500 قتيل بحوادث السير سنوياً في لبنان
في موازاة بدء العد العكسي لأفول 2024، ثمة قلق بدأ عده العكسي في نفوس أمهات «قلبن ع إيدن» بسبب حوادث السير التي غالبا ما تسجل ليلة رأس السنة في بلد مثل لبنان، يصنف على رأس قائمة «الدول الأخطر» لقيادة السيارات حول العالم وفي عداد الدول ذات المعدلات الأعلى لحوادث السير في العالم.
وإذا كان المثل الشائع يقول «تعددت الأسباب والموت واحد»، فإنه في لبنان يصح القول «تعددت أسباب حوادث السير والوفاة والموت واحد»، علما أن أكثر ثلاثة أسباب رئيسية وراء حوادث السير هي السرعة واستخدام الهاتف الخلوي والقيادة تحت تأثير الكحول.
وفي هذا الإطار، ميز الخبير الدولي في السلامة المرورية ورئيس المرصد اللبناني للسلامة المرورية في منظمة جوستيسيا ميشال مطران في حديث إلى «الأنباء» بين أسباب حوادث السير وأسباب الوفاة، فقال إنه «حين يكون السائق متلهيا بهاتفه ويتعرض لحادث، فهذا يسمى سبب الحادث، وحين يتوفى لكونه لم يضع حزام الأمان، فهذا يسمى سبب الوفاة».
وعن السبب الأول للوفاة في رأيه، قال إن «تحديد أسباب الوفاة يحتاج إلى تحقيق دقيق وعميق والى ما يعرف بإعادة تركيب الحادث، وهي أمور لا تحصل في لبنان، وحتى الأرقام الدقيقة لمعرفة الأسباب الحقيقية للحوادث غير متوافرة، والأرقام المنشورة تشوبها أخطاء كثيرة لجهة طريقة جمعها وتحليلها. ولكن بتقديري وبحسب دراساتي وملاحظاتي، فإن السبب الأول للوفاة في لبنان هو عدم استخدام حزام الأمان».
وبحسب مطران، فإنه «استنادا إلى إحصاء لمنظمة الصحة العالمية، هناك سنويا 500 قتيل في لبنان جراء حوادث السير، وإذا أردنا تقدير عدد الجرحى، نضرب هذا العدد بـ 12، فيكون عدد الجرحى 6000 في السنة».
ومع اقتراب الاحتفالات بنهاية العام 2024 الذي كان دراماتيكيا على اللبنانيين، ثمة من يدعو إلى مخاطبة الجيل الشاب في لبنان لتوعيته على مخاطر القيادة وحضه على التحلي بكثير من المسؤولية، غير أن الخبير ميشال مطران، قال في هذا الإطار إن «كل الدراسات والتجارب على صعيد الوقاية من حوادث السير في الدول المتقدمة مثل كندا وأستراليا وبريطانيا واليابان وهولندا أثبتت أن حملات التوعية والرسائل التقليدية المعتمدة لنشر الوعي بين الشباب ليست نافعة، فيما الشيء الوحيد الذي ينفع هو تطبيق القانون بشكل فاعل». وأضاف: «مع الأسف نحن نفتقر في لبنان إلى هذا الأمر، ولم يسبق أن طبقنا قانون السير على رغم محاولات البروباغندا من حين إلى آخر. وفي كل الأحوال أنا أرى أنه بدلا من التلهي بتوجيه الرسائل للشباب، يجب أن نفعل آلية منح رخصة القيادة لأنه من المعيب الاستمرار في إعطاء هذا الترخيص كهدية، وفي مخالفة قانون السير في موضوع التعليم وسواه، والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق وزير الداخلية الذي يرأس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية التي لم تتم دعوتها مرة إلى الاجتماع في عهد الوزير الحالي، وهذا ما يعتبر إهمالا فاضحا في ملف السلامة المرورية».
ليلة رأس السنة سيكون على رأس دعاء الأهل لأبنائهم: «تروحوا تسهروا وترجعوا بالسلامة»، لاسيما إذا كان الواقع في لبنان وبحسب الخبير ميشال مطران، هو أن أعداد قتلى حوادث السير في السنة تفوق أحيانا أعداد القتلى خلال الحرب. والأكيد أنه في بلد مثل لبنان خارج لتوه من الحرب ببنية تحتية «بالأرض» (معدومة)، حيث الطرقات بالجملة من دون إنارة ولا إشارات ضوئية ولا حتى أعمدة ولا من يحزنون، ثمة من لا يريد أن يحزن في أول يوم من السنة الجديدة.
بولين فاصل- الأنباء الكويتية