جائزة جان سالمه للدكتور ربيعة أبي فاضل لإنجازاته الفكرية الرائدة.
منحت لجنة جائزة الأديب جان سالمه جائزتها السنوية للعام 2023 للدكتور ربيعة أبي فاضل لإنجازاته الفكرية الرائدة، خلال احتفال في جامعة الشرق الأوسط – السبتيه، حضره الوزير السابق غازي العريضي ونخبة من أهل الفكر والأدب والفن والإعلام إلى أصدقاء المكرم وأهل بلدته نابيه وعائلته.
بداية النشيد الوطني، ثم الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الكلمة الحرة وكل الشهداء الذين سقطوا على أرض الجنوب جراء الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ثم ألقت عريفة الاحتفال الإعلامية جان دارك أبي ياغي كلمة، أشادت فيها بشخصية المكرم “الصحافي والكاتب والمحلل والناقد والشاعر الذي امتازت كتاباته بأسلوب رشيق وأنيق، فحجز له مكانا بين الأقلام الرائدة في الإبداع الفكري والثقافي”.
وتحدث الشاعر الدكتور عبده لبكي عن الرابط الذي يجمعه بالمكرم، وهو “رابط لا يوصف بأوصاف، ولا يستعار، إنه رابط الروح المتجلي في الكون وفي جمال الخلق وعظمة الخالق، في الإيمان وفي الصلاة، في الاختلاء وفي التذاكر، في الحب المتسامي وفي الإصغاء إلى أنغام الطبيعة، في اتحاد شفيف باللامتناهي، وفي وجد التصوف حتى التصوف. ورابط آخر، هو القرية، وقد استعادت على يديه، حضورها النقي، إلى يوم كان هواء الريف هواء، وماء الينابيع ماء، وحقل الفلاح حقلا، وقمح البيادر قمحا، والثعلب الماكر ثعلبا، وصباح الديكة صباحا، والفصول الأربعة فصولا، وحكايات الجدات بفساتينهن المزركشة خيالا طاهرا”.
وركزت الدكتورة هدى رزق حنا على كتاب “وحدها الحكمة” للدكتور ربيعة أبي فاضل، وهو خلاصة تجارب وتأملات وأبحاث للكاتب، مشيرة الى أنه “حاول عبر صفحاته اعتماد الحكمة لفهم نفسه ومبتغاه أولا، ولاستيعاب عالم اليوم وتعقيداته ثانيا”.
ولفتت الى أن “الكاتب يناشد البشر على اختلافهم، الابتعاد عن التطرف، عن الغضب الأعمى والعنف، واعتماد الحوار. كما يدعو إلى ردع ذوي النفوذ عن ارتكاب المجازر واللعب بمصير الشعوب. ويوصي بني قومه بالتوق إلى عروبة راقية أي إلى فصل الدين عن الدولة وإعطاء كل إنسان في كل زمان ومكان القدسية والكرامة التي يستحقها”.
وقالت: “وحدها الحكمة” هو غيض من فيض، فأعمال المكرم تشكل مكتبة بحد ذاتها ينهل منها القارئ على مر الأيام فماؤها لا ينضب وخبزها لا يجف.”
بدوره، قال الفنان والرسام أدهم الدمشقي: “لم أكن يوما تلميذا نجيبا ولا جئت اليوم بينكم لأكون ناقدا أو مشرحا، جئت لأكرم أبي”.
أضاف: “لقد كنت محظوظا حينذاك بأستاذين جناحين ربيعة أبي فاضل وربى سابا حبيب. بجناحين ساعداني على التحليق بعيدا عن رتابة المقاعد والكراريس التي تعلم طلاب الأدب كيف يعربون ما تحته خط ولا يعربون عما في القلب من نبض. كان معلمي واليوم أصبح صديقي، “منروح سوا ع حراش بكفيا وضهور الشوير منسلق شعر وضو”. لكني مازلت حين أقرأ له قصيدة صوفية جديدة أتساءل:
في زمن تتكالب فيه المصالح والسياسات ، وتنبح الأصوات من كل عتمة وتتفاصح، ما فائدة قصيدة صوفية بعد، وأربابها ذبحوا أو صلبوا؟ وشاعرنا يعود وحده ليرتقي الشجرة؟”.
أما كلمة لجنة الجائزة فألقاها الدكتور جورج لبكي الذي حيا مؤسس الجائزة جان سالمه الذي “قاده حبه للأدب إلى ترك عالم الأعمال باكرا والتفرغ للكتابة والتأليف”.
وقال: “لقد أراد أن تكون هذه الجائزة لتكريم الأدباء الذين لم ينالوا حقهم من التكريم الذي يستحقوه. وبالعودة إلى الشاعر والمفكر المكرم الدكتور ربيعة أبي فاضل فهو علم من أعلام الفكر في لبنان، وقد عرفته منذ سنوات عديدة أستاذا ومربيا طبع الأجيال الصاعدة بالعلم والمبادئ والمثل الأخلاقية الرفيعة”. وتوقف عند التصوف الذي طبع مؤلفات المكرم وحياته”.
بعد ذلك، قدمت رئيسة اللجنة جاكلين سالمه درعا تكريمية للدكتور ربيعة أبي فاضل الذي قدم بدوره، مجموعته الأدبية لكل أعضاء اللجنة وللمنتدين.
كما قدمت أبي ياغي مجموعة الأديب الراحل جوزف مهنا الى المكرم وكل من شارك في تكريمه.