بعد 24 ساعة من القصة الخرافية

“الصحافي” حسن العجمي يقع في فخ مراهقة ويهزّ الشارع اللبناني بخبر كاذب عن عصابة تخطف الفتيات وتنقلهنّ إلى سوريا!
بعد مرور 24 ساعة على القصة التي هزّت الرأي العام وأثارت البلبلة في الشارع اللبناني، تبيّن أنّ ما أطلقه المدعو حسن العجمي، الذي يقدّم نفسه على أنّه صحافي في أحد المواقع الإلكترونية، لم يكن سوى رواية خيالية ركيكة الصياغة والتفاصيل، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي وأربكت الأجهزة الأمنية اللبنانية.
العجمي نشر خبرًا وصفه المتابعون بـ “قصة الرعب الهوليودية” التي فشل ألفرد هيتشكوك نفسه في تخيّل مثلها، بعدما زعم وجود عصابة تقوم بخطف الفتيات من لبنان ونقلهن سرًّا إلى سوريا لبيعهن في السوق، مخالفًا بذلك بيانات قوى الأمن الداخلي وصفحة وينيه الدولة التي نفت مرارًا وجود أي شبكات من هذا النوع.
وبحسب ما روّجه العجمي، فإنّ قريبته كانت متوجهة إلى امتحاناتها صباحًا برفقة شقيقتها وشقيقها، قبل أن تقرر فجأة استقلال سيارة أجرة بمفردها. وفي منتصف الطريق، طلبت من السائق منشفة ورقية (كلينكس)، إلا أنّها ـ بحسب روايته ـ كانت مشبّعة بمادة مخدّرة تسبّبت بفقدانها الوعي.
ويضيف العجمي في قصته أنّ الفتاة استفاقت في غرفة معزولة، حيث حاول أحد الخاطفين الاعتداء عليها، لكنه تراجع عندما علم أنها في فترة الحيض، فبدأت بالتوسّل إليهم لإطلاق سراحها. وفي الغرفة المجاورة، سمعت صوت أحدهم يقول: “حضّرها لنطلّعها على سوريا”، فردّ عليه آخر: “رجّعها، رح تجيب لنا وجع راس”.
ويتابع الخبر أنّ الخاطفين ألقوا بها قرب حاوية نفايات بجانب مقبرة البساتنة، حيث شاهدها عند الخامسة صباحًا سائق مسنّ فقام بنقلها إلى مستشفى المقاصد للعلاج، قبل أن تعود إلى منزلها بعد ساعات قليلة فقط.
لكن وبعد تدخل شعبة المعلومات وبدأت التحقيق ومن خلال خبرتها في التحقيقات كانت المفاجأة الكبرى عندما تكشّفت الحقائق: الفتاة التي ظهرت في القصة هي المراهقة هبة شادي أبو خالد، ووالدتها وفاء فلسطينية من درعا – سوريا.
وقد اعترفت هبة لاحقًا بأنها لم تُخطف مطلقًا، بل هربت من المنزل إلى بيت شاب تعرفت إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأمور لم تجرِ كما خططت، فاختلقت الرواية لتبرير غيابها، وساعدها في تضخيم القصة “الصحافي الفلتة” حسن العجمي، الذي وجد في الحادثة فرصة للظهور والشهرة، فإذا به يسقط في فخ مراهقة استهزأت به وضربت مصداقيته في الصميم.
القصة التي أرادها العجمي بطولة إعلامية تحوّلت إلى فضيحة موثقة، بعدما تابعتها صفحة وينيه الدولة لحظة بلحظة، من لحظة انتشار الخبر حتى اعتراف الفتاة الكامل بأنّ الرواية من تأليفها، وأنّ الهدف كان ببساطة “رؤية الحبيب”.
الخلاصة:
أيها الأهالي، راقبوا بناتكم وبُعدوهم عن مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة “التيك توك”، فالعالم الافتراضي أصبح أخطر من الواقع.
وفي المقابل، لا داعي للخوف أو الهلع، إذ لم تُسجَّل لدى صفحة وينيه الدولة ولا لدى الأجهزة الأمنية أي حالة خطف لفتيات من لبنان ونقلهن إلى سوريا، سوى في مخيلة البعض الذين يفتقرون إلى المصداقية.
هذا وقد نشر المجلس الوطني للاعلام بيانا استنكر فيه نشر قصص وهمية على مواقع التواصل للحصول على السكوب ونفى فيه انه يكون العجمي يملك صفة الصحافي.