برعاية وزير الزراعة الدكتور نزار هاني: اجتماع وطني لبحث الممارسات الزراعية الجيدة وتعزيز جودة المنتجات اللبنانية

بيروت – 22 تشرين الأول 2025

برعاية وحضور وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، عُقد في بيروت اجتماع خبراء حول الممارسات الزراعية الوطنية الجيدة (N-GAP)، ضمن إطار المشروع المنفّذ من قبل المركز اللبناني للبحوث والدراسات الزراعية (CREAL) بالشراكة مع وزارة الزراعة، والمموّل من الحكومة الهولندية.

شارك في الاجتماع كل من نائب سفير مملكة هولندا في لبنان السيدة ماريكي وييردا، والمدير العام لمؤسسة المواصفات والمقاييس اللبنانية (ليبنور) المهندسة لانا درغام، وممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان السيدة نورا حداد، ومدير المركز اللبناني للبحوث والدراسات الزراعية الدكتور رياض سعادة، وممثل شركة Agridev الدكتور إلياس غضبان، وممثل برنامج الأغذية العالمي (WFP) وضابط الاتصال في المشروع المهندسة نادين جفال، إلى جانب مديري المديريات ورؤساء المصالح المركزية والإقليمية في وزارة الزراعة، وممثلين عن شركتي Bureau Veritas وGray Mackenzie.

كلمة وزير الزراعة

في مستهلّ الاجتماع، ألقى الوزير نزار هاني كلمة أكّد فيها أن هذا اللقاء يشكّل محطة أساسية في مسار تطوير الزراعة اللبنانية وتعزيز تنافسيتها. وقال: "إن الزراعة في لبنان غنية بتنوّعها وإمكاناتها، لكن علينا أن نواكب التطور باعتماد معايير تضمن سلامة الغذاء، واستدامة البيئة، وثقة الأسواق. فالـN-GAP ليست مسألة تقنية فحسب، بل خيار وطني استراتيجي لحماية المزارعين والمستهلكين وسمعة الإنتاج اللبناني".

وأشار الوزير هاني إلى أن وزارة الزراعة تعتبر الـN-GAP ركيزة أساسية ضمن الخطة الزراعية 2026–2035، الهادفة إلى تعزيز التتبّع (Traceability)، وتطوير خدمات الإرشاد الزراعي، واعتماد نظم إنتاج مستدامة وصديقة للبيئة.

وأضاف أن الوزارة تعمل على إصدار قرار تنظيمي جديد لتوحيد آلية إخضاع الصادرات الزراعية لفحوصات متبقيات المبيدات بالتعاون مع شركات رقابة ومختبرات معتمدة، بما يضمن الالتزام بالمعايير الدولية وتعزيز ثقة الأسواق الخارجية بالمنتجات اللبنانية.

وأوضح أن هذا القرار سيؤسس لـنظام وطني متكامل لتتبّع المنتجات الزراعية من المزرعة إلى التصدير، بما يضمن الشفافية والجودة، ويكرّس مصداقية الزراعة اللبنانية في الداخل والخارج.

ولفت إلى أن تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة يسهم في:

• ضمان وصول المستهلك اللبناني إلى منتجات آمنة وعالية الجودة،

• تعزيز الزراعة التعاقدية وربط المزارع بالسوق بعدالة،

• تهيئة المنتجات اللبنانية لتوسيع أسواق التصدير واستعادة ثقة الأسواق العالمية.

وختم الوزير قائلاً: "اجتماعنا اليوم ليس لمناقشة المعايير فحسب، بل هو دعوة إلى العمل المشترك بين المزارعين، والتعاونيات، والقطاع الخاص، والمؤسسات العامة. فلنجعل من الـN-GAP واقعًا حيًّا يعكس مهنية المزارع اللبناني وحرصه على الجودة والاستدامة."

مداخلات ومناقشات تقنية

تضمّن الاجتماع كلمات لكل من:

• مدير عام ليبنور المهندسة لانا درغام، التي شدّدت على أهمية تطبيق المواصفة الوطنية للممارسات الزراعية الجيدة لتوحيد المعايير وتحسين جودة الإنتاج.

• الدكتور رياض سعادة، الذي عرض دور CREAL في تنفيذ المشروع وتطوير القدرات الوطنية في مجال التتبّع الزراعي.

• نائب السفير الهولندي ماريكي وييردا، التي أكدت دعم الحكومة الهولندية المستمر لتطوير قطاع الزراعة في لبنان وتعزيز الممارسات المستدامة.

كما قدّمت المهندسة أمل حمية شرحًا حول أهمية المواصفة الوطنية وتأثيرها على جودة المنتجات، في حين عرضت المهندسة مريم عيد آلية تطبيقها الميداني، وشرح الدكتور محمد أبو زيد تفاصيل نظام التتبّع الوطني والتحديات المرتبطة به، بينما تناولت المهندسة فاطمة الحلباوي دور الإرشاد والتعليم الزراعي في التطبيق الفعّال.

وعرضت المهندسة نادين جفال دور الممارسات الزراعية الجيدة في تحفيز الزراعة التعاقدية وتسويق المنتجات ذات الجودة العالية، فيما تحدّث المهندس وليد مسعد عن تجربته في تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية وفق المعايير الدولية.

كما قدّمت السيدة كريستال حبيب من شركة Bureau Veritas عرضًا حول آليات المصادقة ومنح الشهادات، فيما تناول السيد شربل طوق من شركة Gray Mackenzie الفرص التي توفّرها شهادات الاعتماد الوطنية في تعزيز تنافسية المنتجات اللبنانية في الأسواق العالمية.

نحو زراعة مستدامة ومعايير موحدة

خلص الاجتماع إلى التأكيد على أهمية تسريع تطبيق المواصفة الوطنية للممارسات الزراعية الجيدة (N-GAP) بوصفها خطوة استراتيجية لتأهيل المزارعين اللبنانيين للانخراط في سلاسل القيمة المحلية والدولية، وتحسين جودة الإنتاج وضمان سلامته.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن رؤية وزارة الزراعة لتعزيز الحوكمة الزراعية، وتوحيد المعايير، وبناء منظومة إنتاج حديثة قائمة على الاستدامة، والابتكار، والثقة، بما يُعيد للمنتج الزراعي اللبناني مكانته المستحقة في الأسواق المحلية والعالمية.