عامٌ جديد لوطنٍ لا يساوم: ميسم حمزة

عامٌ جديد لوطنٍ لا يساوم: ميسم حمزة
مع مطلع عامٍ جديد، لا نبحث عن تهنئة عابرة ولا عن أمنياتٍ مؤجلة، بل عن وطنٍ يشبه تضحيات أبنائه، وطنٍ يعرف أن الكرامة ليست شعاراً موسميّاً، بل جوهر الوجود ومعنى السيادة، وطن يحفظ كرامته كما يحفظ حدوده، يدرك أن الأرض ليست عقاراً قابلاً للتفاوض، وأن السيادة ليست بنداً في اتفاق ولا ورقة ضغط على طاولة المصالح الدولية. وطنٌ لا يساوم على ترابه، ولا يبيع قراره، ولا يسمح بأن يكون شعبه رهينة الحصار أو الإملاءات الخارجية مهما تلونت عناوينها.
ايام قليلة تفصلنا عن العام الجديد، الذي نريد خلاله دولةً لا تنصاع للغرب ولا تركع لسياساته، دولةً تقرأ التاريخ جيداً وتفهم أن من لا يحمي نفسه لا يحميه أحد. دولةً تعرف أن قوتها في وحدتها، وفي استقلال قرارها، وفي ثقتها بشعبها لا في الارتهان للخارج.
عامٌ نريده عنواناً للكرامة الوطنية، حيث لا تُقايَض الحقوق بالوعود، ولا تُختصر السيادة بالمجاملات الدبلوماسية. نريده عاماً تُستعاد فيه هيبة الدولة من خلال حماية الأرض والإنسان معاً، ومن خلال موقف وطني صلب لا يتبدل مع تغيّر الرياح الدولية.
فالوطن الذي نحلم به ليس وطناً معادياً لأحد، لكنه أيضاً ليس تابعاً لأحد. وطنٌ يشد قبضته دفاعاً عن حقه، يقول “لا” حين تكون الـ“لا” واجباً، ويقول “نعم” فقط لما يحفظ كرامته وكرامة شعبه.
في السنة الجديدة، أمنيتنا واضحة: وطنٌ حرّ، سيّد، مستقل،
لا يُكسَر، لا يُشترى، ولا يُدار من الخارج ولا يساوم عليه وعلى مقاومته
كل عام ووطننا أكبر من المؤامرات