتدى شاعر الكورة الخضراء مبارك إصدارك الجميل... وإلى دفق وبوح ومواسم جنى ثقافية مع ندى عماد خليل.---------- متابعة === عايدة حسيني