خاص الموقع: بهاء الحلال العهد باقٍ والمقاومة حيّة لا تموت

خاص الموقع: بهاء الحلال العهد باقٍ والمقاومة حيّة لا تموت

الخبير العسكري العميد المتقاعد بهاء الحلال في ذكرى استشهاد سيد المقاومة:

رحلت، أو كأنك رحلت، والنفوس مأخوذة بالذهول، والعقول عاجزة عن التصديق، والقلوب معلّقة على جدران الحنين. نساء يبكينك كابن، ورجال يفتقدونك كأب، وأطفال سيحملون صورتك في حقائبهم كأملٍ يُهدهِد أحلامهم.

كنت الفجر حين طال الليل، وكنت الجدار حين زحف السيل، وكنت الكلمة التي تُصيب ولا تُخطئ، تُرعب ولا تُرعَب، تُجلجل في الساحات ولا تُرهَب في القصور.

يا سيّد، أيّ رجل كنت؟ وكيف حملت هذا القدر من الرجولة في زمن التخلّي؟ أيّ نفس هذه التي لم تُدنِّسْها السياسة؟ وأيّ عقلٍ ذاك الذي لم تُضلِّله الضغائن؟

كنت للأرض نَفَسًا، وللسماء دُعاءً، وللتاريخ شُعلةً، وللأمة طوق نجاة.

رحلتَ... فارتبك الخصم، وسُرّ الخائن، وحزن الصديق. لكنك لم تتركنا بلا وصية... كلماتك باقية، وخطك واضح، وطريقك معبّد بدماء الأطهار.

 

سلام عليك يوم وُلدت حرًّا، ويوم عشت شريفًا، ويوم متَّ واقفًا كالأشجار.سلام عليك يا من لم تساوم، لم تهادن، لم تضعف، لم تخشَ في الحقّ لومة لائم.

سلام على روحك، وعلى مسيرتك، وعلى حلمك الذي سيبقى حيًّا ما دامت الحياة في قلوبنا.

يا سيدًا ما خان، ويا ناصرًا ما انكسر، نمْ قرير العين، فإن الراية مرفوعة، والعهد باقٍ، والمقاومة حيّة لا تموت.