فيلم فلسطيني إسرائيلي يحصد جائزة أوسكار أفضل وثائقي.

فيلم فلسطيني إسرائيلي يحصد جائزة أوسكار أفضل وثائقي.


   فاز الفيلم الفلسطيني "لا أرض أخرى"، الذي يروي قصة نشطاء فلسطينيين يناضلون من أجل حماية مجتمعاتهم من التدمير على يد القوات الإسرائيلية، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي ، امس الأحد. والفيلم، الذي هو تعاون بين مخرجين إسرائيليين وفلسطينيين، يتتبع الناشط الفلسطيني باسل عدرا وهو يخاطر بالاعتقال لتوثيق تدمير مسقط رأسه في الطرف الجنوبي للضفة الغربية، التي يقوم الجنود الإسرائيليون بهدمها لاستخدامها كمنطقة تدريب عسكرية. وتصطدم توسلات عدرا بصمت حتى يصبح صديقا لصحفي إسرائيلي يهودي يساعده في نشر قصته.

   وقال الصحفي والمخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام: "صنعنا هذا الفيلم كفلسطينيين وإسرائيليين لأن أصواتنا معا أقوى".

   وانتهز أبراهام فرصة إلقائه خطاب قبول جائزة الأوسكار لانتقاد حكومة بلاده لما وصفه بـ "التدمير البشع لغزة وشعبها"، ودعا حماس للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين.

   وكان فيلم "لا أرض أخرى" من أبرز المرشحين في تلك الليلة بعد نجاحه في المهرجانات السينمائية. ومع ذلك، لم يجد موزعا في الولايات المتحدة بعد أن تم توزيعه وعرضه في 24 دولة.

  وفور إنتشار فوز الفيلم الفلسطيني – النرويجي بالجائزة ، هاجم وزير الثقافة الاسرائيلي مسكي زوهار ، الفيلم، وقال في تغريدة على منصة "إكس" نقلتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل: "فوز فيلم (لا أرض أخرى) بجائزة أوسكار يعد لحظة حزينة لعالم السينما بدلا من عرض التعقيد في واقعنا، اختار مخرجو الأفلام ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم".

   وأضاف زوهار: "حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعا- إنه تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مذبحة 7 أكتوبر، والحرب الدائرة حاليا، يضاعف ذلك من الأضرار".

  وفاز الفيلم الفلسطيني - النرويجي "لا أرض أخرى"، الذي عُرض للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان "برلين" في دورته الـ74 بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" في المهرجان، بالإضافة إلى "جائزة الجمهور" في برنامج "البانوراما" لأفضل فيلم وثائقي.

   وقال باسل عدرا وهو يتسلم الجائزة في مسرح دولبي في هوليوود :"يعكس فيلم "لا أرض أخرى" أو "نو أذر لاند" الواقع القاسي الذي نعاني منه منذ عقود وما زلنا نقاومه، وندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي للشعب الفلسطيني". 

  فيما قال أبراهام إنهم صنعوا الفيلم لأن صوتيهما معاً أقوى. وأضاف: "نرى بعضنا بعضاً، والدمار الوحشي لغزة وشعبها والذي يجب أن ينتهي، والرهائن الإسرائيليين الذين اختُطفوا بوحشية في جريمة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ويجب إطلاق سراحهم".

   وأضاف: "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين. نعيش في نظام حاكم حيث أنا حر بموجب القانون المدني وباسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها". وأردف: "هناك طريق مختلف. حل سياسي... ولا بد أن أقول في أثناء وجودي هنا إن السياسة الخارجية في هذا البلد تسهم في قطع هذا الطريق".