قراءة في الاتفاق الايراني السعودي . ميسم حمزة

قراءة في الاتفاق الايراني السعودي . ميسم حمزة

برعاية الرئيس الصيني شي جين بينغ تم الاتفاق السعودي الايراني على اعادة التواصل واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين المقطوعة منذ عام 2016، في خطوة أثارت العديد من التساؤلات ، خاصة وان هذا الاتفاق وان شكل ضربة لاحد فهو ضربة قوية للولايات المتحدة الاميركية ودورها في منطقة الشرق الاوسط لاسيما وان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اليوم يسير في طريق الانفتاح على كل من الصين وروسيا...

 

الدور الصيني في الشرق الاوسط والمنطقة

الاتفاق السعودي الايراني يؤكد على تزايد النفوذ الصيني في الشرق الأوسط ليس فقط على المستوى الاقتصادي إنما أيضًا على المستوى الدبلوماسي"، فقد اثبتت الصين دورها في ارساء مفاهيم التعاون الدولي من اجل ترسيخ قواعد السلم والامن الدوليين في ادراك عميق من القيادة الصينية وعلى راسهم شي جينبينغ ان العلاقات الدولية تقوم على التعاون بديلا عن الهيمنه وفرض الاحادية القطبية وهو تحد اساسي من اجل ولادة عالم جديد.

السياسة الاميركية

الانجاز الاكبر الذي حققه الاتفاق اليوم هو احتواء السياسة الاميركية في المنطقة، وتقليص قدرتها في اثارة النزاعات، فالاميركي الذي عمل لسنوات على عزل الايراني وضرب علاقاته الخارجية  تراجعت قدرته مع تزايد قدرة الصيني على اعادة احياء علاقات كانت مقطوعة لسنوات في اسقاط مشروع العزل الاميركي لايران والتحالف الذي عملت على تقويته ضد الاخيرة وضم بعض الدول العربية.

كما ان السعودي وجه ضربة للاميركي الذي يحاول السيطرة على قراره وتقليص دوره العربي

السياسة السعودية الحالية

أما على المستوى السعودي فاستمرار النزف في اليمن يشكل مأزق أمني كبير تحاول الحكومة السعودية الخلاف من هذا النزف الامني، لان اليمن بالنسبة الى المملكة هي الخاصرة الامنية لها، وان هذه الحرب واستمرارها تشكل احدى العقبات الاساسية لاي دور سعودي داخلياً وخارجيا، بعدما اكتشفت المملكة بأن الوعود الاميركية تبددت وتركت المملكة تغوص في رمال اليمن المتحركة ، فهي ارادت عبر هذا الاتفاق الوصول الى تنفيذ الاتفاقيات الامنية المعقودة سابقا مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتستثمر هذا التفاهم وهذه المصالحة بدور ايراني يساعد في حفظ امن المملكة عبر البوابة اليمنية.

تأثير الاتفاق على ايران

اما من الناحية الايرانية فان هذا الاتفاق يعيد لايران دورها في العالم الاسلامي كشريك وليس خصما او عدواً ، بالاضافة الى انه يكسر الحصار الغربي المفروض على الجمهورية الاسلامية الايرانية

صحيح ان هناك مسائل عالقة بين الجانبين الخليجي والايراني ، إلا ان هذا التفاهم يعطي ارتياحاً لايران بأنها جزء من هذا التكوين السياسي في المنطقة ولاعب اساسي في قيام نظام  اقليمي جديد بديلاً عن النظام الاقليمي الذي يحاول الاميركي فرضه في المنطقة.

هذا وان التعاون بين ايران والمملكة العربية السعودية سينعكس على المستويين

الاول  النفطي  الذي يؤدي الى جعل هذه السلعة لمصلحة شعوب المنطقة وعدم كسر قرارات منظمة اوبيك من قبل الدول الكبرى

الثاني الاستقرار في المنطقة ، فالولايات المتحدة الاميركية تحاول اشعال حروبا في المنطقة ضمن سياسية الفوضى البناءة، وجعل الصراع مع العدو الاسرائيلي هو الصراع الاوحد في المنطقة

 

تأثير الاتفاق على المنطقة

قد يكون للاتفاق السعودي الايراني انعكاسات إيجابية على لبنان وسوريا والعراق و"ربما الأهمّ، على اليمن". وسيساهم الاتفاق بإعادة التوازن الأساسي للنظام الإقليمي في الشرق الأوسط وقد يسمح التعاون بين الطرفين في معالجة الملفات العالقة في المنطقة ومنها عودة سوريا الى جامعة الدولة العربية ، ودعم القضية الفلسطينية لما لهذا الاتفاق انعكاس ايجابي على القضية ودعم الشعب الفلسطينية الحر.

فالسؤال المطروح

هل سنشهد تغيرا جذريا في المنطقة وتحالفا روسيا ايرانيا صينيا سعوديا بوجه الغطرسة الاميركية كما نتمنى لدعم القضايا العربية المحقة

أم أن كل ما يجري هو مجرد رسائل بين بعض الدول لتحقيق مصالح خاصة ؟؟ .